ثروة 5 عائلات بريطانية توازي ثروة 13 مليون بريطاني

17 مارس 2014
التفاوت الاجتماعي يرتفع كثيراً في بريطانيا
+ الخط -

كشف تقرير جديد لمنظمة أوكسفام البريطانية عن حجم التفاوت الاجتماعي المتزايد في بريطانيا. حيث تبين أن خمس عائلات في البلاد تملك ثروة أكبر مما يمتلكه 20% من فقراء بريطانيا.

وحثت منظمة أوكسفام وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن لإجراء هجوم جديد على التهرب من دفع الضرائب زيادة الأجور، وإبراز كيف يمكن لحفنة من أصحاب الثراء الفاحش برئاسة دوق " وستمنستر" أن يكون لديهم أموال وأصول تفوق ما يمتلكه أكثر من 12.6 مليون بريطاني.

ضرائب على الثروة

وقالت أوكسفام، التي تعمل على برامج الحد من الفقر، أنه يجب على الحكومة دراسة إمكانية فرض ضريبة على الثروة بعد الكشف عن الكيفية التي ساعدت العائلات الخمس على تحقيق مكاسب في دخولهم لأسباب تدور حول ارتفاع أسعار العقارات.

ويتم العمل حالياً على جعل مستويات المعيشة في بريطانيا مدار النقاش السياسي في عملية التحضير للانتخابات العامة في العام المقبل، ومن المرشح أن يقوم أوزبورن بحملة جديدة ضد التهرب من دفع الضرائب، إضافة الى فرض اجراءات تساهم في جعل أصحاب الثروات العقارية يمولون تخفيضات ضريبية للأسر العاملة.

ارتفاع حدة التفاوت

وقالت المنظمة أنه خلال السنوات الأخيرة ارتفعت حدة التفاوت الاجتماعي في بريطانيا، نتيجة لانخفاض قيمة الأجور الحقيقية، وارتفاع تكاليف المواد الغذائية والوقود.
وتشرح أوكسفام في تقريرها أن فئة أفقر 20٪ من سكان المملكة المتحدة، يبلغ حجم ثروتها مجتمعة 28.1 مليار جنيه استرليني، في حين أن أحدث قائمة للأغنياء والتي أصدرتها مجلة فوربس أظهرت أن أغنى 5 عائلات في بريطانيا (عائلة الدوق وستمنستر، وديفيد وسيمون روبن، والأخوة هندوجا، والأسرة كادوجان ومايك اشلي) تبلغ ثروتها 2.28 مليار جنيه استرليني.

وتعتبر الأسرة الأكثر ثراء في بريطانيا، برئاسة اللواء جيرالد جروسفينور، وتملك 77 هكتاراً (190 فدانا) من العقارات الممتازة وهذه العائلة هي من أكثر المستفيدين من ارتفاع اسعار العقارات في العاصمة البريطانية في السنوات الأخيرة .
وقالت اوكسفام أن هذه العائلة تبلغ ثروتها 7.9 مليار جنيه استرليني أي ما يفيض عن ثروة أفقر 10٪ من سكان المملكة المتحدة والتي تبلغ ثروتها مجتمعة 8.7 مليار جنيه.

ظاهرة مثيرة للقلق

وقال مدير منظمة أوكسفام بن فيليبس: "أصبحت بريطانيا دولة منقسمة بعمق، مع نخبة الأثرياء التي ترتفع ثروتها، بينما الملايين من الأسر تكافح من أجل تغطية نفقاتها".

وأضاف: "أنها ظاهرة مثيرة للقلق العميق، هذه المستويات المتطرفة من التفاوت في الثروة موجودة في بريطانيا اليوم، حيث أن حفنة من الناس لديها أموال توازي ما يملكه الملايين ممن يكافحون للحصول على الخبز".

وأشارت دراسة سابقة لمنظمة أوكسفام أن ثروة 85 مليارديرا في العالم توازي ما يملكه 3.5 مليار نسمة، أي نصف سكان العالم. هذا ما جعل بابا الفايكان والرئيس الأميركي باراك أوباما يعتبران أن معالجة عدم المساواة هي أولوية قصوى في العام 2014، في حين حذر صندوق النقد الدولي أن الفجوة المتنامية بين الذين يملكون والذين لا يملكون يؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي.

وقالت أوكسفام فجوة الثروة في المملكة المتحدة أصبحت أكثر رسوخا نتيجة لقدرة الأثرياء القبض على حصة الأسد من عائدات النمو. إذ منذ منتصف عام 1990، نمت مداخيل الفئة الاجتماعية الثرية بنسبة 0.1٪ من خلال 461 جنيه أسترليني في الأسبوع أو 24 ألف جنيه سنوياً.
على النقيض من ذلك، شهدت فئة الـ 90٪ الأكثر فقراً زيادة بالقيمة الحقيقية للمداخيل بقيمة 2.82 جنيه في الأسبوع أو 147 جنيهاً في السنة. ومنذ العام 2003 انخفضت قيمة مداخيل 95 في المئة من البريطانيين في حين ارتفعت مداخل الـ 5 في المئة.

علامة الفشل الاقتصادي

وتوقع تقرير أوكسفام أن يزيد عدد الأطفال الذين يعيشون تحت خط الفقر عن 800 ألف بحلول عام 2020. واعتبرت أن خفض تقديمات الضمان الاجتماعي والخدمات العامة بالتزامن مع انخفاض الدخل الحقيقي وارتفاع تكاليف المعيشة خلق "حالة مدمرة للغاية".

وأكت أوكسفام أنه على الحكومة أن تبدأ في استكشاف مخزن الضرائب في الثروات الضخمة. وقد أصدر صندوق النقد الدولي مؤخرا بحثاً يبين التي أن التركّز الضخم في الثروة والدخل أعاق النمو ولفت إلى أن إعادة توزيع الثروة لا يحقق المساواة فقط وانما سيكون مفيد اقتصادياً.

وقال فيليبس: "زيادة عدم المساواة هي علامة على الفشل الاقتصادي ونتاج خيارات سياسية حان الوقت للقادة أن يعيدوا النظر بها".

 

المساهمون