زاد الطلب على خدمات التوصيل السريع "الديلفري" مع بدء الالتزام الطوعي بالبقاء في البيوت في قطاع غزة، وذلك بعد تسجيل السلطات الصحية 10 حالات لمصابين بفيروس كورونا الجديد حتى مساء الاثنين.
ووسعت العديد من الشركات والأفراد العاملين في مجال توصيل الطلبات في غزة من أعمالهم خلال الأيام الأخيرة من خلال تعزيز المجالات التي يعملون بها وإضافة خدمات التوصيل بأنواعها، لتشمل الصيدليات أو بعض اللوازم الشخصية.
وتعتبر هذه الخدمات إضافية لما اعتادت عليه الشركات في السنوات الماضية والتي كان بعضها يقتصر على توصيل طلبات المطاعم أو المحال التجارية، بالرغم من المخاطر التي تعترض العاملين في هذا المجال نتيجة الاحتكاك اليومي بالأفراد.
وخلال الأسبوعين الأخيرين تنافست الشركات العاملة في هذا المجال في غزة على طرح سلسلة من العروض عبر صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لجذب اهتمام الغزيين، خصوصاً في ظل تراجع الحركة في الشوارع والدعوات غير الاجبارية لالتزام البيوت وإغلاق المطاعم أمام الزبائن وإبقائها للطلبات الخارجية فقط.
وأحدث هذا الأمر زيادة في الإقبال على الطلبات من هذه الشركات، إذ باتت تعمل على توصيل الأدوية والخضروات والفواكه إلى جانب الوجبات الجاهزة التي تراجع الإقبال عليها بعض الشيء نتيجة للظروف المتعلقة بفيروس كورونا.
وعزز قرار الجهات الحكومية في غزة إغلاق صالات المطاعم والإبقاء على الطلبات الخارجية فرصة للشركات والأفراد العاملين في مجال توصيل الطلبات للتوسع في أعمالهم والاستعداد لإمكانية فرض حظر التجوال ووضع خطط للعمل.
وتعمل الكثير من المطاعم حالياً على ترويج وجباتها المختلفة للزبائن والمتابعين في القطاع من خلال صفحاتها الخاصة عبر موقع "فيسبوك" الأكثر انتشاراً بين الفلسطينيين، عبر إيصالها بأسعار رمزية للمنازل لا تتجاوز في بعض الأحيان 5 شواكل. (الدولار = 3.55 شواكل إسرائيلية).
في الوقت ذاته، أعلنت العديد من المحال التجارية والصيدليات بغزة استعدادها لتوصيل طلبات الغزيين إلى منازلهم من خلال اتفاقيات مع أفراد وشركات يعملون في مجال توصيل الطلبات كخطوة للتخفيف من مغادرة السكان لمنازلهم.
ويقول محمد نايف الذي يعمل في إحدى الشركات المختصة في توصيل الطلبات لـ "العربي الجديد" إن الفترة الحالية تشهد زيادة في إقبال الغزيين على طلبات التوصيل للمنازل في ضوء التزام كثيرين بالبقاء في منازلهم.
ويوضح نايف أنه منذ تسجيل حالات مؤكدة بالفيروس، شهدت الشركات والأفراد العاملين في توصيل الطلبات زيادة في الطلب عليها مقارنة بالفترة التي سبقتها ونتيجة خشية الناس على حياتهم.
وهناك مخاطر عديدة يتعرض لها العاملون في مجال توصيل الطلبات في غزة نتيجة بساطة إمكانات الحماية اللازمة والاعتماد على أدوات ومواد تعقيم بسيطة خلال ساعات العمل الطويلة التي نقضيها في فترة العمل، وفق نايف.
ويقول مدير شركة حمامة لتوصيل الطلبات، جميل اليازجي، لـ "العربي الجديد"، إن مجالات العمل أصبحت أكثر تنوعاً مقارنة بالفترات السابقة من خلال دخول قطاعات جديدة مثل الصيدليات والمتاجر الخاصة بالسلع الاستهلاكية على خط توصيل طلبات إلى جانب المطاعم.
ويلفت إلى أن شركته قامت بتوفير بعض المعدات البسيطة اللازمة لحماية العاملين في مجال توصيل الطلبات للمنازل من أجل حمايتهم وحماية الزبائن بفعل التنقل اليومي الذي يقومون به بين المناطق المختلفة، غير أنه يلفت إلى أنّ بعض العاملين في هذا المجال فضلوا الجلوس في منازلهم.
ويتوقع اليازجي أن يزداد إقبال الغزيين على شراء احتياجاتهم اليومية من خلال شركات توصيل الطلبات خلال الفترة المقبلة، خصوصاً إذا ما تم تطبيق فرض حظر للتجوال.
وشكلت جائحة كورونا التي تضرب معظم بلدان العالم فرصة للعديد من القطاعات التجارية في قطاع غزة المحاصر منذ عام 2006 من قبل الاحتلال الإسرائيلي، من أبرزها المصانع العاملة في مجال تصنيع مواد التنظيف والمعقمات والزي الخاص بالطواقم الصحية.
ويبلغ إجمالي خسائر القطاع الاقتصادي بشكل جماعي في غزة أكثر من 100 مليون دولار شهرياً، نتيجة لاستمرار الحصار الإسرائيلي، والقيود المفروضة، فيما ارتفعت معدلات البطالة في القطاع إلى أكثر من 54 في المائة، وتطاول نحو 68 في المائة من إجمالي البطالة فئة الشباب، حسب تقديرات اللجنة الشعبية لكسر حصار غزة (مستقلة).