يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره عالمياً، وبات الفيروس منتشراً في نحو أربعين دولة بمعزل عن الصين، وأسفر حتى الآن عن 80 ألف حالة إصابة (2800 منها خارج الصين)، وعن أكثر من 2700 حالة وفاة عالمياً، بحسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية.
وتم تأكيد الإصابة لدى ستيني كان قد سافر إلى إيطاليا، أكثر بلد أوروبي تسجل فيه حالات إصابة. وفي أوروبا، وصل الفيروس إلى الدنمارك والنمسا وسويسرا وكرواتيا ومقدونيا الشمالية وجورجيا واليونان والنرويج، بينما أعلنت فنلندا عن تسجيل ثاني إصابة على أراضيها.
وسجّلت فرنسا الأربعاء أول حالة وفاة لفرنسي لم يسبق أن سافر إلى منطقة ينتشر فيها المرض. ومساء الأربعاء، أعلنت باريس عن الإصابة الـ18 على أراضيها، وهي لزوجة أحد المرضى في أنسي (وسط شرق).
إصابات في الصين
أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين، اليوم الخميس، أنّ بر الصين الرئيسي سجل 433 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس الأربعاء ارتفاعا من 406 حالات سجلها في اليوم السابق. وأضافت أن العدد الإجمالي لحالات الإصابة على البر الرئيسي يصل بذلك إلى 78497 مصابا. وبلغ عدد حالات الوفاة الجديدة بسبب الفيروس إلى 29 وهو أقل معدل يومي للوفيات منذ 28 يناير/كانون الثاني ويأتي بعد تسجيل 52 حالة وفاة في اليوم السابق.
وتوفي 26 شخصاً في إقليم هوبي، وهو بؤرة الفيروس ويقع في وسط الصين، أمس الأربعاء وتوفي الثلاثة الآخرون في بكين وإقليمي هيلونغجيانغ وخنان. وأعلنت أكثر من 40 دولة ومنطقة خارج بر الصين الرئيسي عن إصابات بالفيروس.
من جهتها، تتجه مدينة شنغن الشهيرة بصناعات التكنولوجيا في جنوب الصين إلى تجريم تناول الكلاب والقطط مع تضييق البلاد على الاتجار بالحيوانات البرية التي يشتبه العلماء في أنها وراء انتشار فيروس كورونا. وشملت الضوابط المقترحة من الحكومة المحلية بالمدينة تسعة أنواع لحوم مسموحا باستهلاكها بينها لحوم الخنازير والدجاج والبقر والأرانب وكذلك الأسماك والكائنات البحرية.
وجاء في المذكرة "حظر استهلاك الحيوانات البرية هو إجراء معتاد في الدول المتقدمة ومطلب عالمي للحضارة الحديثة". ويشتبه العلماء في أن الفيروس الجديد انتقل للإنسان من الحيوانات. وكانت بعض الحالات المكتشفة في البداية لأشخاص ترددوا على سوق للحيوانات البرية في ووهان عاصمة إقليم هوبي حيث تباع الخفافيش والثعابين والقطط وحيوانات أخرى. واعتبرت الوثيقة الكلاب والقطط حيوانات أليفة وستحظر تناولها. وتم استبعاد الثعابين والسلاحف والضفادع من قائمة الحيوانات المسموح بتناولها رغم كونها أطباقا شعبية في جنوب الصين.
إيطاليا الأكثر تأثراً
إيطاليا هي البلد الأوروبي الأكثر تأثراً، إذ قالت هيئة الحماية المدنية في إيطاليا في بيان، اليوم الخميس، إن شخصين آخرين توفيا في البلاد بسبب فيروس كورونا الجديد ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للوفيات نتيجة أسوأ تفش للمرض في أوروبا إلى 14 شخصا. وكان أنغلو بوريلي رئيس الهيئة قد قال للصحافيين في وقت سابق إن المسؤولين ما زالوا يبحثون عن دليل يثبت أن فيروس كورونا الجديد هو المسؤول عن أحدث حالتي وفاة.
وارتفع عدد حالات الإصابة المؤكدة بالمرض في إيطاليا إلى 528 شخصاً من نحو 420 شخصا حتى أمس الأربعاء، وغالبيتهم العظمى في شمال إيطاليا.
وتعدّ إيطاليا نقطة انطلاق لتفشي الفيروس، ما دفع عواصم عدة إلى تعزيز إجراءات الوقاية والاحتواء. وطلب من المواطنين الفرنسيين العائدين من المناطق الإيطالية التي ينتشر فيها الفيروس تفادي "الخروج غير الضروري" من بيوتهم لمدة أسبوعين بعد عودتهم.
ونصحت دول عدة مواطنيها بعدم زيارة إيطاليا، خصوصاً إسبانيا وبريطانيا والنمسا والمجر وأوكرانيا ولوكسمبورغ وجمهورية تشيكيا ورومانيا. وفيما اتّخذت روما إجراءات مشددة، منها وضع 11 مدينة في الشمال تحت الحجر، تكيفت الشركات بسرعة مع الوضع الجديد عبر تطوير آليات عمل عن بعد.
وأوضح المدير التنفيذي لشركة في لومبارديا لـ"فرانس برس" ألدو بونومي "أغلقنا قاعة الرياضة والطعام، لا يمكن للأشخاص أن يأكلوا وجهاً لوجه. ومنع أيضاً تحرك الموظفين، بدون تصريح مسبق واضح من الإدارة، ما دفعنا إلى عقد اجتماعات عبر الفيديو".
كوريا الجنوبية تحصي الإصابات
وفي كوريا الجنوبية حيث الوضع "بالغ الخطورة" على قول رئيسها مون جاي إن، تجاوز عدد الإصابات ألفا. وكوريا الجنوبية التي أحصت 13 وفاة في آخر حصيلة، هي أول بؤرة عالمية للعدوى بعد الصين.
وأعلنت اليوم الخميس عن تسجيل 334 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهي أكبر زيادة يومية إلى الآن، فيما أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً جديداً من السفر إلى كوريا الجنوبية وجرى تأجيل تدريب عسكري مشترك.
وقالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن إجمالي عدد الإصابات في البلاد بعد الزيادة الجديدة يرتفع إلى 1595 إصابة. والرقم اليومي هو أكبر زيادة تعلن في البلاد منذ أول إصابة مؤكدة في 20 يناير/كانون الثاني. وسجلت كوريا الجنوبية حالة الوفاة رقم 13 المرتبطة بالفيروس.
وقالت المراكز الكورية في بيان إن من بين الحالات الجديدة تم تسجيل 307 حالات في مدينة دايغو في جنوب شرق البلاد حيث تقع كنيسة تم ربطها بتفشي الفيروس. ورفعت وزارة الخارجية الأميركية مستوى التحذير من السفر إلى كوريا الجنوبية وحثت المواطنين على "إعادة النظر" في السفر إلى تلك الدولة.
أستراليا ترجح تحول كورونا إلى وباء عالمي
قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، اليوم الخميس، إن هناك مؤشرات عديدة على أن فيروس كورونا في سبيله لأن يصبح وباء عالميا. يأتي هذا في الوقت الذي أطلقت فيه أستراليا إجراءات طارئة لاحتواء انتشار المرض. وفي حين أن الانتشار تباطأ داخل الصين، قال موريسون إن تزايده عبر أوروبا وآسيا والأميركتين يرجح فرص تحوله إلى وباء عالمي. وقال في مؤتمر صحافي بالعاصمة كانبيرا "نظن أن خطر حدوث وباء عالمي بات وشيكا جدا". وأضاف "نحن بحاجة لاتخاذ الخطوات اللازمة للاستعداد لمثل هذا الفيروس".
وموريسون واحد من أوائل الزعماء في العالم الذي يقر باحتمال خروج انتشار الفيروس عن نطاق الجهود العالمية لاحتوائه.
وفاة جديدة في اليابان ودعوات لإغلاق المدارس
قالت وسائل إعلام يابانية، اليوم الخميس، إن رجلا في الثمانينيات من العمر توفي بعد إصابته بفيروس كورونا الجديد. والرجل من جزيرة هوكايدو في أقصى شمال اليابان. وبهذا يرتفع عدد الوفيات بسبب الفيروس في اليابان إلى ثماني حالات.
فيما دعا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الخميس إلى إغلاق المدارس الرسمية في البلاد موقتاً اعتباراً من الإثنين لتجنّب تفشي فيروس كورونا الجديد. وقال آبي أمام الصحافيين "الحكومة تضع صحة الأطفال وسلامتهم فوق كل اعتبار". وأضاف "نطلب من كل المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية (...) في جميع أنحاء البلاد الإقفال موقتاً اعتباراً من الثاني من مارس/آذار وحتى عطلة الربيع". وفي العادة تبدأ عطلة الربيع في المدارس العامة في اليابان في أواخر مارس.
إستونيا تؤكد أول إصابة بكورونا
أكدت السلطات الصحية في إستونيا أول حالة إصابة بفيروس كورونا لرجل عاد من إيران. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن تانيل كييك وزير الشؤون الاجتماعية الإستوني قوله "نتحدث عن مقيم دائم في إستونيا وليس عن مواطن إستوني". ونقلت إنترفاكس عن كيك قوله للتلفزيون الإستوني "وفقا لمعلوماتي هو مواطن إيراني".
النرويج ترصد أول حالة إصابة بكورونا
قالت وكالة الصحة العامة بالنرويج يوم الأربعاء إنه تم رصد أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد لأحد الأشخاص وجرى عزله في بيته. وأوضحت الوكالة أن المريض كان قد عاد من الصين الأسبوع الماضي ولم تظهر عليه علامات مرض ومن غير المرجح أنه نقل العدوى لآخرين.
مطالب أممية بمكافحة التمييز المرتبط بكورونا
حثت ميشيل باشليه مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، اليوم الخميس، على التضامن مع ذوي الأصول الآسيوية الذين يتعرضون للتمييز وسط انتشار فيروس كورونا الجديد الذي بدأ تفشيه في الصين.
وقالت في جلسة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف "وباء فيروس كورونا أطلق موجة مقلقة من التمييز ضد أصحاب العرقيات الصينية أو الشرق آسيوية، وأنا أدعو الدول الأعضاء لبذل ما في وسعها لمكافحة ذلك وأشكال التمييز الأخرى".
وتكثف الحكومات إجراءاتها لمكافحة فيروس عالمي يلوح في الأفق مع انتشار كورونا الجديد بعدما تجاوز عدد حالات الإصابة الجديدة خارج الصين عدد المصابين الجدد داخلها لأول مرة.
(رويترز, فرانس برس)