برصد الحوادث التي تتعرّض لها المركبات الآلية وعدم أهلية كثير من الدول لاستقبالها، بسبب تخلّف بناها التحتية وأنظمة سيرها، يصبح مفهوماً أكثر تردّد الشركات الصانعة في ضخ استثمارات مهمة على خط إنتاج أنواع كهذه من السيارات والآليات المختلفة.
في 19 مارس/آذار المنصرم، صدمت سيارة ذاتية القيادة تابعة لشركة "أوبر"، امرأة في ولاية أريزونا الأميركية فأردتها قتيلة، لتمثّل الواقعة، في رأي محللي رويترز، أول اختبار كبير للطريقة التي سيتعامل بها صنّاع السياسة والرأي العام مع التكنولوجيا الجديدة، خصوصاً في بلد كان مجلس نوابه أقرّ بالإجماع، في سبتمبر/أيلول 2017، إجراءً يسمح للمصنّعين بالحصول على استثناءات من قواعد السلامة التي تتطلب التحكم البشري.
الحادث دفع المراقبين إلى ترجيح أن يكون التأثير الفوري للحادث تأخير أو تغيير مشروع قانون كبير معلق في الكونغرس يهدف إلى تسريع وتيرة اختبار السيارات ذاتية القيادة، إذ تعمل إدارة الرئيس دونالد ترامب على تذليل العقبات التنظيمية أمام هذه السيارات، لكنها قالت إنها تركز أيضاً على ضمان السلامة، بقول وزيرة النقل، إلين تشاو، مطلع مارس/آذار، إن "الهدف وضع قواعد منطقية لا تعيق الابتكار، لكنها في الوقت ذاته تحافظ على السلامة".
وبينما بادرت "أوبر" فوراً إلى إعلان وقف تجارب السيارات الذاتية في جميع المدن الأميركية بعد الحادث، يعتقد مسؤولون في قطاع التكنولوجيا والسيارات، أن وقوع الحوادث وسقوط قتلى أمر وارد في حالة السيارات الذاتية، ويؤكدون، في المقابل، أن تكنولوجيا القيادة الذاتية ستنقذ عدداً لا حصر له من الأرواح، مع حلول الأنظمة الآلية المصممة لالتزام قواعد المرور محل السائقين الذين يغلب عليهم النعاس والتعب أو يتشتت انتباههم.
وعلى تخوم الولايات المتحدة شمالاً، لم تُبد شركة "بلاكبيري" تراجعاً عن برامجها، وأكدت أنها ستواصل اختبار سيارتها الذاتية على الطرق في أوتاوا، فيما أعلنت سلطات منطقة أونتاريو الكندية، التي لا تسمح بسير السيارات الذاتية على الطرق إلا بوجود سائق خلف المقود، أنها ستتابع التحقيق في "واقعة أريزونا"، وستتخذ إجراءً إذا اقتضى الأمر.
وفي 2 إبريل/نيسان الجاري، صرّحت شركة "هيونداي موتور" الكورية الجنوبية، بأنها نجحت في أول اختبار في العالم للسيارات الهيدروجينية ذاتية القيادة بقطع 5 سيارات تابعة لها 190 كيلومتراً على الطريق السريع بين سيول وبيونغ تشانغ، وفقاً لوكالة "يونهاب"، التي أوضحت أن المجموعة تضمّنت سيارتين من طراز "جينيسيس جي 80" و3 سيارات هيدروجينية كهربائية.
في السياق ذاته، جاء إعلان شركة "رينو" الفرنسية، منتصف الشهر الفائت، عن طرح سيارة الأجرة الآلية "إي.زد غو"، التي تستوعب 6 أشخاص، ويمكن استدعاؤها بتطبيق هاتفي أو عبر محطات مخصصة على جانبي الطريق، وتتميز بمساحة فسيحة ونظام قيادة ذاتية من المستوى الرابع، وصممت أساساً للاستخدام داخل المدن.
تأمل الشركة بأن تتحول السيارة إلى وسيلة للنقل العام في المدن ذات الكثافة السكانية العالية. ومن المتوقع طرحها في الأسواق عام 2022.
وكشفت الشركة أنّ تكلفة الركوب ستكون أغلى من تذكرة الحافلة، لكنها ستكون أرخص من خدمات "أوبر" و"ليفت"، وقالت إنها لن تحدد سعراً نهائياً للمركبة التي ستُباع إلى الشركات.
وتهدف شركات نقل عديدة من اعتماد مفهوم القيادة الذاتية في السيارات، إلى توفير تكاليف توظيف السائقين، إلا أن التحديات أمامها كثيرة لناحية المسؤولية الاجتماعية والقانونية، وحتى الاقتصادية.
ويتوقع مراقبون البدء بتسيير سيارات أجرة آلية على الطرق هذا العام، لكنهم يستبعدون أن تُطرح على نطاق واسع قبل سنوات، بل وعقود، فيما تعمل الشركات على إثبات أن السيارات الذاتية يمكن أن تسير، ليس في ولايات أميركية دافئة وحسب، بل في مناطق أكثر برودة، مثل أونتاريو وميشيغان، حيث تُعطل الثلوج والجليد عمل الكاميرات وأجهزة الاستشعار.
الأخطاء القاتلة في القيادة الذاتية شهد بها شاهد من أهل القطاع الخبراء في الموضوع، وهو مدير مركز "ووترلو" لأبحاث القيادة الذاتية، روس ماكينزي، تحدث كيف أخطأ جهاز (ليدار)، الذي يستخدم أشعة الليزر لمساعدة هذه السيارات على رؤية الأجسام القريبة، فاعتبر بركة جليدية مجرّد حفرة في الشارع!
اقــرأ أيضاً
إذا كانت السيارات الآلية تواجه تحديات كبرى في أكثر الدول تقدماً، فكيف ستكون حالها في الدول الأقل حظاً؟
في 19 مارس/آذار المنصرم، صدمت سيارة ذاتية القيادة تابعة لشركة "أوبر"، امرأة في ولاية أريزونا الأميركية فأردتها قتيلة، لتمثّل الواقعة، في رأي محللي رويترز، أول اختبار كبير للطريقة التي سيتعامل بها صنّاع السياسة والرأي العام مع التكنولوجيا الجديدة، خصوصاً في بلد كان مجلس نوابه أقرّ بالإجماع، في سبتمبر/أيلول 2017، إجراءً يسمح للمصنّعين بالحصول على استثناءات من قواعد السلامة التي تتطلب التحكم البشري.
الحادث دفع المراقبين إلى ترجيح أن يكون التأثير الفوري للحادث تأخير أو تغيير مشروع قانون كبير معلق في الكونغرس يهدف إلى تسريع وتيرة اختبار السيارات ذاتية القيادة، إذ تعمل إدارة الرئيس دونالد ترامب على تذليل العقبات التنظيمية أمام هذه السيارات، لكنها قالت إنها تركز أيضاً على ضمان السلامة، بقول وزيرة النقل، إلين تشاو، مطلع مارس/آذار، إن "الهدف وضع قواعد منطقية لا تعيق الابتكار، لكنها في الوقت ذاته تحافظ على السلامة".
وبينما بادرت "أوبر" فوراً إلى إعلان وقف تجارب السيارات الذاتية في جميع المدن الأميركية بعد الحادث، يعتقد مسؤولون في قطاع التكنولوجيا والسيارات، أن وقوع الحوادث وسقوط قتلى أمر وارد في حالة السيارات الذاتية، ويؤكدون، في المقابل، أن تكنولوجيا القيادة الذاتية ستنقذ عدداً لا حصر له من الأرواح، مع حلول الأنظمة الآلية المصممة لالتزام قواعد المرور محل السائقين الذين يغلب عليهم النعاس والتعب أو يتشتت انتباههم.
وعلى تخوم الولايات المتحدة شمالاً، لم تُبد شركة "بلاكبيري" تراجعاً عن برامجها، وأكدت أنها ستواصل اختبار سيارتها الذاتية على الطرق في أوتاوا، فيما أعلنت سلطات منطقة أونتاريو الكندية، التي لا تسمح بسير السيارات الذاتية على الطرق إلا بوجود سائق خلف المقود، أنها ستتابع التحقيق في "واقعة أريزونا"، وستتخذ إجراءً إذا اقتضى الأمر.
وفي 2 إبريل/نيسان الجاري، صرّحت شركة "هيونداي موتور" الكورية الجنوبية، بأنها نجحت في أول اختبار في العالم للسيارات الهيدروجينية ذاتية القيادة بقطع 5 سيارات تابعة لها 190 كيلومتراً على الطريق السريع بين سيول وبيونغ تشانغ، وفقاً لوكالة "يونهاب"، التي أوضحت أن المجموعة تضمّنت سيارتين من طراز "جينيسيس جي 80" و3 سيارات هيدروجينية كهربائية.
في السياق ذاته، جاء إعلان شركة "رينو" الفرنسية، منتصف الشهر الفائت، عن طرح سيارة الأجرة الآلية "إي.زد غو"، التي تستوعب 6 أشخاص، ويمكن استدعاؤها بتطبيق هاتفي أو عبر محطات مخصصة على جانبي الطريق، وتتميز بمساحة فسيحة ونظام قيادة ذاتية من المستوى الرابع، وصممت أساساً للاستخدام داخل المدن.
تأمل الشركة بأن تتحول السيارة إلى وسيلة للنقل العام في المدن ذات الكثافة السكانية العالية. ومن المتوقع طرحها في الأسواق عام 2022.
وكشفت الشركة أنّ تكلفة الركوب ستكون أغلى من تذكرة الحافلة، لكنها ستكون أرخص من خدمات "أوبر" و"ليفت"، وقالت إنها لن تحدد سعراً نهائياً للمركبة التي ستُباع إلى الشركات.
وتهدف شركات نقل عديدة من اعتماد مفهوم القيادة الذاتية في السيارات، إلى توفير تكاليف توظيف السائقين، إلا أن التحديات أمامها كثيرة لناحية المسؤولية الاجتماعية والقانونية، وحتى الاقتصادية.
ويتوقع مراقبون البدء بتسيير سيارات أجرة آلية على الطرق هذا العام، لكنهم يستبعدون أن تُطرح على نطاق واسع قبل سنوات، بل وعقود، فيما تعمل الشركات على إثبات أن السيارات الذاتية يمكن أن تسير، ليس في ولايات أميركية دافئة وحسب، بل في مناطق أكثر برودة، مثل أونتاريو وميشيغان، حيث تُعطل الثلوج والجليد عمل الكاميرات وأجهزة الاستشعار.
الأخطاء القاتلة في القيادة الذاتية شهد بها شاهد من أهل القطاع الخبراء في الموضوع، وهو مدير مركز "ووترلو" لأبحاث القيادة الذاتية، روس ماكينزي، تحدث كيف أخطأ جهاز (ليدار)، الذي يستخدم أشعة الليزر لمساعدة هذه السيارات على رؤية الأجسام القريبة، فاعتبر بركة جليدية مجرّد حفرة في الشارع!
فريق الأبحاث الذي يقوده ماكينزي في جامعة ووترلو، استجاب لهذه المشكلة بتعديل برنامج الكمبيوتر الخاص بالسيارة، بحيث يضع في حسبانه التوقيت من العام والطقس عندما تسير المركبة في الثلوج والجليد، وهي أجواء سيتعين أن تتعامل معها السيارات ذاتية القيادة بسلاسة، حتى يسهل طرحها تجارياً.
تكنولوجيا القيادة الذاتية مع ما تكتفنه من فرص ومخاطر، لم تعُد مقتصرة على الدول المتقدمة صناعياً، إنما بدأت تقتحم الدول العربية، حيث بدأت دبي، في 2 مارس/آذار، باختبار وحدات تنقّل ذاتية القيادة، في تشغيل تجريبي شمل مركبتين مكعّبتي الشكل صنعتهما شركة "نكست فيوتشر ترانسبورتايشن"، فيما تقول الإمارة إنها تستهدف تحويل 25% من وسائل النقل اليومية إلى القيادة الذاتية بحلول عام 2030.إذا كانت السيارات الآلية تواجه تحديات كبرى في أكثر الدول تقدماً، فكيف ستكون حالها في الدول الأقل حظاً؟