وجد المجتمع السوداني المحافظ مثل غيره من المجتمعات الشرقية الإسلامية، حلّاً لرفض بعض نسائه العلاج لدى طبيب رجل، والكشف عليهن للفحص والمعاينة. إذ لم تعد مسألة إيجاد طبيبة ذات كفاءة عالية، ومتواجدة في المكان والزمان المناسبين عند الحاجة لها أمراً صعباً.
وفي سابقة تعد الأولى من نوعها في السودان، بات بإمكان العديد من النساء ممن يرفضن الذهاب لطبيب رجل بداعي المرض أو الفحص الدوري، أن يخضعن للفحص والتطبيب لدى طبيبات، مع افتتاح مركز "رفيدة الطبي" المتخصص لعلاج النساء والأطفال بالعاصمة السودانية الخرطوم في ضاحية بحري بالعاصمة الخرطوم، جميع عاملاته من النساء. هو مركز طبي على خلاف غيره من المراكز الطبية في السودان التي توظف عاملين وأطباء من الجنسين، وتقدم الخدمات للجنسين أيضاً.
عائشة هي واحدة من اللائي يواجهن صعوبات كثيرة عند تعرضها لوعكة صحية، إذ لا تقتصر الصعوبة على آلام المرض، بل تتعداها إلى الجهد في البحث لإيجاد طبيبة لا طبيب، كونها لا تقبل مثل كثيرات غيرها أن يكشف عليهن طبيب رجل لاعتبارات دينية واجتماعية عدة.
وتقول عائشة إن المركز وفر عليها الجهد والوقت في البحث عن طبيبة اختصاصية تستطيع مقابلتها صباحا بدل الانتظار حتى المساء، لبدء العيادات الخاصة في فتح أبوابها للمرضى.
القائمون على المركز الصحي لا يخفون سعادتهم بعد قلقهم من ألا تلاقي الفكرة قبولا كبيرا. ولكن الفكرة التي بني عليها مركز رفيدة ساعدت الكثير من النساء لعرض مشاكلهن الصحية دون شعور بالخجل، ودون حواجز بين المريض والطبيب. كل هذا وغيره دفع القائمين على المركز الصحي لوضع خطط مستقبلية لمشاريع مشابهة في مناطق متعددة. تقول الدكتورة سمر عيسى، إنها تفضل العمل في المركز لفكرته الجديدة، والتي ترى أنها تساهم في حصول المريضات على نسب أكبر للشفاء طالما أنهن لا يواجهن حرجاً.
أما الدكتورة خديجة، فتذكر موقفاً طريفاً لرجل حضر حفل افتتاح المشفى، وأصر على أن يخضع لكشف طبي على أسنانه، وبما أن لوائح المستشفى تحول دون ذلك، رد وزير الصحة السابق الذي حضر الحفل بالتعهد "ممازحاً" بإنشاء مستشفى خاص للرجال!