أمضت جوي فالوتيكو، مديرة التسويق في شركة فورد موتور، أسبوعين مشغولة بطرح سيارة رياضية فاخرة جديدة في معرض نيويورك الدولي للسيارات، الذي بدأ فعالياته في التاسع عشر من إبريل/ نيسان الجاري، والتعامل مع التغييرات التنفيذية في شركتها، إلا أنها لا تزال تحظى بوقت كافٍ لعقد اجتماعات عدة حول موضوع تعتبره أمراً حاسماً بالنسبة لمستقبل فورد.
تترقب شركات السيارات بشدة المستهلكين المحتملين، لا سيما الذين نشأوا في عصر انطلاق وسائل التواصل الاجتماعي، ممن يطلق عليه الجيل زد (Generation Z)، الذي يستخدم الإنترنت بشكل واسع من سن مبكرة وتشكل مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً كبيراً من حياته واختياراته المفضلة، فضلاً عن الظروف الاقتصادية لهذا الجيل.
تقول فالوتيكو، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية إن مجموعة المستهلكين الناشئين الذين تراوح أعمارهم بين 7 سنوات و22 سنة نشأوا على وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك الأمر مختلف تماماً، "نحن نتفحّص كل هذا في الوقت الحالي".
وتكافح مدينة ديترويت المعروفة بصناعة السيارات في ولاية ميشيغان الأميركية للتواصل مع المشترين الشباب، لا سيما مع تغير الأنماط الاستهلاكية في السنوات الأخيرة.
وإلى جانب الاهتمام بالسيارات الحديثة التي تعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير، فإن السعر يمثل أهمية قصوى بالنسبة لـ"الجيل زد" فهو بنظر العديد من مسؤولي شركات السيارات أكثر تحوطاً، فقد نشأ خلال الأزمة المالية العالمية، وفي سنوات تكوينهم، شاهدوا والديهم يفقدون وظائفهم أو يكافحون من أجل كسب نفقاتهم خلال هذه الحقبة من تاريخ الولايات المتحدة والعديد من الاقتصادات العالمي، ما يجعل هذا الجيل أكثر احتفاظاً بأمواله من الجيل السابق عليه.
ووفق شركة الأبحاث الأميركية "جيه دي باور" فإن "جيل زد أكثر حذراً في فتح محافظهم، وثلثاهم يشترون سيارات مستعملة، ومعظمهم يختارون السيارات المدمجة أو سيارات السيدان متوسطة الحجم".
يقول تايسون جوميني، المحلل المالي في "جيه دي باور" إن "القوة الشرائية واقتصاديات هذا الجيل أضعف قليلاً، فهناك زيادة في الأسعار بنحو 2 بالمائة سنوياً، بينما هناك ثبات في الأجور، ما يجعل شراء سيارة جديدة لهذا الجيل أكثر صعوبة".
يضيف جوميني إن "التهديد الحقيقي للغاية يتمثل في أن جزءاً من هذا الجيل سيذهب لخدمات النقل المشتركة ولن يعود أبداً، فقد لا يدخلون سوق السيارات أبداً".
وفي فبراير/ شباط الماضي، نشر موقع "واردز أوتو" تقريراً، أشار إلى أن صناعة السيارات الأميركية قد تضطر إلى خفض إنتاج المصانع في العام الجاري 2019، رغم أنه تم بيع 3.95 ملايين سيارة بالفعل في نهاية يناير/ كانون الثاني، بزيادة 4 في المائة عن ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وزيادة 3 بالمائة عن نفس الفترة من عام 2018.
وفي حين أن شهر يناير/ كانون الثاني يكون أبطأ عادة بالنسبة لمبيعات السيارات الجديدة، يقول المحللون وفق "واردز أوتو" إن مستويات المخزون المرتفعة أصبحت مشكلة، لأن شركات السيارات ستبدأ هذا العام بمخزون غير مباع أكثر مما كانت عليه قبل 3 سنوات، عندما وصلت مبيعات السيارات الأميركية إلى 17.55 مليون في السنة.