وقال المحتجون من أعوان وموظفي المؤسسات إن تواصل الاعتصامات في مواقع الإنتاج يهدد أرزاقهم، بعدما ألمح مسؤولون في هذه المؤسسات إلى احتمال العجز عن صرف رواتب الموظفين بسبب هبوط الإيرادات إلى مستوى قياسي منخفض غير مسبوق.
ورفع المحتجون شعارات مثل "أنقذوا الفوسفات" و"قطاع الفوسفات ليس للبيع"، و"لا للحلول الترقيعية"، مؤكدين ضرورة إنهاء هذه الأزمة المتكررة والبحث عن حلول جذرية تحول دون عودة المعتصمين إلى وفق الإنتاج مستقبلاً.
وترتفع الخسائر اليومية للمجمع الكيميائي (مؤسسة حكومية تتولى تحويل منتجات الفوسفات) إلى نحو 8 ملايين دينار يومياً، أي ما تعادل قيمته 3.3 ملايين دولار، جراء توقّف نشاط المجمع الكيميائي في قابس، ما قد يضطر المجمع إلى إحالة قرابة 3400 عامل إلى البطالة الفنية، حسبما صرّح المسؤول المحلي للمجمع الكيميائي في قابس، توفيق الجمل.
ومنذ نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي فجّر الإعلان عن نتائج مناظرة (مسابقة) توظيف في شركة فوسفات قفصة الحكومية موجة من الغضب العارم في منطقة المناجم انتهت بإغلاق المحتجين لكل مواقع الإنتاج وسكة النقل الحديدي، ما تسبب في شلل أحد أهم أذرع الاقتصاد التونسي.
ووفق تصريح للناطق الرسمي باسم شركة فوسفات قفصة علي الهوشاتي لـ"العربي الجديد"، كان يتوقع أن تنتج الشركة على امتداد الأسابيع الماضية نحو مليون طن من الفوسفات، غير أن الشلل التام الذي طاول كل المواقع تسبب في نزول الإنتاج إلى 160 ألف طن، ما أثر على عائدات المؤسسات المنتجة والمحولة لهذه المادة وفق تأكيده.
وقال وزير الطاقة والمناجم خالد قدور في تصريح إعلامي، إن شركة الفوسفات ستوقف كل مسابقات التوظيف بعد أن استنفذت كل طاقتها التشغيلية، في الوقت الذي يطالب فيه المعتصمون بإيجاد بدائل تنموية في الجهة تمكن من خلق فرص عمل للعاطلين.