تقدم الطفلان، نصر سلمي، ومؤمن عزام، من فريق كشافة الهلال الفلسطيني، اليوم الأحد، مسيراً كشفياً يدعو إلى الحدّ من حوادث الدراجات النارية وسط مدينة غزة، وحملا عَلم فلسطين، وشعار الفريق الذي سار خلفهما بأدواته الموسيقية التي عزفت منذ لحظات الانطلاق الأولى.
خلف الفرقة الموسيقية التي جابت أحد أبرز شوارع مدينة غزة، حملت مجموعة من أطفال الفريق صوراً لحوادث طرق مروعة، وأخرى لضحايا تلك الحوادث التي سببتها السرعة الزائدة، والحركات البهلوانية، وعدم الالتزام بشروط القيادة السليمة.
ورافق المسير الذي نظمه فريق "مثابرون"، اليوم الأحد، ضمن سلسلة فعاليات "النعش الناري" التوعوية، بالتعاون مع وزارة النقل والمواصلات، أصوات (سارينة) الإسعاف والدفاع المدني، في إشارة إلى دور تلك الأقسام أثناء الحوادث المرورية. وحمل المشاركون لافتات تدعو إلى التأني في القيادة، والحذر من السرعة، والامتناع عن استخدام الجوال أثناء القيادة، ومنها "بتحب أهلك؟ سوق على مهلك"، "احذر مفاجآت الطريق".
وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة النقل والمواصلات، خليل الزيان، لـ"العربي الجديد": "التظاهرة عبارة عن حملة إعلامية وتوعوية تهدف إلى إيجاد حالة من التعاون من أجل التخفيف من الحوادث المرورية، خاصة تلك المتعلقة بالدراجات النارية".
وأكد الزيان على ضرورة وجود وقفة جادة من المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، بالتعاون مع وزارة النقل والمواصلات من أجل توعية المواطنين حول خطورة القضية، لافتاً إلى أهمية تكاتف الجهود من أجل تحقيق الهدف.
بدوره، أوضح مدير فريق "مثابرون"، توفيق الجليس، أن سلسلة فعاليات "النعش الناري" والتي تستهدف الدراجات النارية، تأتي استجابة لزيادة نسبة الحوادث في غزة خلال الفترة الأخيرة، موضحاً ضرورة الالتفات إلى مثل هذه الظواهر، والحد منها.
وأضاف لـ"العربي الجديد" إن مقاطع الفيديو نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحوادث طرق في غزة، "ما أوجب على فريق (مثابرون للعطاء الثقافي) أن يتحرك من أجل ثقافة مرورية أفضل، ووقف النزيف الشبابي على الطرقات".
وأشار إلى أن الحملة بدأت بـ"هاشتاغ" عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذ غرد الفريق، ونشر السلوكيات السلبية لسائقي الدراجات النارية، والمركبات على الطريق، وتناول العديد من المشاكل من أجل حلها، ارتكازاً على دور تلك المواقع الهام، وانتشارها الواسع.
وأوضح الجليس أن الفريق ازداد قوة بعد الاستجابة السريعة من وزارة النقل والمواصلات لتبني المبادرة، والتخطيط لسلسلة من الفعاليات تستهدف كافة أطياف المجتمع على اختلاف الأعمار والمستويات، إضافة إلى الدور التوجيهي والإرشادي من وزارة الثقافة، والإدارة العامة لشرطة المرور.
وعن فعاليات "النعش الناري"، أوضح أنها تشمل ندوات جامعية في أغلب جامعات القطاع، وندوات في المدارس، وعرضَ فيلم وثائقي عن النعش الناري، إضافة إلى مخاطبة وزير الأوقاف لتخصيص خطبة الجمعة في المساجد عن هذا الموضوع، وتفعيل الدور الشرعي في استخفاف بعض سائقي المركبات بحياتهم وحياة الآخرين على الطرقات.
وأوضح الجليس لـ"العربي الجديد" أن الفريق كذلك خاطب وزارة التربية والتعليم من أجل تخصيص وقت من الإذاعة المدرسية في توعية طلاب مدارس القطاع، لافتاً إلى أن الفعاليات ستخرج بتوصيات، نعرضها لاحقا على وزارة النقل والمواصلات والجهات المعنية من أجل التحرك الإيجابي، وإنهاء هذه القضية.