على الرغم من كون الخلاف بين بغداد والحكومة المحلية في محافظة البصرة (جنوب) يتركز في مجمله على مستحقات المحافظة المالية المتأخرة، إلا أن هذا الخلاف تحول إلى صراع فرض إرادات.
ففي الوقت الذي تنظر فيه بغداد إلى البصرة على أنها محافظة كبقية المحافظات، تعمل البصرة وفق مسؤولين وخبراء على ابتزاز الحكومة العراقية من خلال المطالبة بمبالغ مالية كبيرة ضمن إطار "البترودولار" أو العمل على إعلان الإقليم وتهييج الشارع ضد الحكومة.
و"البترودولار" مبدأ تم إقراره في ميزانيات السنوات السابقة ويقضي بمنح المحافظات المنتجة للنفط وخصوصا البصرة حصة من النفط المصدر.
وأقر العراق عام 2010 مشروع قانون البترودولار، ويقضي بتحويل 5 دولارات من قيمة كل برميل نفط لموازنة المحافظة المنتجة له بهدف دعم البنى التحتية والتعليم والصحة ومعالجة الأضرار البيئية.
ومؤخرا طرح برلمانيون فكرة تحويل الخمسة دولارات إلى 5% من قيمة برميل النفط بالسعر العالمي، إلا أن الأزمة الخانقة التي دخلتها بغداد، بفعل انخفاض أسعار النفط ودخولها في حرب ضد تنظيم داعش طيلة السنوات الأربعة الماضية، جعلت من تنفيذ هذا الأمر صعباً.
اقــرأ أيضاً
وأشار إلى أن لدى البصرة خيارات مختلفة تبدأ من الاحتجاجات والاعتصامات، وتنتهي بالإقليم الذي ما يزال مطروحاً كخيار ينادي به قادة ومسؤولون محليون.
وسبق لمحافظ البصرة أسعد العيداني أن أعلن في يناير/كانون الثاني الماضي عن تأييده لإنشاء إقليم في البصرة التي سمى العراقيين الساكنين فيها "شعب البصرة".
وفي السياق، قال غانم المياحي، عضو مجلس محافظة البصرة، في تصريح صحفي، أمس الإثنين، إن بغداد مدينة للبصرة بنحو 12 مليار دولار، مضيفا أن "العراق يعتمد في 85% من اقتصاده على البصرة، مطالباً الحكومة بترميم المطار والطرق والبنى التحتية".
وتوقفت عجلة الإعمار والاستثمار في البصرة ومناطق أخرى، بسبب الصراعات السياسية بحسب رئيس هيئة الاستثمار سامي الأعرجي، الذي أكد ضرورة انتهاء هذا الأمر لأنه لا يعقل أن تبقى المحافظات معلقة بسبب عدم اتفاق السياسيين، مبينا خلال مقابلة متلفزة، أمس الإثنين، أن عجلة الاقتصاد شبه متوقفة في البصرة.
وتسبب تأخر إنجاز المشاريع، وتدهور الأوضاع الاقتصادية بخروج احتجاجات في مناطق مختلفة من البصرة، أخرها التظاهرة التي اندلعت يوم الأحد الماضي في بلدة الإمام (شمال المحافظة)، وتسببت في قطع الطريق بين البصرة والمحافظات الشمالية. وقال مسؤول رابطة المتظاهرين علي الغزيلاوي، إن المتظاهرين أمهلوا الحكومة سبعة أيام من اجل تحقيق مطالبهم.
لكن علي فاضل، عضو مجلس أعيان البصرة، حذر من تبعات لهجة التهديد التي يتحدث بها المتظاهرون، مؤكدا وجود جهات سياسية تعمل على الدفع باتجاه الفوضى في المحافظة.
وأضاف فاضل في حديث لـ "العربي الجديد": "لا يختلف اثنان بشأن وجود تقصير فيما يتعلق بالمشاريع والخدمات والوضع الاقتصادي بشكل عام في البصرة، لكن ما يجب الانتباه إليه هو استغلال بعض الأطراف لهذه الظروف لتحقيق غايات ضيقة".
وقال حسان العيداني، أستاذ العلوم السياسية: "لا أحد ينكر أن البصرة تستحق أكثر مما يصلها اليوم من ميزانية، لكن ذلك لا يمنح الحق للبصرة بابتزاز بغداد والحديث عن الإقليم والتظاهرات وتعطيل الدوام الرسمي".
وأشار العيداني إلى وجود أجندات انتخابية تقوم بها بعض الأحزاب انطلاقا من البصرة، مؤكدا في حديث لـ "العربي الجديد" أن هذا الأمر لن يكون سهلا على أبناء المحافظة الذين سيدفعون ثمن ذلك.
وطالب الحكومة العراقية في المقابل بالتنبه إلى مطالب البصرة والتعامل معها بجدية، للحيلولة دون تغلغل من وصفها بالأحزاب المغرضة هناك للتحريض ضد الحكومة الاتحادية في بغداد.
والبصرة تعتبر المحافظة الوحيدة المنتجة والمصدرة للنفط من بين جميع محافظات العراق حالياً. ويقدر حجم النفط المصدر من حقولها بنحو 70% من إجمالي صادرات النفط العراقية اليومية، وذلك من خلال 7 حقول عملاقة بالمحافظة المطلة على الخليج العربي.
ويبلغ عدد المحافظات العراقية المنتجة للنفط ثماني فقط، بينما تحوي الدولة التي تتضمن 18 محافظة، ست محافظات أخرى تتمتع بثروات نفط وغاز لكنها غير مستثمرة.
ففي الوقت الذي تنظر فيه بغداد إلى البصرة على أنها محافظة كبقية المحافظات، تعمل البصرة وفق مسؤولين وخبراء على ابتزاز الحكومة العراقية من خلال المطالبة بمبالغ مالية كبيرة ضمن إطار "البترودولار" أو العمل على إعلان الإقليم وتهييج الشارع ضد الحكومة.
و"البترودولار" مبدأ تم إقراره في ميزانيات السنوات السابقة ويقضي بمنح المحافظات المنتجة للنفط وخصوصا البصرة حصة من النفط المصدر.
وأقر العراق عام 2010 مشروع قانون البترودولار، ويقضي بتحويل 5 دولارات من قيمة كل برميل نفط لموازنة المحافظة المنتجة له بهدف دعم البنى التحتية والتعليم والصحة ومعالجة الأضرار البيئية.
ومؤخرا طرح برلمانيون فكرة تحويل الخمسة دولارات إلى 5% من قيمة برميل النفط بالسعر العالمي، إلا أن الأزمة الخانقة التي دخلتها بغداد، بفعل انخفاض أسعار النفط ودخولها في حرب ضد تنظيم داعش طيلة السنوات الأربعة الماضية، جعلت من تنفيذ هذا الأمر صعباً.
وقال سياسي مقرب من مجلس محافظة البصرة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة المحلية تصر على استيفاء جميع مستحقات البصرة من "البترودولار" خلال السنوات الماضية، مضيفا أن "قوى عدة داخل مجلس المحافظة تتوعد بتأجيج الموقف إذا لم تحصل المحافظة على جميع حقوقها قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 مايو/أيار المقبل".
وأشار إلى أن لدى البصرة خيارات مختلفة تبدأ من الاحتجاجات والاعتصامات، وتنتهي بالإقليم الذي ما يزال مطروحاً كخيار ينادي به قادة ومسؤولون محليون.
وسبق لمحافظ البصرة أسعد العيداني أن أعلن في يناير/كانون الثاني الماضي عن تأييده لإنشاء إقليم في البصرة التي سمى العراقيين الساكنين فيها "شعب البصرة".
وفي السياق، قال غانم المياحي، عضو مجلس محافظة البصرة، في تصريح صحفي، أمس الإثنين، إن بغداد مدينة للبصرة بنحو 12 مليار دولار، مضيفا أن "العراق يعتمد في 85% من اقتصاده على البصرة، مطالباً الحكومة بترميم المطار والطرق والبنى التحتية".
وتوقفت عجلة الإعمار والاستثمار في البصرة ومناطق أخرى، بسبب الصراعات السياسية بحسب رئيس هيئة الاستثمار سامي الأعرجي، الذي أكد ضرورة انتهاء هذا الأمر لأنه لا يعقل أن تبقى المحافظات معلقة بسبب عدم اتفاق السياسيين، مبينا خلال مقابلة متلفزة، أمس الإثنين، أن عجلة الاقتصاد شبه متوقفة في البصرة.
وتسبب تأخر إنجاز المشاريع، وتدهور الأوضاع الاقتصادية بخروج احتجاجات في مناطق مختلفة من البصرة، أخرها التظاهرة التي اندلعت يوم الأحد الماضي في بلدة الإمام (شمال المحافظة)، وتسببت في قطع الطريق بين البصرة والمحافظات الشمالية. وقال مسؤول رابطة المتظاهرين علي الغزيلاوي، إن المتظاهرين أمهلوا الحكومة سبعة أيام من اجل تحقيق مطالبهم.
لكن علي فاضل، عضو مجلس أعيان البصرة، حذر من تبعات لهجة التهديد التي يتحدث بها المتظاهرون، مؤكدا وجود جهات سياسية تعمل على الدفع باتجاه الفوضى في المحافظة.
وأضاف فاضل في حديث لـ "العربي الجديد": "لا يختلف اثنان بشأن وجود تقصير فيما يتعلق بالمشاريع والخدمات والوضع الاقتصادي بشكل عام في البصرة، لكن ما يجب الانتباه إليه هو استغلال بعض الأطراف لهذه الظروف لتحقيق غايات ضيقة".
وقال حسان العيداني، أستاذ العلوم السياسية: "لا أحد ينكر أن البصرة تستحق أكثر مما يصلها اليوم من ميزانية، لكن ذلك لا يمنح الحق للبصرة بابتزاز بغداد والحديث عن الإقليم والتظاهرات وتعطيل الدوام الرسمي".
وأشار العيداني إلى وجود أجندات انتخابية تقوم بها بعض الأحزاب انطلاقا من البصرة، مؤكدا في حديث لـ "العربي الجديد" أن هذا الأمر لن يكون سهلا على أبناء المحافظة الذين سيدفعون ثمن ذلك.
وطالب الحكومة العراقية في المقابل بالتنبه إلى مطالب البصرة والتعامل معها بجدية، للحيلولة دون تغلغل من وصفها بالأحزاب المغرضة هناك للتحريض ضد الحكومة الاتحادية في بغداد.
والبصرة تعتبر المحافظة الوحيدة المنتجة والمصدرة للنفط من بين جميع محافظات العراق حالياً. ويقدر حجم النفط المصدر من حقولها بنحو 70% من إجمالي صادرات النفط العراقية اليومية، وذلك من خلال 7 حقول عملاقة بالمحافظة المطلة على الخليج العربي.
ويبلغ عدد المحافظات العراقية المنتجة للنفط ثماني فقط، بينما تحوي الدولة التي تتضمن 18 محافظة، ست محافظات أخرى تتمتع بثروات نفط وغاز لكنها غير مستثمرة.