مكيفات الهواء الصحراوية المصنعة محليا ومراوح ترش رذاذ الماء البارد، وأخرى يدوية مصنوعة من سعف النخيل، إلى جانب تبريد الماء بواسطة الأواني الفخارية، وغيرها من وسائل لجأ إليها العراقيون بعد يأسهم من توفير الحكومة الكهرباء لهم، أو تنفيذها ما وعدت به من الأحزمة الخضراء عبر زراعة النخيل والأشجار المعمرة حول المدن لتقليل العواصف الترابية وتلطيف الأجواء.
وأظهرت تقارير الأحوال الجوية في العراق، أنّ 4 محافظات ستسجل 50 درجة حرارة مئوية، ظهر اليوم الخميس، فيما تدور درجات الحرارة ضمن معدلات مقاربة في محافظات أخرى.
ووفقا لوسائل إعلام محلية عراقية، نقلا عن تقارير لدائرة الأنواء الجوية، فإن محافظات البصرة والناصرية والديوانية والعمارة، ستسجل 50 درجة مئوية بدءا من الساعة الثانية من ظهيرة الخميس.
وتشير التوقعات إلى أن محافظات أخرى، كالنجف وواسط والمثنى، ستسجل معدلا قريبا في الوقت نفسه، وهو 49 درجة مئوية، فيما تسجل محافظتا بغداد وكربلاء 48 درجة مئوية.
فلاح حسن (48 عاماً) يرى أن العودة الى البدائل القديمة في التبريد أحسن من الاعتماد على الكهرباء التي ملّ الناس في انتظار حل مشكلتها، قائلاً لـ"العربي الجديد": لقد "وصلت درجة الحرارة في بغداد إلى (50) درجة مئوية، ومع هذا الارتفاع ازدادت ساعات القطع في توليد الكهرباء التي تخضع إلى الخصخصة التي تقوم بالجباية من المواطنين مع رفع الأسعار التي لا تتناسب مع هذه الخدمة المنقوصة".
وأضاف: " نقوم الآن باستخدام المهفة اليدوية (مروحة يدوية) وشراء مسابح صغيرة للأطفال لننسيهم حرارة الصيف وانقطاع التيار الكهربائي المستمر".
بدوره أوضح أحمد راهي (25 عاما) لـ"العربي الجديد"، أنّ "المواطن العراقي يلجأ إلى المسابح والمراوح المائية للهرب من لهيب الصيف، مبيناً أن سوق المسابح والمراوح المائية راجت كثيراً خلال هذه الفترة لما تشهده العاصمة من ارتفاع كبير في درجات الحرارة مع انقطاع مستمر في تجهيز الكهرباء.
وبيّن صاحب بسطة لبيع المشروبات الغازية في شارع الرشيد، ضياء يوسف (22 عاما) لـ"العربي الجديد": أنّ "الحكومة العراقية لم تقدم أي وسائل لمقاومة ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد عن (50) درجة مئوية، على العكس فقد ازدادت ساعات الانقطاع في التيار الكهربائي وحتى الماء بدون أي بدائل".
وأوضح، أننا "نقوم بشراء الثلج وأي وسيلة بسيطة وبدائية كالمراوح قليلة الفولتية والمراوح اليدوية، وأكثر اعتمادنا في الكهرباء على المولدات الأهلية، وبذلك نقوم بدفع أجور كهرباء للدولة التي قامت بخصخصة الكهرباء وأيضاً للمولدات الأهلية وصرنا بين فكين، لتمضي أعمارنا من خلال استغلال كبير، ولا يخفى على أحد أن السوق العراقي يعاني من انخفاض كبير في القوة الشرائية وازدياد البطالة".
من جهته، قال بائع الثلج ثامر المشهداني (50 عاما) لـ"العربي الجديد"، إن "الأزمات المتكررة على المواطن العراقي، جعلته متيقناً أنه لا خير يأتي من حكومته، فلا كهرباء ولا ماء في بلد يطلق عليه منذ الأزل بلاد الرافدين".
وأضاف "غيرت مهنتي، لقد كنت أبيع المنتوجات الجلدية في محلي هذا قبل عام 2003 حيث كانت ساحة حافظ القاضي المتفرعة من شارع الرشيد مركزاً تجاريا مهماً، أما اليوم فأبيع الثلج حيث يحتاج المواطن إلى ماء بارد في فصل الصيف، والحكومة لم تقدم أي خدمات حقيقية فلا كهرباء ولا ماء، ولهذا رفعنا شعار "هفي بيدك محد يفيدك"، متابعا بنبرة ساخرة "نحن في الألفية الثالثة ونقوم باستخدام وسائل بدائية للتهوية".
أما الطفل أحمد سفير (11 عاماً) فقال لـ"العربي الجديد"، إنّ "ارتفاع درجات الحرارة كان سبباً لكسب رزقي، إذ أقوم ببيع الماء البارد لأساعد أهلي على المعيشة، فنحن في العراق نعاني من ارتفاع كبير في الأسعار، وصعوبات العيش هنا كثيرة ولا تنتهي".