كان من المفترض أن تحقق إسرائيل رقما قياسيا في عدد السياح الوافدين إليها، لكن لا شيء من ذلك حدث بعدما دفع العدوان الأخير على غزة إلى إلغاء الرحلات بشكل جماعي، مما ترك غرف الفنادق فارغة والأماكن السياحية خاوية من الزوار.
ووجّه القتال، خلال الصيف، ضربة موجعة إلى صناعة السياحة المزدهرة في إسرائيل، مما تسبب في خسائر بمئات الملايين من الدولارات، وأثار القلق من أن تبعات ذلك قد تستمر إلى ما بعد انقضاء الحرب لفترة ليست بالقصيرة.
أوديد غروفمان، من رابطة السياحة الإسرائيلية، يقول إن "التحدي الذي يواجهنا هو كيف لنا أن نحول دون المزيد من الإلغاءات. ومع أن شهرا مضى على انتهاء الحرب، لا يزال ثمة تصور في أذهان السياح أن السفر الى إسرائيل غير آمن".
وحلت الحرب الإسرائيلية على غزة في بداية ذروة الموسم السياحي، والذي يشمل شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، ويستمر طوال موسم العطل اليهودية حتى مطلع الشتاء.
وشنت إسرائيل الحرب على حماس في الثامن من يوليو/تموز الماضي، ردا على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، ولتدمير شبكة الأنفاق، التي تستخدمها الحركة الفلسطينية لشن هجمات على إسرائيل.
وسقط أكثر من 2100 فلسطيني و72 إسرائيليا، ووقعت إسرائيل مع حماس اتفاقا لوقف إطلاق النار في 26 أغسطس/آب المنصرم.
وسقط أكثر من 2100 فلسطيني و72 إسرائيليا، ووقعت إسرائيل مع حماس اتفاقا لوقف إطلاق النار في 26 أغسطس/آب المنصرم.
ولم يسقط ضحايا في الجانب الإسرائيلي في المراكز السياحية في القدس وتل أبيب، التي تحملت الكم الأكبر من الهجمات الصاروخية، لأنها كانت محمية بمنظومة الدفاع الصاروخي.
ومع ذلك، فإن صور الحرب المرعبة، والتي راجت في جميع أنحاء العالم، أبقت السياح بعيداً.
صاروخ واحد سقط بالقرب من مطار بن غوريون دفع شركات الطيران الأميركية والأوروبية الى تعليق رحلاتها الجوية لمدة 48 ساعة، مما أثار القلق في أوساط صناعة السياحة المحلية.
ومع ذلك، فإن صور الحرب المرعبة، والتي راجت في جميع أنحاء العالم، أبقت السياح بعيداً.
صاروخ واحد سقط بالقرب من مطار بن غوريون دفع شركات الطيران الأميركية والأوروبية الى تعليق رحلاتها الجوية لمدة 48 ساعة، مما أثار القلق في أوساط صناعة السياحة المحلية.
قبل الحرب، كانت البلاد تأمل أن تحقق رقما قياسيا هذا العام في عدد الزوار.
وتتمتع إسرائيل بازدهار في مجال السياحة منذ هدوء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، قبل نحو عقد من الزمن حيث زارها 3.6 مليون سائح العام الماضي.
وتدر السياحة نحو 5 مليارات دولار سنويا وتوفر أكثر من 110 آلاف وظيفة.
وتتمتع إسرائيل بازدهار في مجال السياحة منذ هدوء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، قبل نحو عقد من الزمن حيث زارها 3.6 مليون سائح العام الماضي.
وتدر السياحة نحو 5 مليارات دولار سنويا وتوفر أكثر من 110 آلاف وظيفة.
إلا أن الحرب تسببت في انخفاض عدد السياح الأجانب بنسبة 31% خلال تلك الفترة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ومع انخفاض في أغسطس/آب وصل إلى نسبة 36%.
عدد الزوار خلال ذلك الشهر كان الأقل منذ فبراير/شباط من عام 2009، بعد قتال بين إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين.
وتقدر وزارة السياحة الإسرائيلية الخسائر بنحو 544 مليون دولار.
ومن المتوقع أن يحقق التدفق أثناء العطل اليهودية بعض الانفراج، لكن ليس بالقدر الذي يكفي لإنقاذ الموسم السياحي.
وتقدر وزارة السياحة الإسرائيلية الخسائر بنحو 544 مليون دولار.
ومن المتوقع أن يحقق التدفق أثناء العطل اليهودية بعض الانفراج، لكن ليس بالقدر الذي يكفي لإنقاذ الموسم السياحي.
ويشير التجار في البلدة القديمة في القدس، وهي مقصد سياحي رئيسي، إلى أنهم لا يزالون يشعرون بالأزمة. فشوارع المنطقة المرصوفة بالأحجار تكون عادة مكتظة بالسائحين، الذين يحرصون على شراء السلع المزخرفة والقمصان الرائعة، فضلا عن زيارة الأماكن المقدسة، إلا أن تلك الشوارع باتت خاوية بصورة غير معتادة خلال الصيف.
ويقول كيفورك كاهفيدجيان، الذي تدير عائلته متجرا لبيع الصور القديمة في البلدة القديمة منذ عام 1949: "تراجعت التجارة عندما اندلعت الحرب في غزة. لم يكن هناك أناس على الإطلاق، كان الأمر كما لو أن هناك حظر تجول أو شيئاً من هذا القبيل".
ويشير إلى أن المبيعات انخفضت بنسبة 90% تقريبا.
وإلى جانب التأثير على السائحين، تسببت الحرب أيضا في إبعاد الأعمال الفنية الأجنبية، إذ كان من المقرر للعديد من الفنانين أداء أعمالهم هذا الصيف، منهم نيل يونغ، وفريق باك ستريت بويز، ولانا ديل راي، ولكنهم جميعا ألغوا عروضهم.
ومع ذلك، أقامت المغنية ليدي غاغا حفلا حضره عشرون ألف شخص في تل أبيب.
ويأتي ركود السياحة في إطار تراجع اقتصادي أوسع نطاقا تشهده إسرائيل، تسببت فيه الأزمة المالية العالمية، التي حدثت في عام 2008، والآن تعاني إسرائيل من معدلات نمو طفيفة.
وقد اتخذ مصرف إسرائيل إجراءات لتحفيز الاقتصاد، من بينها خفض أسعار الفائدة إلى 0.25%، وهو أقل معدل على الإطلاق، إلا أن بعض خبراء الاقتصاد يخشون تعرض البلاد لركود. وربما تتسبب حرب غزة وتداعياتها في تفاقم بطء النمو.
وميريت كرافين شنيدير هي واحدة من السائحين، الذي ألغوا رحلاتهم إلى إسرائيل بسبب الحرب. كانت تنوي قضاء أسبوعين في زيارة البلاد مع زوجها وأطفالها الثلاثة، وكانت تلك ستكون أول زيارة يقومون بها إلى إسرائيل.
وتقول كرافين شنيدير، وهي معلمة للصف الأول قادمة من هيوستن في ولاية تكساس: "بدا الأمر مقلقا للغاية منذ البداية. لم نرغب في أن نكون هناك وأن نسمع صافرات الغارات الجوية، ولا أن يقضي الأطفال أوقاتهم في المخابئ للاحتماء من القنابل".
ولإنقاذ قطاع السياحة، تستعد وزارة السياحة الإسرائيلية لإطلاق حملات دعائية جديدة في أسواق مثل الولايات المتحدة وألمانيا وروسيا، تستهدف سائحين بعينهم، خاصة الطوائف اليهودية والمسيحية.
ويقول وزير السياحة، عوزي لانداو: "ربما يشعر الاشخاص في الخارج بأن الظروف غير آمنة هنا، ولكن هذا البلد آمن للغاية. تلك هي الفكرة، التي نرغب في أن يعلمها جميع زائرينا المحتملين".