واستدعت سلطة ضبط السمعي البصري مديرة قناة" النهار" المستقلة، لإبلاغها بشكوى قدمتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بشأن برنامج "انصحوني" الذي يقدمه الشيخ شمس الدين بوروبي، اعتبر فيه أن زكاة عيد الفطر تؤدى عشية عيد الفطر وقبل صلاة العيد، مستنداً إلى فتوى من المذهب المالكي السائد في الجزائر.
وكان بوروبي يرد على فتوى أصدرتها لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف حول جواز تعجيل إخراج زكاة الفطر من بداية شهر رمضان، بسبب الظروف الاستثنائية المتعلقة بوباء فيروس كورونا المستجد. والتزمت القناة بوقف البرنامج تفادياً لأي مشكلات إضافية، خاصة أنها تسلمت إنذارات من سلطة الضبط بسبب برامج في رمضان، كما أنها كانت محسوبة على نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ولديها مشاكل سياسية مع الرئيس الحالي عبد المجيد تبون. ويُلاحق مديرها أنيس رحماني في قضايا فساد، وهو مسجون حالياً.
وأمس الخميس ردت لجنة الفتوى على تصريحات بوروبي، ونشرت بياناً توضيحياً حول الفتوى المعنية، وأكدت أن "من قال بعدم إجزاء زكاة الفطر في هذه الحالة فقد خالف قواعد أصول الشريعة المعروفة في باب الاجتهاد والتقليد والفتوى"، وذكرت أن "من أخرج زكاة الفطر من بداية شهر رمضان فإن زكاته شرعية صحيحة ولا إشكال فيها، لأنه اعتمد في ذلك على رأي هيئة فقهية معتمدة، استندت في فتواها إلى أدلة واعتبارات شرعية".
واعتبر كثيرون قرار وقف البرنامج وردّ وزارة الشؤون الدينية قمع للرأي الآخر المشفوع بالحجة الفقهية الذي كان يفترض أن يواجه أيضاً بالحجة، وكتب الباحث مهدي براشد أنه "ليس من حق وزارة الشؤون الدينية المطالبة بوقف الحصة بسبب رأي حول عدم جواز إخراج زكاة الفطر قبل ثلاث أيام من عيد الفطر. هذه ديكتاتورية قمع لحرية الفكر والرأي وعودة إلى الرأي الواحد"، فيما كتب الباحث في القانون الدستوري سعيد يحياوي "من واجب الوزارة محاورة الشيخ شمس الدين وإلزامه الحجة ونسف اجتهاده ورأيه، أما تكميم فاه ورفض فتواه بسطوة السلطان، فليس من الدين ولا من السياسة ولا من تعظيم الدين وتوقير رجاله، ولا يوجد ما يبرره". وإضافة إلى برنامج "انصحوني"، علقت قنوات محلية برامج عدة منذ بداية شهر رمضان، بسبب تجاوزات تضمنتها، تسببت في توجيه سلطة الضبط لها بإنذارات وتهديد بسحب رخصة العمل.