منذ أشهر وشركات الطيران الروسية تكابد أوقاتاً عصيبة بسبب ارتفاع أسعار الوقود ورسوم المطارات مجتمعةً، مع تدنّي إيراداتها بالعملة الروسية (الروبل) التي فقدت العام الماضي، نحو 20% من قيمتها بفعل موجة جديدة من العقوبات الغربية على موسكو.
أرقام "اتحاد مشغلي النقل الجوي" تفيد بأن مجموع خسائر شركات الطيران الروسية بلغ العام الماضي، نحو 600 مليون دولار جراء ارتفاع أسعار وقود الطائرات بنحو الضعف، ما ينذر باستنفاد احتياطياتها المالية وبعجزها عن الوفاء بالتزاماتها تجاه الركاب.
ومن مؤشرات تدهور أوضاع شركات الطيران الروسية الكبرى، تهاوي صافي أرباح الناقل القومي "آيروفلوت" 90% تقريباً، نتيجة ما عزته الشركة إلى "ضغوط غير مسبوقة" تمليها أسعار الوقود وأسعار صرف العملات واحتدام المنافسة بين الشركات في سوق السفر.
كما أن شركة "يوت آير" التي تُعد واحدة من أكبر 5 شركات طيران في روسيا، تعثرت عن سداد أقساط قروضها للمصارف، ما دفعها إلى التفاوض مع إدارات البنوك على إعادة هيكلة الديون المتراكمة.
اقــرأ أيضاً
في السياق، يتوقع مدير عام شركة "إنفوموست" للاستشارات في مجال البنية التحتية والنقل، بوريس ريباك، موجة إفلاس لشركات الطيران الروسية الصغيرة قد تحدث في المدى القريب، مستبعداً، في الوقت ذاته، احتمال تعثر اللاعبين الكبار، مثل "آيروفلوت" أو حتى "يوت آير".
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، يقول ريباك: "تحظى شركة آيروفلوت بدعم الدولة، بينما تؤدي يوت آير دوراً حيوياً في مجال النقل الجوي في مناطق غرب سيبيريا، ومن بين مالكيها مساهمون كبار مثل دائرة خانتي- مانسي ذاتية الحكم وشركة سورغوت نفط غاز. إلا أن اللاعبين من الفئتين الصغيرة والمتوسطة، قد يودّعون السوق تدريجياً".
تأتي هذه التطوّرات بعدما شهدت سوق الطيران الروسية في السنوات الماضية، تعثر بعض الشركات، بما فيها "ترانس آيرو" عام 2015 والتي كانت أكبر شركة طيران خاصة في روسيا، وثاني أكبر شركة بعد "آيروفلوت".
وكذلك الأمر بالنسبة إلى "فيم آفيا" (عاشر أكبر شركة طيران)، و"كوغاليم آفيا" التي تحمل الاسم التجاري "متروجيت"، المشغلة لطائرة "إيرباص-321" التي تحطمت في سيناء قبل أكثر من 3 سنوات.
وتسببت الحادثة التي راح ضحيتها 224 شخصاً، وتعتبر الأسوأ في تاريخ الطيران الروسي والسوفييتي، في توقف حركة الطيران بين روسيا ومصر لنحو عامين ونصف العام، كما لم تُستأنَف الرحلات المباشرة من المدن الروسية إلى منتجعَي الغردقة وشرم الشيخ حتى الآن.
اقــرأ أيضاً
أما عوامل تجدّد مشكلات شركات الطيران الروسية اليوم، فيلخّصها ريباك، قائلاً: "وسط احتدام المنافسة، تمتنع الشركات عن رفع أسعار تذاكر السفر، فتقلل من هامش ربحها بسبب ارتفاع أسعار الوقود وخدمات المطارات.
وتجني الشركات الروسية أرباحا مهمّة بالروبل، لكنها تتحمل معظم نفقاتها بالعملة الصعبة، وفي مقدّمتها دفعات استئجار الطائرات والوقود. فبات هامش الربح يقارب الصفر، وتكمن المفارقة في أنه كلما ازدادت حركة النقل، ارتفعت الخسائر أيضاً".
ومع ذلك، يوضح ريباك أن خسائر شركات الطيران باتت اليوم ظاهرة عالمية، لا سيما في أوراسيا، مذكراً بأنه حتى أكبر شركات الطيران الأوروبية منخفضة التكاليف، "رايان آير"، أعلنت في الآونة الأخيرة ارتفاع خسائرها إلى نحو 20 مليون يورو للمرة الأولى منذ عام 2014.
ولا تقتصر متاعب قطاع الطيران الروسي على خسائر شركات الطيران فحسب، بل شملت أيضاً عقبات أمام توسّع صناعة الطيران الروسية في السوق العالمية. فقد أعلنت مؤسسة "روس تيخ" الروسية مطلع هذا الأسبوع، تأجيل بدء الإنتاج المتسلسل لطائرات "إم إس-21" المدنية ضيقة البدن لمدة عام، أي إلى نهاية عام 2020، بسبب العقوبات الأميركية التي تحول دون تزويد روسيا بالمواد المركبة اللازمة لإنتاج أجنحتها.
اقــرأ أيضاً
أما شركة "سيتي جيت" الإيرلندية، وهي شركة الطيران الأوروبية الوحيدة المشغلة لطائرات "سوخوي سوبرجيت 100" الروسية، فقد قررت التوقف عن تشغيلها بسبب نقص قطع الغيار الذي يؤدي إلى بقائها على الأرض لفترات طويلة.
إلا أن وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، سارع إلى الإعلان عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع شركة طيران سلوفينية لتشغيل الطائرات التابعة لأسطول "سيتي جيت".
ومن مؤشرات تدهور أوضاع شركات الطيران الروسية الكبرى، تهاوي صافي أرباح الناقل القومي "آيروفلوت" 90% تقريباً، نتيجة ما عزته الشركة إلى "ضغوط غير مسبوقة" تمليها أسعار الوقود وأسعار صرف العملات واحتدام المنافسة بين الشركات في سوق السفر.
كما أن شركة "يوت آير" التي تُعد واحدة من أكبر 5 شركات طيران في روسيا، تعثرت عن سداد أقساط قروضها للمصارف، ما دفعها إلى التفاوض مع إدارات البنوك على إعادة هيكلة الديون المتراكمة.
في السياق، يتوقع مدير عام شركة "إنفوموست" للاستشارات في مجال البنية التحتية والنقل، بوريس ريباك، موجة إفلاس لشركات الطيران الروسية الصغيرة قد تحدث في المدى القريب، مستبعداً، في الوقت ذاته، احتمال تعثر اللاعبين الكبار، مثل "آيروفلوت" أو حتى "يوت آير".
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، يقول ريباك: "تحظى شركة آيروفلوت بدعم الدولة، بينما تؤدي يوت آير دوراً حيوياً في مجال النقل الجوي في مناطق غرب سيبيريا، ومن بين مالكيها مساهمون كبار مثل دائرة خانتي- مانسي ذاتية الحكم وشركة سورغوت نفط غاز. إلا أن اللاعبين من الفئتين الصغيرة والمتوسطة، قد يودّعون السوق تدريجياً".
تأتي هذه التطوّرات بعدما شهدت سوق الطيران الروسية في السنوات الماضية، تعثر بعض الشركات، بما فيها "ترانس آيرو" عام 2015 والتي كانت أكبر شركة طيران خاصة في روسيا، وثاني أكبر شركة بعد "آيروفلوت".
وكذلك الأمر بالنسبة إلى "فيم آفيا" (عاشر أكبر شركة طيران)، و"كوغاليم آفيا" التي تحمل الاسم التجاري "متروجيت"، المشغلة لطائرة "إيرباص-321" التي تحطمت في سيناء قبل أكثر من 3 سنوات.
وتسببت الحادثة التي راح ضحيتها 224 شخصاً، وتعتبر الأسوأ في تاريخ الطيران الروسي والسوفييتي، في توقف حركة الطيران بين روسيا ومصر لنحو عامين ونصف العام، كما لم تُستأنَف الرحلات المباشرة من المدن الروسية إلى منتجعَي الغردقة وشرم الشيخ حتى الآن.
وتجني الشركات الروسية أرباحا مهمّة بالروبل، لكنها تتحمل معظم نفقاتها بالعملة الصعبة، وفي مقدّمتها دفعات استئجار الطائرات والوقود. فبات هامش الربح يقارب الصفر، وتكمن المفارقة في أنه كلما ازدادت حركة النقل، ارتفعت الخسائر أيضاً".
ومع ذلك، يوضح ريباك أن خسائر شركات الطيران باتت اليوم ظاهرة عالمية، لا سيما في أوراسيا، مذكراً بأنه حتى أكبر شركات الطيران الأوروبية منخفضة التكاليف، "رايان آير"، أعلنت في الآونة الأخيرة ارتفاع خسائرها إلى نحو 20 مليون يورو للمرة الأولى منذ عام 2014.
ولا تقتصر متاعب قطاع الطيران الروسي على خسائر شركات الطيران فحسب، بل شملت أيضاً عقبات أمام توسّع صناعة الطيران الروسية في السوق العالمية. فقد أعلنت مؤسسة "روس تيخ" الروسية مطلع هذا الأسبوع، تأجيل بدء الإنتاج المتسلسل لطائرات "إم إس-21" المدنية ضيقة البدن لمدة عام، أي إلى نهاية عام 2020، بسبب العقوبات الأميركية التي تحول دون تزويد روسيا بالمواد المركبة اللازمة لإنتاج أجنحتها.
إلا أن وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، سارع إلى الإعلان عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع شركة طيران سلوفينية لتشغيل الطائرات التابعة لأسطول "سيتي جيت".