ساهم هجوم مسلحين على فندق في منتجع الغردقة على البحر الأحمر (شمال شرقي مصر)، في تفاقم جراح السياحة المصرية، حيث بدأ مئات السياح مغادرة المنتجع خوفاً من هجمات جديدة، بالإضافة إلى إلغاء حجوزات وإغلاق العديد من الفنادق أبوابها.
وأصيب ثلاثة سياح أوروبيين مساء أول من أمس، بجروح في هجوم على فندق بيلا فيستا في الغردقة، ما يوجه ضربة جديدة إلى قطاع السياحة المنهك.
ويأتي هذا الاعتداء في ظل تصاعد الضربات التي تستهدف المناطق السياحية، بالإضافة إلى الاضطرابات وأحداث العنف المتزايدة الفترة الماضية، وآخرها مقتل عقيد في الشرطة ومجند أمس، إثر تعرضهما لهجوم مسلح أثناء توجههما إلى عملهم بالسيارة في منطقة شبرمنت بمحافظة الجيزة غرب القاهرة، وفق وزارة الداخلية.
وفي هذا السياق، قال رئيس شعبة السياحة بالغرفة التجارية، عماري عبد العظيم عماري، لـ"العربي الجديد"، إن حادث الغردقة، تسبب في إلغاء عدد كبير من الحجوزات السياحية خاصة للأجانب بالمدينة. وأوضح أن النسبة الكبيرة من نزلاء الفنادق مصريون ومن أوكرانيا وبولندا ودول وسط أوروبا.
وأضاف عماري أن عودة حركة السياحة لن تكون سريعة، متوقعاً أن تستمر الأزمة لمدة عامين، مع بعض التحسن في حال بدء الشركة البريطانية كنترول ريسكس، التي تم التعاقد معها مؤخراً، للإشراف على إجراءات أمن المطارات.
ووقعت الحكومة المصرية اتفاقا مع شركة كنترول ريسكس نهاية العام الماضي لتولي مهام أمن المطارات المصرية عقب حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سيناء (شمال شرق) في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
اقرأ أيضاً: تفجيرات القاهرة تقضي على فرص تعافي السياحة المصرية
وحسب غرفة الفنادق المصرية، تمثل منطقة البحر الأحمر 35% من إجمالي الطاقة الفندقية العاملة في مصر، وفقدت مصر 80% من حركة السفر الوافدة إليها بداية من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال الخبير السياحي السيد العاصي، لـ"العربي الجديد"، إن الهجوم هدفه تدمير المنظومة السياحية بمصر بصفة عامة، والغردقة بصفة خاصة. وتوقع العاصي أن ترسل الدول التي أصيب مواطنوها في الحادث، طائراتها لإجلائهم من المنطقة. ومن الممكن أن ترسل دول أخرى أيضا طائرات لإجلاء رعاياها الموجودين في مصر.
وحسب تقارير رسمية، تعتبر السياحة ثالث أكبر مصدر للنقد الأجنبي في مصر، بعد الصادرات وتحويلات المصريين العاملين بالخارج، وتراجعت إيرادات السياحة بشكل حاد بعد انقلاب 3 يوليو/تموز عام 2013 العسكري، وانخفضت إيراداتها من نحو 10 مليارات دولار عام 2012 إلى نحو 5.5 مليارات دولار عام 2013 ثم ارتفعت إلى 7.5 مليارات دولار عام 2014 قبل أن تعاود الانخفاض مرة أخرى عام 2015.
وقال رئيس لجنة السياحة في الغرفة المصرية البريطانية، مجدي حنين، لـ"العربي الجديد"، إن السياحة أصبحت مكلفة للغاية، فبدلا من أن تدر السياحة دخلا للدولة، أصبحت الحكومة تحتاج أموالا طائلة لتأمين جميع الزائرين لمصر.
ومن جانبه، قال وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، في تصريحات على هامش زيارته أمس، إلى منتجع الغردقة، إن التحقيق يتواصل لتحديد ملابسات هذا الهجوم الذي نفذه مهاجمان مسلحان بالسكاكين على فندق، ما أدى إلى إصابة نمساويين وسويدي.
اقرأ أيضاً:
هجوم الغردقة يفاقم معاناة السياحة في مصر
مخاوف من إفلاس شركات السياحة الروسية بمصر