الجزائر تجدد عقد توريد الغاز المسال إلى "توتال" الفرنسية
مليونا طن من الغاز الجزائري إلى فرنسا (فرانس برس)
أعلنت "
سوناطراك" الجزائرية للمحروقات، الخميس، تجديد عقد توريد الغاز المسال لشركة "توتال" الفرنسية لـ 3 أعوام. وقالت "سوناطراك" (حكومية)، في بيان، إن الاتفاق الجديد سيسمح للشركة "بتزويد السوق الفرنسية
بالغاز الطبيعي المسال الجزائري، بأكثر من مليوني طن سنويا".
وسيتم تسليم شحنات الغاز الطبيعي المسال وفق الاتفاق الجديد، في مرفأ فوس كافاو قرب مرسيليا، جنوب فرنسا. وقبل أسبوع أعلنت "سوناطراك" تجديد عقد تصدير الغاز إلى تونس حتى 2027، وإمكانية تمديده عامين إضافيين.
وتضمن الاتفاق الجديد، زيادة في كميات الغاز المتعاقد عليها اعتبارا من 2025 بواقع 20%، "لتأمين الاستجابة للارتفاع المتوقع في الاستهلاك في هذه السوق الاستراتيجية".
وكان الرئيس التنفيذي لشركة "توتال" الفرنسية باتريك بوياني أعلن في مايو/ أيار الماضي أن العملاق الفرنسي لن يتمكن من الحصول على أصول شركة النفط الأميركية "أناداركو" في الجزائر، لينتهي فصل دام قرابة 12 شهراً، ويبدأ فصل آخر حول مصير "أناداركو" في الجزائر التي تعيش صعوبة مالية قد تعيق استحواذها على حصة المُنتج الأميركي في السوق الجزائرية.
ووقعت شركة "أوكسيدينتال" المالك لـ"أناداركو"، في شهر مايو/ أيار 2019، مع الشركة الفرنسية "توتال" على اتفاق يقضي ببيع أصول "أناداركو" في أفريقيا بما في ذلك أصول نفط الجزائر مقابل 8.8 مليارات دولار.
وكانت الصفقة ستجعل في حال تنفيذها من شركة "توتال" رقماً صعباً في المعادلة النفطية الجزائرية التي توجد فيها "سوناطراك" مع "أناداركو" الأميركية و"ستات أويل" النرويجية و"إيني الإيطالية".
وكانت الصفقة ستسمح لـ"توتال" بالاستحواذ على حصة "أناداركو" في الجزائر، والمقدرة بنحو 260 ألف برميل يومياً، وهو ما يعادل ربع إنتاج الجزائر من النفط والمقدر بأكثر من مليون برميل يومياً، ما كان سيجعل من الشركة الفرنسية عاملاً حاسماً في الخريطة النفطية للبلاد، مقابل 500 ألف برميل يومياً لـ"سوناطراك" و130 ألف برميل لـ "إيني" الإيطالية و110 آلاف برميل لـ "ستايت أويل" النرويجية.
وفي 2018 و2019، وقعت الجزائر عقود تجديد صادرات الغاز لمعظم شركائها في أوروبا لفترات راوحت بين 5 و10 سنوات، على غرار تركيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال.
وأنتجت الجزائر نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز خلال 2019، وفق بيانات "سوناطراك"، صدرت منها ما يفوق 51 مليارا.
وكان مجلس إدارة المجموعة الإسبانية "ناتورجي إنرجي" قد قرر التوجه نحو التحكيم الدولي لتجميد العقد طويل الأمد الذي يسمح للجزائر بتصدير 8 مليارات متر مكعب من الغاز إلى إسبانيا، عبر أنبوب "غاز دوك ميد"، بعد رفض شركة سوناطراك الجزائرية مراجعة السعر المحدد بـ4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (BTU)، في وقت تشتري فيه الغاز الأميركي بأقل من دولارين، حسب ما كشف عنه مصدر من داخل "سوناطراك" لـ "العربي الجديد" في شهر مايو/أيار المنصرم.
وفي 19 مايو/أيار المنصرم، كشفت يومية "سينكو ديياس" الإسبانية أن "القرار اتخذه رئيس مجلس إدارة شركة (ناتورجي إنرجي)، المعروفة سابقاً باسم (غاز ناتورال فينوسا)، فرانشيسكو راينس، في 29 إبريل/نيسان الماضي، الذي يرى أنه لم يعد هناك مجال للشركة لشراء الغاز الجزائري بنفس السعر، في وقت تهاوت فيه الأسعار في الأسواق العالمية بنسبة 30 في المائة تقريبا منذ بداية تفشي وباء كورونا".