وأكد المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو، إن التوقيع على الاتفاق قد يتم على مستوى وزاري، وليس على مستوى رئيسي البلدين.
وفي تقييم أوّلي للاتفاق المرحلي، رأى اقتصاديون وخبراء تجاريون أنّه يمثّل في واقع الأمر انتصاراً لبكين.
وقال سكوت كينيدي، الخبير البارز في الشؤون الصينية "عذراً إذا لم أفتح زجاجة شمبانيا احتفالاً، لكن باستثناء وقف التصعيد المستمر فليس هناك ما يستحق الكثير من الهتاف"، مضيفا أنّ "التكاليف كانت كبيرة وبعيدة المدى، والفوائد أتت صغيرة وسريعة الزوال".
وسارع المزارعون الأميركيون الذين عانوا من الإجراءات الانتقامية الصينية، إلى الترحيب بالاتفاق، لا سيّما وأنّهم من أبرز المتضرّرين من الحرب التجارية، إذ إنّه منذ اندلعت هذه الحرب تراجعت الصين من المركز الثاني إلى المركز الخامس في قائمة مستوردي المنتجات الأميركية.
وقال زيبي دوفال، رئيس "مكتب اتحاد المزارع الأميركي"، الاتحاد الرئيسي للمزارعين في الولايات المتحدة، إنّ "إعادة فتح باب التجارة مع الصين ودول أخرى أمر ضروري، لمساعدة المزارعين ومربي الماشية في الوقوف على أقدامهم مجدّداً".
وأضاف أنّ المزارعين "يفضّلون وبفارق شاسع الزراعة للسوق، على الاعتماد على المساعدات الحكومية".
وتوصّلت الولايات المتحدة والصين، الجمعة، إلى اتفاق تجاري مرحلي يتضمن إلغاء رسوم جمركية أميركية عقابية، في هدنة بين أكبر اقتصادين في العالم خاضا حرباً تجارية استمرت نحو عامين وأوهنت الاقتصاد العالمي.
وتريد الولايات المتحدة، في نهاية المطاف، أن تقوم الصين بفتح اقتصادها الكبير أمام مزيد من السلع، وإجراء إصلاحات واسعة لما دأبت واشنطن على اعتباره تجاوزات ممنهجة بحق المستثمرين الأجانب.
ويشمل ذلك النقل القسري للتكنولوجيا والسرقة الهائلة للملكية الفكرية. غير أن البيت الأبيض غيّر موقفه تدريجيا، ليوضح أن اتفاق "المرحلة الأولى"، هو كل ما يستطيع التوصل إليه في الوقت الحاضر.
وفي تنازل كبير، ستخفض واشنطن بمقدار النصف رسوما بنسبة 15 بالمائة على ما تصل قيمته إلى 120 مليار دولار من السلع الصينية، مثل الملابس، والتي فرضت في الأول من سبتمبر/أيلول، وكان لها تأثير أكبر على المستهلك الأميركي من رسوم سابقة.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الرسوم الحالية بنسبة 25 بالمائة على سلع صينية بقيمة 250 مليار دولار ستبقى مطبقة حتى إجراء المزيد من المفاوضات حول مرحلة ثانية من الاتفاق، متابعا أن المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تسعى إلى إصلاح أوسع بكثير للعلاقات التجارية للعملاقين، يمكن أن تبدأ "على الفور".
من جهته، قال نائب وزير التجارة الصيني وانغ شوين للصحافيين إن واشنطن وافقت على إلغاء الرسوم على السلع الصينية "على مراحل".
وقال نائب وزير المال لياو مين إن الصين ستلغي بدورها رسوما انتقامية مقررة، في إطار الرد بالمثل على الإجراءات التي كان من المفترض أن تدخل حيز التطبيق يوم الأحد، قبل أن يعلن إلغاؤها أمس الجمعة. وأضاف "يؤمل أن يلتزم الطرفان بالاتفاق ويعملان جاهدين على تطبيق المحتويات المتعلقة بالمرحلة الأولى من الاتفاق".
(فرانس برس، العربي الجديد)