توقع خبراء في أسواق النفط الأميركية أن ترتفع أسعار النفط إلى نحو 60 دولاراً، إذا ثبتت منظمة "أوبك" مستويات الإنتاج في اجتماع الجزائر الذي سيعقد في نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
وفي حال تثبيت أوبك الإنتاج عند مستويات يوليو/تموز البالغة 33 مليون برميل يومياً، فإن الأسعار ربما ترتفع بنسبة 20% الى 60 دولاراً للبرميل عن مستوياتها الحالية التي تراوح بين 46 و48 دولاراً لخام برنت، وذلك حسب مقال نشره البروفسور مايكل ماكدونالد في نشرة "أويل ديلي".
وقال الخبير الأميركي ماكدونالد، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حريص على التعاون مع "أوبك"، نسبة للظروف المالية التي تمر بها بلاده، ومن هذا المنطلق هنالك فرص لنجاح الاجتماع.
من جانبه، يرى الخبير الأميركي ومحلل أسواق النفط الاستراتيجي، روبن ميلز، أن أسعار النفط في حال حدوث اتفاق على دعم الأسعار في اجتماع الجزائر المقبل، فإن الأسعار ربما ترتفع الى مستويات بين 55 إلى 60 دولاراً خلال العام الحالي، مشيراً الى أنه يستبعد صعود الأسعار فوق 60 دولاراً خلال العام المقبل بسبب الفائض الموجود في السوق وحجم المخزونات التجارية لدى دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي.
ولكن هنالك شكوك في لندن، حول ما إذا كانت إيران ستوافق على "اتفاق دعم الأسعار"، خاصة بعد تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين، التي ذكر فيها أنه يوافق على استثناء إيران من الاتفاق.
لكن يقول خبراء غربيون أن إنتاج إيران يقدر حالياً بحوالي 3.8 ملايين برميل يومياً، وهو قريب جداً من معدل إنتاجها قبل الحظر، والبالغ 4 ملايين برميل.
وهذا المعدل من الإنتاج ربما يدفع إيران للتضحية بفجوة الـ 200 ألف برميل الفاصلة بين معدل إنتاجها الحالي ومعدل إنتاجها قبل الحظر في سبيل دعم أسعار النفط والحصول على دخل أعلى من مبيعاتها النفطية الخارجية البالغة حالياً 2.2 مليون برميل يومياً، حسب تصريحات وزارة النفط الإيرانية التي نقلتها وكالة فارس.
ولكن الخبير الأميركي في أسواق الطاقة ميلز يقول إن انضمام إيران لخطة دعم الأسعار سيكون مهماً، لأنها إحدى الدول التي كانت السبب في تدهور الأسعار هذا العام.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن إيران أضافت مليون برميل يومياً للأسواق النفطية منذ رفع الحظر في يناير/كانون الثاني.
ولكن تواجه الاتفاق عقبات أخرى، من بينها تضخيم الدول حجم إنتاجها ووضعها أرقاماً أعلى من الإنتاج الفعلي، حتى تتمكن من الانضمام لدعم الأسعار في اجتماع الجزائر، والاستمرار الفعلي في زيادة إنتاجها، ضاربة بذلك عصفورين بحجر واحد، فهي من ناحية، لم تتقيد فعلياً بالاتفاق، إذ إنها وضعت سقفاً غير حقيقي لإنتاجها، ومن ناحية أخرى حصدت الزيادة التي تحدث في الأسعار من جراء كبح إنتاج الدول الأخرى.
وهذه واحدة من الحيل التي تستخدمها العديد من الدول في السابق في اجتماعات "أوبك" التي تحدد عادة سقف الإنتاج لكل دولة وفقاً لسقف الإنتاج الكلي للمنظمة.
وفي هذا الصدد يلاحظ أن روسيا أعلنت أمس فجأة، أنها أنتجت 11 مليون برميل. وقالت وكالة" إنترفاكس الروسية أمس إن إنتاج روسيا النفطي تجاوز في سبتمبر/أيلول مستوى الـ 11 مليون برميل يومياً، ويعد هذا المؤشر الأعلى خلال السنوات الـ25 الماضية.
أما العقبة الأخرى، فهي مسألة تحسن النمو الاقتصادي العالمي، خاصة في الصين التي باتت تقود الدول المستهلكة للطاقة إلى جانب الولايات المتحدة.
ولكن رغم هذه العوامل، فإن العامل المهم الذي ينتظره المستثمرون في أسواق الطاقة الرئيسية في كل من أوروبا وآسيا وأميركا توجهات "أوبك" وروسيا، لأنهما المؤثران الرئيسيان في معادلة المعروض النفطي العالمي.
وعلى أساس هذه التوجهات يتم شراء العقود الآجلة للنفط، خاصة عقود نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول.
وهذه العقود عادة ترفع أسعار النفط في البورصات العالمية، لأنها عقود تقابل فترة الشتاء. وما عزز تحسن أسعار النفط أمس، انخفاض سعر صرف الدولار وانخفاض المخزونات الأميركية بمعدلات قياسية.
ويذكر أن أسعار النفط عززت مكاسبها أمس، حين ارتفعت أكثر من 1.5% بعد بيانات أظهرت ما يمكن أن يكون أكبر انخفاض أسبوعي في مخزونات الخام الأميركية في أكثر من 30 عاماً.
وتقلصت مخزونات الخام الأميركية على غير المتوقع بواقع 12.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، حسبما أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي بعد تسوية السوق يوم الأربعاء مقارنة مع توقعات بتسجيل زيادة قدرها نحو 200 ألف برميل.
وإذا أكدت البيانات الرسمية التي تصدرها الحكومة الأميركية هذا الانخفاض الأسبوعي فسيكون الأكبر منذ إبريل/نيسان 1985.
وفي لندن قفز خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 66 سنتاً إلى 48.64 دولاراً للبرميل في الجلسة الصباحية.
وارتفع خام نايمكس الأميركي تسليم أكتوبر/تشرين الأول 76 سنتاً إلى 46.26 دولاراً للبرميل.
ومن الغريب التصريح الذي أدلى به وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك، أمس، وتوقع فيه انخفاض أسعار النفط، ومن غير المعروف ما وراء هذا التصريح، في وقت تسعى فيه بلاده وكبار المنتجين لدعم الأسعار.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء أمس عن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك قوله إن هناك احتمالاً لانخفاض أسعار النفط في فصل الشتاء المقبل بسبب الوضع الذي لا يمكن التنبؤ به في السوق.