تشهد أسواق الذهب إقبالاً من السوريين، رغم ارتفاع أسعار المعدن الأصفر بنحو 49% منذ بداية العام الجاري، بمقدار 11200 ليرة سورية.
وبرر اقتصاديون توجه السوريين للذهب بالهروب من الإبقاء على ادخار الليرة السورية التي تفقد يومياً من قيمتها أمام العملات الرئيسية، بعد أن تراجع سعر صرفها مقابل الدولار من 50 ليرة عام 2011 إلى أكثر من 640 ليرة اليوم.
ويقول الإعلامي الاقتصادي جوني عبو، بواقع الرقابة الأمنية لشركات الصرافة وملاحقة مالكي العملات الأجنبية والتشدد الأمني على محال الصرافة والمضاربة، لم يبق أمام المدخرين، من ملاذ سوى الذهب، رغم عدم توحيد واستقرار سعره، حتى ضمن أسواق المدينة نفسها.
وأضاف عبو لـ"العربي الجديد" أن العملات الأجنبية غير متوفرة بالسوق النقدية السورية، وما يقال عن ضخ دولارات من المصرف المركزي للشركات والمصارف، هو محدود جداً ويتعلق بتمويل التجارة بالدرجة الأولى، فضلاً عن أن رفع المصرف المركزي، الخميس الفائت، لسعر الدولار التدخلي إلى 620 ليرة، ساهم بمزيد من الخوف وتهاوي سعر صرف الليرة بالسوق الموازية إلى أكثر من 650 ليرة سورية للدولار الواحد.
وقفز سعر غرام الذهب في سورية، اليوم السبت، إلى أعلى مستوى له على أساس يومي خلال شهر أيار/مايو الجاري، مرتفعاً بنحو ألف ليرة دفعة واحدة، مسجلاً 23 ألف ليرة للمرة الأولى بتاريخ سورية، بدعم من ارتفاع سعر صرف الدولار في دمشق إلى 640 ليرة، ومن سعر الذهب الذي أعلنت عنه جمعية الصاغة.
وقالت مصادر من دمشق إن جمعية الصاغة شددت اليوم توجيهاتها لجميع الصاغة بعدم البيع إلا وفق التسعيرة الرسمية الصادرة عن الجمعية، بعد انتشار المضاربة بسوق الذهب، ما خلق أكثر من سعر بما يفوق السعر المحدد.
وأضافت المصادر أن الجمعية بدأت تحتسب رسماً باسم "أجور الصاغة" يضاف إلى السعر المعلن، ما رفع سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطاً إلى نحو 23200 ليرة سورية.