أعلن مسؤول أمني بمدينة صبراتة (70 كم غرب العاصمة طرابلس) انتشال جثث أسرتين ليبيتين قبالة سواحل المدينة، إثر غرق قاربهما، الذي كانوا متوجهين على متنه إلى شواطئ أوروبا.
وقال باسم الغرابلي، مدير مكتب الهجرة غير الشرعية، لـ "العربي الجديد"، إنّ فرق الإنقاذ توجهت إلى إحدى ضواحي المدينة إثر بلاغ توصلت به، يفيد بوجود جثث وصلت إلى الشاطئ ليتبيّن أنها جثث لأسرتين ليبيتين غادرتا قبل أيام باتجاه إيطاليا على متن قارب مطاطي.
وبيّن الغرابلي أن العدد الكامل للضحايا لا يزال غير دقيق حتى الآن، لافتا إلى أن جهود البحث عن ناجين لا تزال مستمرة.
وذكر أن جهود البحث أسفرت عن إنقاذ ما يزيد عن 15 شخصا على متن قارب ثان، فيما توفي طفلان.
وتابع قائلا: "القارب الذي عثرنا عليه كان يقل عشرة ليبيين وثلاثة أفارقة، بالإضافة لأسرة سورية وأخرى مغربية"، مشيرا إلى أن الطفلين الغريقين هما من أبناء الأسرة المغربية.
وتعتبر شواطئ صبراتة وزوارة غرب طرابلس، من المناطق التي ينشط فيها تجار البحر، حيث تنطلق منها أغلب قوارب الهجرة غير الشرعية باتجاه شواطئ أوروبا.
وفي السياق نفسه، أعلن خفر السواحل الإيطاليون، اليوم الإثنين، أنهم نسقوا في الصباح إنقاذ أكثر من 2600 مهاجر قبالة ليبيا، في الوقت الذي تحيي فيه إيطاليا الذكرى الثالثة لحادث غرق أودى بـ366 مهاجراً قرب لامبيدوزا.
وتم رصد أولى مراكب المهاجرين قبل فجر الإثنين وضمنها مركب صيد يُقل نحو 700 شخص، ضمنهم الكثير من الأطفال. وفي الإجمال تمت مساعدة 12 مركباً، لكن لا تزال هناك عمليات جارية، حسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وتشارك في عمليات الإنقاذ سفن حرس السواحل ومنظمات إنسانية بدعم من بوارج عسكرية.
وأشارت منظمة "أطباء بلا حدود" في تغريدة إلى عملية صعبة لإنقاذ مهاجرين على زورق مطاطي كاد كثير منهم يغرق، فيما أصيب البعض الآخر بحروق بسبب الوقود. وأصيبت امرأتان وطفل في الثامنة بحروق بالغة.
وجاء هذا النشاط الكثيف بعد أسابيع من الهدوء النسبي في البحر، تزامنا مع إحياء ذكرى حادث غرق لامبيدوزا.
ففي ليل الثاني إلى الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول 2013، نشبت النار في مركب انطلق من ليبيا وعلى متنه 500 شخص ثم غرق قرب الجزيرة الإيطالية. وتم انتشال 366 جثة.
ودفع مشهد نعوش الضحايا إيطاليا إلى بدء عملية إنقاذ واسعة في البحر المتوسط (نوستروم)، قبل أن تحل محلها بعد عام عملية أوروبية أقل اتساعا، لكنها تحظى بدعم أساطيل سفن إنسانية.
وأتاحت هذه الجهود نجدة مئات آلاف الأشخاص، لكنها لم تمنع غرق أكثر من 11 ألف شخص في البحر منذ حادث غرق لامبيدوزا، بحسب المفوضية العليا للاجئين.
وأقرت إيطاليا في مارس/ آذار 2015 قانوناً يجعل من الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام "يوما وطنيا للذكرى والاستقبال" تخليدا لذكرى المهاجرين القتلى.
وفي لامبيدوزا، رافق 200 شاب قدموا من دول أوروبية عدة ناجين من حادث الغرق وأقارب ضحايا، في مسيرة لإحياء الذكرى.