أطلقت منظمة العفو الدولية "أمنستي" حملة دولية لدعم وحماية "الشجاعة" التي يمثلها "المدافعون عن حقوق الإنسان" عبر العالم اليوم الثلاثاء.
وأوضحت عبر موقعها الرسمي أنه "في يومنا هذا، يعرِّض أشخاص في شتى أنحاء العالم أنفسهم لمخاطر هائلة في سبيل الدفاع عن حقوقنا. ويمكن أن يكون هؤلاء معلمين أو طلاباً أو معارضين سياسيين أو عمال مصانع أو صحافيين أو محامين أو كثيرين غيرهم. ويمكن أن تكون أنت أو صديقك أو أحد أقربائك بدلاً منهم".
وأشارت في حملتها إلى أن هؤلاء "يتعرضون للمضايقة والتعذيب والسجن وحتى القتل، بسبب تجرؤهم على الدفاع عن الحق. ولولا شجاعتهم، فإن عالمنا سيكون أقل عدلاً وإنصافاً ومساواة. ويتعيّن علينا أن نقف إلى جانب المدافعين عن حقوق الإنسان في سائر أرجاء العالم، وأن نفعل كل ما في وسعنا للمحافظة على سلامتهم من الأذى".
وأضافت "يمكننا أن نجد في نفوسنا جميعاً شرارة الشجاعة الكافية للدفاع عن الحق. إذ يمكننا أن ننشر تغريدة، يمكننا أن نشارك في احتجاج، يمكننا أن نكتب رسائل، ويمكننا أن نكون شهوداً. ومعاً يمكننا أن نعمل جنباً إلى جنب مع المدافعين عن حقوق الإنسان، لمقاومة الظلم وبناء عالم أكثر عدلاً".
وتضمنت الحملة الحديث عن أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في مناطق العالم المختلفة، ومنهم ألبرتو إسكورسيا، مدافع مكسيكي عن حقوق الإنسان، والحقوقية المصرية عزة سليمان.
ووجهت "أمنستي" نداءات دولية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، مثل "قولوا للحكومة السودانية"، "أطلقوا سراح الدكتور مضوي الآن"، "قولوا لرئيس وزراء كمبوديا: أطلقوا سراح تيب فانّي الآن"، "قولوا لرئيس وزراء فنلندا: ادعموا حقوق الأشخاص المتحولين جنسياً"، " قولوا للحكومة التشيلية: وفِّروا الحماية للمدافعين عن حقوق الإنسان"، "اطلبوا من الحكومة المصرية: أسقطوا كل التّهم الموجّهة ضد عزّة سليمان والمدافعين المصريين عن حقوق الإنسان".
— AmnestyInternational (@amnesty) ١٦ مايو، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأوضحت "أمنستي" في بيان إطلاق حملتها، أن العالم أصبح يعيش في عصر من الخوف والفرقة وشيطنة الآخر، وإن "مقولات مسمومة" باتت تروّج في شتى أنحاء العالم فكرة: "نحن في مقابل الآخرين".
ووفقا للمنظمة فإن تلك المقولات تستخدم لإلقاء اللوم بصورة جماعية على جماعات بأكملها في مظالم اجتماعية وسياسية.
— Lorna Hayes (@LornaHayes8) ١٦ مايو، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وبحسب المنظمة الدولية، فإن من يجرؤون على اتخاذ موقف انتصار لحقوق الإنسان يتعرضون للاعتداء على نطاق آخذ في الاتساع على نحو مثير للقلق.
واستنكرت "العفو الدولية" الانتهاكات التي تمارسها النظم السياسية بدول العالم ضد "المدافعين عن حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن " المدافعين عن حقوق الإنسان باتوا يواجهون أشد أنواع القمع، من مضايقة وترهيب وحملات تشويه وسوء معاملة واحتجاز غير قانوني، بل إنهم يتعرضون للقتل "لا لشيء سوى مناصرتهم الحق".
وتدعو حملة "الشجاعة"، الدول إلى الاعتراف بالجهد المشروع الذي يقوم به من يناصرون الكرامة الأصيلة والحقوق المتساوية لكافة البشر، وإلى ضمان حريتهم وسلامتهم.
ويلفت تقرير "الشجاعة" إلى أن عام 2016 شهد أعمال قتل في 22 دولة بسبب مناصرة الضحايا لحقوق الإنسان مناصرة سلمية، وفي 63 دولة تعرض هؤلاء لحملات تشويه، وفي 68 دولة تعرضوا للقبض عليهم أو احتجازهم لا لشيء سوى أنشطتهم السلمية، وفي 94 دولة تعرضوا للتهديد أو الاعتداء.
وذكر التقرير أنه "مرّ الآن نحو عقدين من الزمان منذ إقرار الأمم المتحدة عام 1998 إعلانا لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني، والاعتراف بهم عاملا من عوامل التغيير وبأهميتهم في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها.
وفي مصر تتصاعد انتهاكات النظام ضد المدافعين عن حقوق الإنسان بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، تنوعت بين الاعتقال وأحكام بالسجن ومنْع من السفر والتحفظ على الأموال والممتلكات وإغلاق المقار ومصادرة الإصدارات والمطبوعات.