وتعد توماس كوك أول شركة سياحة بريطانية كبرى تستأنف عملياتها في تونس منذ أن قتل تنظيم إرهابي 30 بريطانياً على أحد الشواطئ التونسية في العام 2015.
ومنذ العملية الإرهابية التي استهدفت المنتجع السياحي بمحافظة سوسة علق الوكيل السياحي البريطاني رحلاته نحو تونس في إطار الحظر الذي فرضته بريطانيا على الوجهة التونسية.
ودفع الهجوم الارهابي، الذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه، بريطانيا إلى إصدار تحذير بشأن جميع الرحلات إلى تونس باستثناء الرحلات الضرورية، ومن ثم ألغت شركات السياحة الكبرى جميع برامج قضاء العطلات هناك.
لكن وزارة الخارجية البريطانية خففت تحذيرها العام الماضي. وقالت مجموعة توي، منظمة الرحلة التي سقط ضحايا فيها، الشهر الماضي إنها تخطط لعرض قضاء العطلات في تونس من جديد بداية من مايو/ أيار المقبل.
وقال الوكيل السياحي البريطاني "توماس كوك" إن رحلاته الثلاث إلى مطار النفيضة في تونس يوم الثلاثاء كانت كاملة، مما يسمح للبريطانيين بالانضمام إلى السياح الألمان والفرنسيين والبلجيكيين الذين كانوا يذهبون إلى هناك على مدى العامين الماضيين.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك بيتر فانخوسر إن الشركة بذلت كل ما في وسعها من أجل الأمن.
وأضاف فانخوسر لراديو "بي بي سي" فى وقت سابق اليوم "سيكون من الغباء أن اقول أن أي وجهة آمنة بنسبة 100%، ولكن ما أستطيع قوله هو أننا أخذنا وقتاً لاتخاذ قرار إعداد برنامجنا".
وفي الخامس من فبراير/شباط الجاري التقت وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي الرقيق بوزير الدولة البريطاني المكلف بالأمن "بان والاس" بمناسبة زيارة قام بها لتونس.
ودار اللقاء حول سبل تعزيز مختلف أوجه التعاون الثنائي بين تونس والمملكة المتحدة خاصة في مجالات الأمن والسياحة والاستثمار، كما أثنى الوزير البريطاني على المجهودات التي تبذلها تونس لتأمين المنشآت والمواقع والمسالك السياحية ونقاط العبور، معبراً عن ثقته في عودة السياح البريطانيين بكثافة للاستمتاع بما توفره بلادنا من منتوجات سياحية متنوعة.
ويعتبر خبراء السياحة عودة كبار الشركات السياحية إلى تونس إعلاناً حقيقياً لتعافي القطاع الذي عانى كثيراً من تداعيات العمليات الإرهابية التي استهدفت البلاد وتردي وضع الأمن في البلاد، معتبرين أن 2018 ستكون سنة عودة الوجهة التونسية إلى الأسواق العالمية.
وحسب بيانات رسمية لوزارة السياحة "بلغت إيرادات القطاع السياحي سنة 2017 نحو 2.8 مليار دينار، أي نحو 1.16 مليار دولار، وتوافد أكثر من 7 ملايين سائح خاصة من الجزائر وليبيا وعودة السوق التقليدية، إضافة إلى ارتفاع عدد الليالي المقضية وتنامي السياحة الداخلية وارتفاع عدد الحجوزات في بداية سنة 2018".