قفز إنتاج ليبيا النفطي في مارس/آذار الجاري إلى 1.2 مليون برميل يوميا، وهو الأعلى منذ نحو 6 سنوات، مستفيدا من استئناف العمل في حقل الشرارة مطلع هذا الشهر، بعد أن ظل مغلقاً منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حينما سيطرت عليه قوات شرق ليبيا بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ الأميركية، إن ليبيا عززت إنتاج الخام بعد إعادة تشغيل حقل الشرارة.
وفي هذا السياق، قال مهندس في حقل الشرارة لوكالة رويترز، أمس الثلاثاء، إن الحقل يضخ نحو 270 ألف برميل يومياً، وإن الإنتاج قد يزيد 20 ألف برميل يومياً بعد الانتهاء من صيانة بعض الآبار.
ويعد إجمالي إنتاج النفط حاليا هو الأعلى منذ يونيو/حزيران 2013، وفق بيانات أوردتها وكالة الأناضول، أمس، حيث بلغ آنذاك 1.2 مليون برميل يومياً، لكنه لا يزال أقل بنحو 25 في المائة من مستويات ما قبل الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، البالغ نحو 1.6 مليون برميل يومياً.
ويعاني قطاع النفط من تذبذب حاد في الإنتاج، من جراء الانقسامات السياسية والصراعات المسلحة التي تشهدها البلاد، وتسببت في انهيار مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية.
وفي فبراير/ شباط الماضي، بلغ إنتاج ليبيا النفطي 906 آلاف برميل يومياً، حسب بيانات منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، الصادرة، الأسبوع الماضي.
وتسبب الصراع المتواصل في خسائر باهظة للنفط الليبي، وأظهر تقرير صادر عن ديوان المحاسبة مؤخرا، أن ليبيا خسرت نحو 150 مليار دينار (107 مليارات دولار)، من جراء توقف موانئ التصدير خلال الفترة من منتصف عام 2013 وحتى نهاية 2016 فقط، فيما تشهد البلاد توقفاً متكرراً للحقول منذ ذلك التاريخ.
وتعتمد الدولة على النفط في تمويل أكثر من 95 في المائة من الخزانة العامة، فيما يتم تخصيص أكثر من نصف الميزانية لرواتب موظفي القطاع العام والدعم الحكومي لعدد من المنتجات.
ويوم الإثنين الماضي، أعلنت حكومة الوفاق الوطني، أنها اتفقت مع البنك المركزي وفاعلين آخرين على ميزانية للعام الجاري 2019 بقيمة 46.8 مليار دينار (33.83 مليار دولار)، مقارنة بنحو 42 مليار دينار العام الماضي، وذلك بعد سجالات دامت أشهرا.