اتجه سعر صرف الدولار الأميركي أمام الدينار الليبي إلى الانخفاض في السوق السوداء، فيما تسيطر المخاوف على تجار العملة من اتجاه الأسعار في هذه السوق إلى مزيد من الهبوط في إطار تشكيل حكومة وفاق وطني في البلد الذي أنهكته الانقسامات والصراعات المسلحة.
ولا يزال سعر صرف الدولار في السوق السوداء يتجاوز ضعف السعر الرسمي في البلاد رغم انخفاضه بمعدلات ملحوظة خلال الفترة الماضية.
ويصل سعر صرف العملة الأميركية في السوق الرسمية إلى 1.4 دينار، بينما يبلغ في السوق السوداء 2.9 دينار، بينما كان قد قفز إلى 3.6 دينارات في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويرجع تجار العملة بسوق المشير وسط العاصمة الليبة طرابلس انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء إلى عدم وجود إقبال من رجال الأعمال وتجار الذهب بسبب تشكيل حكومة الوفاق الوطني وترقب الأحدات خلال الفترة المقبلة.
وانتشرت محال بيع العملة في الأشهر الأخيرة. ولا يملك تجار العملة الجدد تراخيص لمزاولة المهنة، لكن لا شيء ينبئ بتخوفهم من المحاسبة، فهم يعرضون أوراق الدولار واليورو على واجهات محالهم.
لكن أحمد حسين، أحد باعة الدولار في سوق المشير، قال في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن ما دفع الزبائن للجوء إلى سوق العملة الموازي (السوداء) هو نفاد العملة الأجنبية من المصارف، وهو أيضاً العامل الأكبر في ارتفاع سعرها الجنوني في السوق.
وبحسب حسين، فإن الانخفاض في سعر الدولار مرتبط بحركة السوق الذي يعاني بالأساس من كساد كبير، ولا سيما مع مطلع العام الحالي.
وقال أحمد أبولسين، عميد كلية الاقتصاد، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن انخفاض سعر العملة الأميركية مؤقت، مشيرا إلى أنه لا توجد مؤشرات على تحسن أداء الاقتصاد الليبي، لا سيما ما يتعلق بتصدير النفط.
وأوضح أبولسين "الأمور تزداد تعقيدا في منطقة الهلال النفطي شرق البلاد، بعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية"، مضيفا: "سعر الدولار قد يصل في السوق الموزاية إلى 5 دنانير مقارنة بالأسعار الحالية".
وتابع أن الوضع المأزوم للدينار يعد من أبرز مؤشرات تردي الوضع الاقتصادي، والذي سيضاعف من الضغوط على المواطن الذي يحس اليوم آثار هذه الأزمة من خلال الارتفاع الكبير في أسعار السلع الاستهلاكية المختلفة، باعتبار أن أكثر من 80% من استهلاك الليبيين مستورد ويعتمد على سعر العملات الصعبة بشكل أساسي.
اقرأ أيضاً:
مجموعة الأزمات الدولية تحذر من الأسوأ في ليبيا
"فايننشال تايمز": تشكيل حكومة آخر فرص ليبيا لإنقاذ اقتصادها