بعد مكاسب حصدها لا تقل عن 8%، أمس الأربعاء، عكس النفط مساره نزولاً في التعاملات الصباحية، اليوم الخميس، مسجلاً تراجعاً إلى أدنى مستوياته في 18 شهراً، متأثراً بتخمة المعروض في السوق العالمية، فيما استعادت أسواق الأسهم زخمها صباحاً قبل أن ينحسر لاحقاً بعد انخفاض الأرباح الصناعية الصينية الذي أشار إلى الضغوط الواقعة على الاقتصاد العالمي.
وتراجع النفط أكثر من 1%، اليوم الخميس، بعد انتعاشه في جلسة الأربعاء، مع تعرّض الأسعار لضغوط من مخاوف تخمة معروض الخام وبواعث القلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي، حتى مع صعود سوق الأسهم الذي قدّم بعض الدعم.
وبحلول الساعة 8:45 بتوقيت غرينتش، كان سعر برميل خام برنت منخفضا 70 سنتا تعادل 1.3% إلى 53.77 دولارا. كما نزل الخام الأميركي الخفيف 50 سنتا إلى 45.72 دولارا، وفقاً لبيانات "رويترز".
وكانت أسعار النفط بلغت أعلى مستوياتها في عدة سنوات أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنها انحدرت نحو 40% منذ ذلك الحين، وهي تقترب حاليا من أدنى مستوياتها في 18 شهرا.
ويتجه برنت صوب خسائر بنحو 30% هذا العام، في حين انخفض عقد الخام الأميركي حوالي 25%.
الأسهم... هبوط قوي في "وول ستريت"
وفي بورصات الأوراق المالية، صعدت الأسهم الأوروبية على نحو طفيف، اليوم الخميس، في أعقاب انتعاش قياسي في بورصة وول ستريت، لكن أسهم البنوك الإيطالية تراجعت بعدما رفض أكبر مساهم في "بنك كاريغي" ضخ سيولة يحتاجها البنك المتأزم بشدة.
غير أن الأسهم التي صعدت صباحاً في أوروبا عادت وهوت بعد الظهر، كما تبعها فتح الأسهم الأميركية على انخفاض حاد في بداية تعاملات اليوم الخميس.
وفي الساعة 8:36 بتوقيت جرينتش، كان المؤشر الأوروبي ستوكس 600 قد زاد 0.2%، متعززا بمكاسب القطاعين الصناعي والمالي، بينما واجهت أسهم القطاعات الدفاعية ضغوطا، بعدما حققت أداء يفوق أداء السوق، في الآونة الأخيرة، بفعل المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي والاستقرار السياسي. لكن المؤشر تراجع في التعاملات اللاحقة.
وما زال المؤشر الأوروبي، الذي سجل أدنى مستوى إغلاق في نحو عامين في آخر جلسة قبل عطلة عيد الميلاد، متجها صوب أسوأ أداء سنوي منذ 2008، وهو متراجع 14% منذ بداية العام.
وانخفض مؤشر قطاع البنوك الإيطالية 0.7% بعدما حجب أكبر مساهم في "بنك كاريغي" إصدار أسهم جديد بقيمة 400 مليون يورو، مما ألقى بظلال من الشك على مستقبل البنك. ونزل سهم "إنتيسا سانباولو"، أكبر بنك لخدمات الأفراد في إيطاليا 1.3%.
وفي أنحاء أخرى، زاد سهم "فينسي" 1.3% بعدما قالت شركة التشييد الفرنسية إنها تشتري حصة أغلبية في مطار غاتويك في لندن مقابل 2.9 مليار جنيه إسترليني. وزاد سهم "إيرثبورت" 280%، بعدما أعلنت شركة "فيزا" أنها ستدفع 198 مليون إسترليني لشراء شركات المدفوعات البريطانية.
وأعقب ذلك في وول ستريت، انخفضت الأسهم الأميركية انخفاضا حادا عند الفتح اليوم الخميس، بعد صعود كبير في الجلسة السابقة ساهم في صعود المؤشر داو جونز للأسهم القيادية لأكثر من 1000 نقطة للمرة الأولى على الإطلاق.
واليوم، هبط المؤشر داو جونز الصناعي 249.39 نقطة أو 1.09% إلى 22629.06 نقطة. كما انخفض المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 25.20 نقطة أو 1.02% إلى 2442.50 نقطة، ونزل المؤشر ناسداك المجمع 97.16 نقطة أو 1.48% إلى 6457.19 نقطة.
وفي اليابان، صعد المؤشر نيكاي، اليوم الخميس، مبتعدا عن أدنى مستوياته في 20 شهرا، بعد أن انتعشت الأسهم الأميركية بقوة من خسائر حادة تكبّدتها، في وقت سابق من الأسبوع الحالي.
وأغلق المؤشر القياسي مرتفعا 3.88% إلى 20077.62 نقطة، مسجلا أكبر مكاسبه ليوم واحد بالنسبة المئوية، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016. وكان المؤشر، الذي هوى إلى نطاق المراهنة على انخفاض الأسعار هذا الأسبوع، سجل 18948.58 نقطة، أمس الأربعاء، وهو أدنى مستوياته منذ أواخر إبريل/نيسان 2017.
وزاد سهم مجموعة "سوفت بنك" ذو الثقل على المؤشر 4.7%، وصعد سهم "فاست" للتجزئة 1.3%.
وقفز المؤشر داو جونز الصناعي الأميركي أكثر من ألف نقطة للمرة الأولى، الليلة الماضية، ليقود انتعاشا واسع النطاق في الأسواق الأميركية، بعد تقرير أظهر مبيعات عطلات قوية، ما ساعد على تهدئة المخاوف بشأن صحة الاقتصاد في الولايات المتحدة.
وقال سويتشيرو مونجي، كبير الاقتصاديين لدى "دايوا إس.بي" للاستثمارات، إن "الأسهم اليابانية قد تكون مرتفعة اليوم، لكن في ظل تقلبات السوق الشديدة هذه، فإن غدا قد يكون قصة مختلفة تماما. الأسهم تصعد وتهبط في معاملات هزيلة بسبب العطلات، وسيتطلب الأمر عودة مستثمرين كثيرين العام القادم، كي تلملم السوق شتات نفسها".
وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقا مرتفعا 4.9% إلى 1501.63 نقطة، إثر انخفاضه إلى 1408.89 نقاط، يوم الأربعاء، وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وكانت وول ستريت شهدت، أمس الأربعاء، ارتفاع المؤشر داو جونز بأكثر من ألف نقطة في جلسة واحدة للمرة الأولى، في تعاف واسع النطاق للأسهم شهد تسجيل المؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكبر مكسب يومي بالنسبة المئوية في أكثر من 9 سنوات.
وزاد المؤشر داو جونز الصناعي 1086.45 نقطة، أو ما يعادل 4.99%، إلى 22878.65 نقطة. وارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز 116.63 نقطة، أو 4.96%، إلى 2467.73 نقطة. كما صعد المؤشر ناسداك المجمع بمقدار 361.44 نقطة، أو 5.84%، إلى 6554.36 نقطة.
العملات والذهب
وفي سوق العملات، قاد الدولار الأسترالي موجة خسائر العملات المرتبطة بتجارة السلع الأولية، اليوم الخميس، بفعل المخاوف من فصل جديد في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وإن ظلت المعنويات إيجابية عموما، إثر مكاسب الأسهم العالمية الليلة الماضية.
ونشرت رويترز، اليوم، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس إصدار أمر تنفيذي في العام الجديد سيمنع الشركات الأميركية من استخدام منتجات "هواوي" و"زد.تي.إي".
ونزل الدولار الأسترالي، الذي يُنظر إليه عادة كمؤشر للشهية العالمية للمخاطرة والمرتبط ارتباطا وثيقا بأسعار السلع الأولية العالمية، 0.26% إلى 70.51 سنتا. وانخفض كل من الكرونة النرويجية والدولار النيوزيلندي ربعاً بالمائة أيضاً.
وبوجه عام، فشل الدولار في البناء على أعلى مستوى في 8 أيام الذي سجله خلال الجلسة السابقة، بفعل تعزز عوائد أدوات الخزانة الأميركية، لتهبط العملة الأميركية اليوم مقابل سلة عملات منافسة في أوائل معاملات لندن.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من 6 عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.2% أمس الأربعاء، ما قلل من تكلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى.
وفي سوق المعادن الثمينة، ارتفع الذهب، اليوم الخميس، مدعوما بتراجع الدولار وإقبال المستثمرين على شراء المعدن الأصفر للتحوط من هبوط أسواق الأسهم، ليظل المعدن قرب أعلى مستوياته في 6 أشهر الذي سجله في الجلسة السابقة.
وفي الساعة 13:42 بتوقيت غرينتش، كان السعر الفوري لأونصة لذهب مرتفعا 0.6% إلى 1275.06 دولارا، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ 19 يونيو/حزيران عند 1279.06 دولارا في الجلسة السابقة. وزادت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.4% إلى 1277.7 دولار.
كبير محللي الأسواق في "ثينك ماركتس يو.كيه"، نعيم أسلم، قال: "كان اتجاه العزوف عن المخاطرة أكبر قوة مهيمنة (على السوق) اليوم. المستثمرون منهمكون في جني أرباح الأسهم، وهو ما يعود بالنفع على الذهب".
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.8% في المعاملات الفورية إلى 15.15 دولارا، بعد أن سجلت أعلى مستوياتها منذ منتصف أغسطس/آب عند 15.18 دولارا. وانخفض البلاتين 0.2% إلى 793.30 دولارا، في حين صعد البلاديوم 0.1% مسجلا 1256 دولارا.