فقدَ كثير من العرب والمسلمين الذين يعيشون في فرنسا الإحساس بالأمان بعد الاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو". بدا القلق إحساساً طبيعياً، وخصوصاً أن بعضهم لمس الخوف في عيون عدد من المواطنين الفرنسيين، وإن عمد آخرون إلى احتضانهم. في هذا الإطار، أعرب كثيرون عن خشيتهم من المستقبل في البلاد التي نشأوا فيها أو لجأوا إليها أخيراً، على الرغم من تأكيدهم على روح التعايش بين الجميع في هذه البلاد.
سيدة مغربية تعيش في فرنسا منذ وقت طويل، تقول لـ"العربي الجديد": "نحن خائفون من ردود الفعل. نخشى أن نتعرض لاعتداءات. لا نعرف ما يخبئه لنا المستقبل، وخصوصاً لأولادنا. أيضاً، نشعر بالقلق من احتمال زيادة الاعتداءات على المساجد". بعكسها، لم يكن المواطن المصري الأصل، الذي يعيش في البلاد أيضاً منذ سنوات، قلقاً، يقول: "كعربي أعيش في فرنسا، لست خائفاً. على العكس، أشعر بالأمان. لكن هناك رسالة ينبغي إيصالها. جميع الأنبياء تعذبوا كثيراً ولا نريدهم أن يتعذبوا أكثر. أرى أنه يجب عدم الإساءة لهم".
وكان رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، قد أكد، في جلسة البرلمان يوم الثلاثاء الماضي، على أهمية الإسلام في فرنسا، قائلاً إن "النقاش اليوم ليس بين الإسلام والمجتمع، بل هو داخل الإسلام"، لافتاً إلى أن "إسلام فرنسا يجب أن يرتكز على المسؤولين المثقفين". يضيف: "المسلمون يقولون لنا منذ أيام إنهم خائفون. لا أريد قطعاً أن يخاف في بلدنا اليهود أو أن يكون هناك مسلمون خائفون، لأن الجمهورية معطاءة وتستقبل هؤلاء جميعاً".
هذه التطمينات لا تلغي احتمال زيادة الاعتداءات في الفترة المقبلة. في السياق، يقول المحلل السياسي، المعطي قبّال، إن "ردود الفعل العنصرية قد لا تقتصر فقط على الهجمات على بعض المساجد أو الاعتداءات اللفظية على أفراد الجالية الإسلامية". ربما لن تنجو الجالية العربية والإسلامية في أوروبا، وفرنسا على وجه الخصوص، بسهولة، وخصوصاً أن الامتحان صعبن على الرغم من أنها دانت منذ اللحظات الأولى أعمال العنف والإرهاب، فإنها تجد نفسها مُطالَبة بالإجابة على مجموعة من الأسئلة.
في السياق، يلفت أحد المسؤولين في مسجد "إيفري" إلى أن هذا الاختبار الذي تعيشه فرنسا والجالية الإسلامية هو اختبار قاسٍ، ويرى أنه "يجب فتح الحوار وإعادة بناء اللحمة بين المواطنين، تلك التي كسرها الانفعال". وتناشد الجالية العربية السلطات الفرنسية إدانة زيادة الاعتداءات على المسلمين خلال الأيام الأخيرة. وقد شارك عدد كبير من العرب في فرنسا في التظاهرات الرافضة للارهاب بدافع الوحدة الوطنية. مع ذلك، يشعرون بالقلق.
في المقابل، أعرب كثير من ممثلي الجالية الإسلامية عن قلقهم بعد تصريحات رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، نيكولاي ساركوزي، بعدما قال إن "الهجوم على شارلي حربٌ معلنة على الحضارة"، وشددوا على أهمية الاندماج الاجتماعي والحد من التمييز العرقي والديني.
يرى الباحث أوليفيي روا أن السلطات الفرنسية تلجأ عادة إلى الأئمة المعتدلين لصرف الشباب عن الجهاد، مضيفاً أنه "لا يوجد عمل جدي، سواء كان سياسياً أو إعلامياً أو سوسيولوجياً، تناول الطبقات الوسطى المسلمة في فرنسا". إذا كانت الجالية العربية والإسلامية غير موحدة، الأمر الذي ينعكس سلباً على دورها وقدرتها على مساءلة السلطات والدفاع عن مصالح أفرادها، وحتى توحيد موقفها من الاستحقاقات المهمة، فإنه من الصعب الإشارة إلى وجود جالية دينية مُؤسَّسة على الإسلام. هذا ما يدفع رْوا إلى القول: "لا توجد جماعة دينية مبنية على الإسلام، لا على مستوى المؤسسات أو المدارس أو الجمعيات، ما يعد أمراً حسناً. علماً أن الحكومة ووسائل الإعلام لا تتوقف عن ترداد الأمر".
بعض الأصوات في فرنسا حمّلت المسؤولية للمسلمين وممثليهم، على غرار جانيت بوغراب، وزيرة الشباب والحياة الاجتماعية في حكومة ساركوزي، التي حمّلت بعض الحركات اليسارية وحزب أهالي الجمهورية مسؤولية ما جرى أيضاً. قالت: "أهالي الجمهورية مسؤولون أيضاً. لقد اتهموا مرات عدة شارلي إيبدو بالإسلاموفوبيا"، وهو موقف لا يختلف كثيراً عن موقف الصحافية كرولين فوريست، التي أعلنت بعد الهجوم على "شارلي إيبدو"، أن "مَن يُدينون الإسلاموفوبيا سلَّحُوا القَتَلَة". في المقابل، يؤكد حزب أهالي الجمهورية أن "مكافحة الإسلاموفوبيا لم تخفت بسبب ما حدث".
سيدة مغربية تعيش في فرنسا منذ وقت طويل، تقول لـ"العربي الجديد": "نحن خائفون من ردود الفعل. نخشى أن نتعرض لاعتداءات. لا نعرف ما يخبئه لنا المستقبل، وخصوصاً لأولادنا. أيضاً، نشعر بالقلق من احتمال زيادة الاعتداءات على المساجد". بعكسها، لم يكن المواطن المصري الأصل، الذي يعيش في البلاد أيضاً منذ سنوات، قلقاً، يقول: "كعربي أعيش في فرنسا، لست خائفاً. على العكس، أشعر بالأمان. لكن هناك رسالة ينبغي إيصالها. جميع الأنبياء تعذبوا كثيراً ولا نريدهم أن يتعذبوا أكثر. أرى أنه يجب عدم الإساءة لهم".
وكان رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، قد أكد، في جلسة البرلمان يوم الثلاثاء الماضي، على أهمية الإسلام في فرنسا، قائلاً إن "النقاش اليوم ليس بين الإسلام والمجتمع، بل هو داخل الإسلام"، لافتاً إلى أن "إسلام فرنسا يجب أن يرتكز على المسؤولين المثقفين". يضيف: "المسلمون يقولون لنا منذ أيام إنهم خائفون. لا أريد قطعاً أن يخاف في بلدنا اليهود أو أن يكون هناك مسلمون خائفون، لأن الجمهورية معطاءة وتستقبل هؤلاء جميعاً".
هذه التطمينات لا تلغي احتمال زيادة الاعتداءات في الفترة المقبلة. في السياق، يقول المحلل السياسي، المعطي قبّال، إن "ردود الفعل العنصرية قد لا تقتصر فقط على الهجمات على بعض المساجد أو الاعتداءات اللفظية على أفراد الجالية الإسلامية". ربما لن تنجو الجالية العربية والإسلامية في أوروبا، وفرنسا على وجه الخصوص، بسهولة، وخصوصاً أن الامتحان صعبن على الرغم من أنها دانت منذ اللحظات الأولى أعمال العنف والإرهاب، فإنها تجد نفسها مُطالَبة بالإجابة على مجموعة من الأسئلة.
في السياق، يلفت أحد المسؤولين في مسجد "إيفري" إلى أن هذا الاختبار الذي تعيشه فرنسا والجالية الإسلامية هو اختبار قاسٍ، ويرى أنه "يجب فتح الحوار وإعادة بناء اللحمة بين المواطنين، تلك التي كسرها الانفعال". وتناشد الجالية العربية السلطات الفرنسية إدانة زيادة الاعتداءات على المسلمين خلال الأيام الأخيرة. وقد شارك عدد كبير من العرب في فرنسا في التظاهرات الرافضة للارهاب بدافع الوحدة الوطنية. مع ذلك، يشعرون بالقلق.
في المقابل، أعرب كثير من ممثلي الجالية الإسلامية عن قلقهم بعد تصريحات رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، نيكولاي ساركوزي، بعدما قال إن "الهجوم على شارلي حربٌ معلنة على الحضارة"، وشددوا على أهمية الاندماج الاجتماعي والحد من التمييز العرقي والديني.
يرى الباحث أوليفيي روا أن السلطات الفرنسية تلجأ عادة إلى الأئمة المعتدلين لصرف الشباب عن الجهاد، مضيفاً أنه "لا يوجد عمل جدي، سواء كان سياسياً أو إعلامياً أو سوسيولوجياً، تناول الطبقات الوسطى المسلمة في فرنسا". إذا كانت الجالية العربية والإسلامية غير موحدة، الأمر الذي ينعكس سلباً على دورها وقدرتها على مساءلة السلطات والدفاع عن مصالح أفرادها، وحتى توحيد موقفها من الاستحقاقات المهمة، فإنه من الصعب الإشارة إلى وجود جالية دينية مُؤسَّسة على الإسلام. هذا ما يدفع رْوا إلى القول: "لا توجد جماعة دينية مبنية على الإسلام، لا على مستوى المؤسسات أو المدارس أو الجمعيات، ما يعد أمراً حسناً. علماً أن الحكومة ووسائل الإعلام لا تتوقف عن ترداد الأمر".
بعض الأصوات في فرنسا حمّلت المسؤولية للمسلمين وممثليهم، على غرار جانيت بوغراب، وزيرة الشباب والحياة الاجتماعية في حكومة ساركوزي، التي حمّلت بعض الحركات اليسارية وحزب أهالي الجمهورية مسؤولية ما جرى أيضاً. قالت: "أهالي الجمهورية مسؤولون أيضاً. لقد اتهموا مرات عدة شارلي إيبدو بالإسلاموفوبيا"، وهو موقف لا يختلف كثيراً عن موقف الصحافية كرولين فوريست، التي أعلنت بعد الهجوم على "شارلي إيبدو"، أن "مَن يُدينون الإسلاموفوبيا سلَّحُوا القَتَلَة". في المقابل، يؤكد حزب أهالي الجمهورية أن "مكافحة الإسلاموفوبيا لم تخفت بسبب ما حدث".