وذكر بيان مشترك أصدره 28 من زعماء دول الاتحاد خلال اجتماع قمة في بروكسل، أن "هذه الإجراءات لا يمكن تبريرها على أساس الأمن القومي، وأن الحماية التي تشمل قطاعات بأكملها في الولايات المتحدة ليست علاجاً ملائماً لمشكلات الطاقة الإنتاجية الزائدة الحقيقية".
وأضاف أن الاتحاد "يحيط علماً بأن شحنات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي أُعفيت مؤقتاً من مثل تلك الإجراءات، ويدعو إلى أن يصبح هذا الإعفاء دائماً"، لافتاً إلى أنه "يحتفظ بحق (...) الرد على الإجراءات الأميركية بشكل مناسب ومتكافئ".
كما جدد المشاركون في القمة "التزامهم بالعلاقات القوية عبر الأطلسي كحجر زاوية في أمن ورخاء كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي"، بحسب البيان.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، عند وصولها إلى القمة: "أنا سعيدة بهذا الاستثناء الموقت". وأضافت: "سنرى كيف يمكننا الحصول على إعفاء دائم".
وكان الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتيزر، أعلن أمس الخميس، استثناء الاتحاد الأوروبي والأرجنتين والبرازيل وأستراليا وكوريا الجنوبية من الرسوم التي قررت إدارة ترامب فرضها على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألمنيوم اعتباراً من اليوم.
وبعد ساعات، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سمح بتعليق الرسوم على واردات الفولاذ والألمنيوم من عدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة، وبينهم الاتحاد الأوروبي، وذلك حتى الأول من أيار/مايو.
وقرر الرئيس الأميركي بداية الشهر الحالي فرض رسوم نسبتها 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألمنيوم خلال 15 يوماً، لحماية الصناعة المحلية من المنافسة غير العادلة، على حد وصف الإدارة الأميركية. واستثنى القرار المكسيك وكندا.
وردّ الاتحاد الأوروبي آنذاك بعنف على القيود التجارية الأميركية التي أعلنها ترامب، إذ قال بيير موسكوفيتشي، مفوض الشؤون المالية الأوروبي، إن أوروبا تملك "ترسانة" للرد على رسوم ترامب.
وأضاف: "أوروبا تريد تجنب حرب تجارية متصاعدة مع الولايات المتحدة إذا فرضت واشنطن رسوماً على واردات الصلب والألمنيوم، لكنها تجهز رداً وإجراءات مضادة ستكون فورية".
كما أبلغ مفوض الشؤون المالية الأوروبي بيير موسكوفيتشي، تلفزيون "بي.اف.ام"، بأنه "إذا قرر ترامب الإجراءات، فلدينا ترسانة كاملة تحت تصرفنا للرد بها"، موضحاً أن "الإجراءات المضادة ستشمل رسوماً أوروبية على صادرات الولايات المتحدة من البرتقال والتبغ والبوربون".
وقالت ألمانيا على لسان وزيرة الاقتصاد بريجيته تسيبريس، إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يرد إذا فرض ترامب رسوماً جمركية، وإنه سيكون على الاتحاد أن يتقدم بشكوى أمام منظمة التجارة.
ومع إعفاء الاتحاد الأوروبي، تتجه الأنظار بشكل مباشر إلى ردود الفعل الصينية، خصوصاً أن إدارة الرئيس ترامب تستهدف الصين بشكل مباشر في عدة قرارات، كان آخرها حتى الساعة فرض رسوم بقيمة 60 مليار دولار على المنتجات الصينية، إضافة إلى شكوى قدمتها الولايات المتحدة لمنظمة التجارة من سياسات صينية بشأن الملكية الفكرية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
