وتعرّضت مخيمات في مدن جنوب الفلوجة، وبزيبز وغرب الرمادي، وشرق وجنوب وشمال الموصل، إلى الغرق، بسبب مياه الأمطار التي مازالت تهطل بغزارة منذ 48 ساعة الماضية، ما أسفر عن تدمير عدد من الخيام وإغراق عدد آخر بمياه الأمطار.
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، اليوم الأحد، عن إرسال فرق ميدانية لتفقد المخيمات، أرفقت معها خياماً جديدة لاستبدال المتضررة، ومدافئ نفطية لتوزيعها على النازحين.
وقال مسؤول قسم المحافظات الوسطى في الوزارة، عامر عباس، في بيان اليوم، "تم استبدال مئات الخيام بسبب الأمطار".
وأوضح أنّ "الوزارة أرسلت ألف خيمة إلى الأنبار مع فرق ميدانية متخصصة لاستبدال الخيام المتضررة، والتي تصل إلى نحو 1000 خيمة متضررة".
من جانبهم، انتقد ناشطون موقف الحكومة العراقية إزاء ما يجري في المخيمات التي أغرقتها مياه الأمطار وحوّلتها إلى مستنقعات من المياه والأوحال.
وقال الناشط المدني حذيفة الدليمي، إنّ "النازحين في المخيمات يعيشون كارثة حقيقية، فالبرد شديد جداً ولا توجد وسائل تدفئة ولا حتى ملابس أو أغطية كافية للوقاية من البرد، والخيام لا تقيهم من الأمطار، وقد تحولت أغلب المخيمات إلى مستنقعات من المياه والأوحال".
وأضاف الدليمي لـ"العربي الجديد"، حتى الخيام التي أنشأتها الوزارة للنازحين مصنوعة من مواد رديئة تسبب تسرب مياه الأمطار، فيما تكافح الأسر التي تقطنها لإبعاد مياه الأمطار عن الخيام بإحاطتها ببعض التراب أو الطين.
ويشكو النازحون من عدم توفر وسائل التدفئة والأغطية الكافية، في وقت تحولت فيه مخيماتهم إلى مستنقعات كبيرة.
وقال حسن الحديدي (38 عاماً) من أهالي الموصل، إنّ "مياه الأمطار والأوحال تحاصرنا من كل مكان، حتى داخل الخيام تتساقط علينا قطرات المطر التي تسربها الخيام التي أنشئت لإيوائنا والتي اكتظت بالنازحين ولم تعد تتسع لنازحين جدد".
وبيّن الحديدي لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحكومة تتفرّج على ما يجري من دون أن تحرك ساكناً، وليس هناك تسليط إعلامي عربي على مأساتنا كما حصل لأهالي حلب، خلال الأيام الماضية، رغم تعرضنا لمأساة كبيرة منذ أكثر من عامين لا تختلف عما تعرّض له إخواننا في حلب المنكوبة".
وتسببت موجة البرد والأمطار في وفاة عدد من النازحين أغلبهم أطفال، خاصة من الأسر التي توجهت إلى الصحراء العراقية السورية، حيث لا مخيمات تؤويهم سوى بعض الحفر وسط الصحراء.
وتوفيت امرأتان مسنتان قبل أيام في مخيم الخازر للنازحين شرقي الموصل، بسبب موجة البرد الشديدة، وانعدام وسائل التدفئة، سبقهما وفاة عدد من الأطفال الصغار بسبب موجة البرد الشديدة.
وحذّر أطباء عاينوا عدداً من حالات النازحين في مخيمات شرقي الموصل، من تدهور الحالة الصحية للنازحين، خاصة الأطفال، بسبب انتشار الأمراض الصدرية والإسهال وضيق التنفس بينهم، نتيجة البرد الشديد وعدم توفر وسائل التدفئة.
وفي هذه الأثناء، تستمر موجات النزوح في التدفق من الموصل، إذ تجري معارك ضارية وعمليات عسكرية مستمرة على المدينة دخلت شهرها الثالث، فيما لا يجد النازحون الجدد مخيمات كافية لإيوائهم.
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين أعلنت، في وقت سابق قبيل انطلاق معركة الموصل، عن استعدادها لاستقبال 100 ألف نازح فقط، فيما فاق عدد النازحين في المخيمات، خلال الأيام الماضية، 120 ألفاً.
ويحاول النازحون والناشطون، في حملات ميدانية جماعية، إبعاد مياه الأمطار عن المخيمات، باستخدام بعض الوسائل البدائية، مثل المعاول، عبر تجميع التراب أو الطين حول الخيام، تحسباً لدخول مياه الأمطار إليها وإغراقها، لكن من دون جدوى.