ما أن انحسرت مخاوف اشتعال حرب مفتوحة في الخليج بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب هجوم إيران بالصواريخ على قاعدة عين الأسد في العراق، حتى هوى النفط 5% مباشرة، ليواصل سعر البرميل مساره النزولي اليوم الجمعة.
فقد تراجعت أسعار النفط اليوم مع تحول انتباه المستثمرين من مشاغل الحروب إلى ارتفاع مخزونات الخام والمنتجات في الولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 07:32 بتوقيت غرينتش، كان سعر برميل خام برنت منخفضا 4 سنتات إلى 65.33 دولارا، ومتجها صوب أول تراجع أسبوعي له في 6 أسابيع، بخسائر نحو 5%، وفقا لبيانات رويترز التي أفادت أيضا بأن خام غرب تكساس الوسيط خسر 8 سنتات مسجلا 59.48 دولارا، ومتجها نحو أول تراجع أسبوعي في ستة أسابيع، بانخفاض نحو 6% عن إغلاق الجمعة الماضية.
وسعر النفط الآن دون مستواه قبل الضربة الجوية الأميركية التي أودت بقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في 3 يناير/ كانون الثاني، والتي ردت إيران عليها بهجوم صاروخي على قاعدتين عراقيتين تستضيفان قوات أميركية هذا الأسبوع.
تقديرات وكالة الطاقة الدولية
بدورها، قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الجمعة إن نمو طلب الهند على النفط سيتجاوز الصين بحلول منتصف العقد، مما يرشح البلد لمزيد من استثمارات المصافي لكن يجعله أكثر انكشافا على مخاطر تعطل إمدادات الشرق الأوسط.
وفي السياق، توقعت الوكالة أن يبلغ الطلب الهندي على النفط 6 ملايين برميل يوميا بحلول 2024 من 4.4 ملايين برميل يوميا في 2017، لكن من المتوقع أيضا أن يزيد الإنتاج المحلي زيادة طفيفة فحسب، ما سيزيد الاعتماد على واردات الخام.
المدير التنفيذي لوكالة الطاقة، فاتح بيرول، قال في تصريحات لرويترز: "نرى الهند محركا رئيسيا بلا ريب لنمو الطلب على النفط"، لكنه أضاف أن نمو طلب نيودلهي قد يتباطأ قليلا، تمشيا مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
ومن المرجح أن يتراجع نمو الطلب الصيني قليلا عن الهند بحلول منتصف العقد، وفقا لتقديرات وكالة الطاقة المعلنة في نوفمبر/ تشرين الثاني، لكن الفجوة ستزداد تدريجيا بعد ذلك.
وأفادت وكالة الطاقة في تقرير عن سياسات الطاقة الهندية "الاقتصاد الهندي منكشف وسيزداد انكشافا على مخاطر تعطيلات المعروض والضبابية الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط".
وتجاوزت أسعار خام برنت 70 دولارا هذا الأسبوع بفعل تنامي التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط، مما ضغط على الأسواق الناشئة مثل الهند، علما أن نيودلهي شديدة الاعتماد على إمدادات نفط الشرق الأوسط، شأنها شأن نظرائها الآسيويين، والعراق أكبر مورد للخام لها.
وتستورد الهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، 80% من احتياجاتها النفطية، منها 65% من الشرق الأوسط عبر مضيق هرمز، حسبما ذكرته وكالة الطاقة.
وقالت الوكالة، التي تنسق السحب من الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية للدول المتقدمة في أوقات الطوارئ، إن من المهم أن تتوسع الهند في مخزوناتها.
استثمارات المصافي
والهند رابع أكبر مكرر للنفط في العالم ومصدر صاف للوقود المكرر، ولا سيما البنزين والديزل. وهي تعتزم زيادة طاقتها التكريرية إلى حوالى 8 ملايين برميل يوميا بحلول 2025 من نحو 5 ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي.
لكن وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع طاقة التكرير الهندية إلى 5.7 ملايين برميل يوميا بحلول 2024، ما يجعل "الهند سوقا مغرية جدا لاستثمارات المصافي".
وتدرس شركات نفط عالمية كبرى مثل "أرامكو" السعودية و"شركة بترول أبوظبي الوطنية" (أدنوك) و"توتال" الاستثمار في قطاع النفط في الهند، تجذبها فرص ارتفاع الطلب على الوقود.