كشف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، عن تسجيل 2436 حالة اعتقال في صفوف المقدسيين خلال العام المنصرم 2017، أي نسبة 36.1 في المائة من إجمالي الاعتقالات خلال العام نفسه.
وأوضح قراقع في كلمة له خلال مؤتمر عقد في رام الله، اليوم الثلاثاء، حول "أسرى القدس"، أن نسبة الاعتقالات في القدس تشكل أكثر من ثلث إجمالي الاعتقالات في 2017، بزيادة قدرها 23.5 في المائة عن عام 2016.
ولفت قراقع إلى أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وفي سابقة خطيرة، حولت سلطات الاحتلال العديد من المعتقلين المقدسيين، بينهم أطفال قصر، إلى "الاعتقال الإداري".
وبيّن قراقع أن هيئة شؤون الأسرى والمحررين رصدت اعتقال نحو 1467 طفلاً من كافة المحافظات الفلسطينية، وأن نصيب القدس كان نحو 800 طفل، يشكلون نحو 54.5 في المائة من إجمالي الاعتقالات التي استهدفت الأطفال الفلسطينيين.
وأضاف أن نسبة اعتقال الأطفال المقدسيين خلال عام 2017 شكلت زيادة قدرها 20 في المائة عن العام السابق. وشمل اعتقال الأطفال 54 طفلا دون 12 عاما و88 امرأة و6 قاصرات. وكان أصغر المعتقلين طفل عمره 6 سنوات من سلوان، وآخر من حي شعفاط بالقدس عمره 7 سنوات.
وشدد قراقع على أن ما نسبته 70 في المائة من المقدسيين الذين طاولتهم الاعتقالات الإسرائيلية خلال عام 2017، كانوا من فئتي الشباب والأطفال (ذكورا وإناثا). وشكلّت نسبة اعتقال الأطفال نحو 32.8 في المائة من مجموع الاعتقالات خلال العام المنصرم. في حين بلغت نسبة الشباب الذين تعرضوا للاعتقال وأعمارهم تراوح ما بين 18-30 عاماً، نحو 37.2 في المائة من مجموع الاعتقالات في 2017، أما الفئات العمرية الأخرى فبلغت نسبتها 30 في المائة من مجموع تلك الاعتقالات.
وتابع قراقع أن سلطات الاحتلال صعدت من قرارات "الحبس المنزلي"، وأصدرت المحاكم الإسرائيلية نحو 95 قراراً بـ"الحبس المنزلي"، غالبيتها العظمى كانت بحق أطفال مقدسيين، ذكورا وإناثا، وأن هذه القرارات تعتبر بديلاً عن السجن وتهدف إلى الإقامة المنزلية وتقييد حرية الأشخاص، وشكلت زيادة قدرها 15.3 في المائة عن عام 2016.
ولفت قراقع إلى أن "95 طفلاً فرضت عليهم إقامات منزلية، 6 أطفال في مراكز الإيواء، 22 طفلا تم تحويلهم من الحبس المنزلي إلى الاعتقال الفعلي، و42 طفلا أنهوا الحبس المنزلي، وتم إبعاد 170 مواطناً مقدسياً عن المسجد الأقصى، بينهم 14 قاصراً و15 امرأة و68 أبعدوا عن البلدة القديمة و26 عن مدينة القدس بأكملها و6 مقدسيين منعوا من دخول الضفة الغربية".
وأكد قراقع تصعيد السلطات الإسرائيلية العام الماضي استهدافها واعتقالاتها للفلسطينيين بسبب منشورات وشعارات وصور على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك). واعتقلت قوات الاحتلال نحو 300 فلسطيني، غالبيتهم من القدس، ومن بينهم نساء وأطفال وصحافيون وكتّاب.
ولفت إلى أن لوائح اتهام وجهت لبعضهم وصدرت بحقهم أحكام مختلفة مقرونة بغرامات مالية، بتهمة التحريض، وأن آخرين تم تحويلهم إلى "الاعتقال الإداري" لبضعة أشهر دون محاكمة. وفي مرات أخرى اشترطت على بعض المعتقلين وقبل إطلاق سراحهم الامتناع عن استخدام "فيسبوك" لفترات هي تحددها.
من جانبه، قال رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب، في كلمة له، إن "المحاكم العسكرية الإسرائيلية رفعت سقف أحكامها بحق الفلسطينيين في القدس المحتلة، خصوصاً بحق الأطفال، وأصدرت خلال عام 2017 أحكاماً قاسية بحق العديد من المقدسيين. وفرضت غرامات مالية باهظة عليهم، وهذا عبء اقتصادي على ذوي الأطفال".
وأوضح أبو عصب أن سلطات الاحتلال واصلت سياسة الإعدامات الميدانية خارج نطاق القضاء، واعترفت شرطة إسرائيل بأنها أعدمت 201 شهيد عام 2017 دون أن يشكلوا خطرا على الأمن الإسرائيلي، وكان نصيب القدس من الشهداء كبيرا وعددهم 20 شهيدا، من ضمنهم من أعدموا ميدانيا.
ولفت أبو عصب إلى شرعنة إسرائيل قوانين تجيز اعتقال القاصرين، ورفع الأحكام الصادرة بحقهم، علاوة على قوانين تستهدف الشهداء، منها عدم إجراء جنازات الدفن مباشرة بعد التسليم بمشاركة بضع أفراد فقط، وقوانين تمنع تسليم الجثامين ودفنها في مقابر الأرقام، وإجراءات تستهدف منع الأسرى المحررين من إقامة احتفالات استقبال لهم.
واستعرضت والدة الأسير صهيب الأعور، الظروف الصعبة والمؤلمة التي مر بها نجلها لحظة اعتقاله والتحقيق معه، وما تعرض له من تنكيل وضرب ومعاملة مهينة وسيئة.
وقالت إن ابنها "مر بتجربة الحبس المنزلي، وفرضت قوات الاحتلال عليه حبسا منزليا لعدة أشهر، ومنعته من الخروج من البيت لأي ظرف، وحولتنا إلى سجانين عليه، وبعدها تم تحويله للاعتقال الفعلي، وحكمت عليه بالسجن 4 سنوات ونصف، ويقبع حاليا في سجن النقب".
وأوضحت أن نجلها فقد جميع أسنانه الأمامية بسبب تهتك في اللثة بعد خوضه إضراب الكرامة، مطلع مايو/ أيار الماضي.
وتعتقل إسرائيل في سجونها 650 أسيرا من سكان مدينة القدس، (ما بين حاملي الهوية الزرقاء وسكان ضواحي القدس)، بينهم 70 طفلا ممن يحملون الهوية الزرقاء، و18 أسيرة مقدسية، بينهن خمس جريحات، كما أن 6 أسرى من القدس مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما، أربعة منهم معتقلون منذ ما قبل أوسلو، كان من المفترض إطلاق سراحهم عام 2014 ضمن الدفعة الرابعة. ويعتبر الأسير سمير أبو نعمة، المعتقل منذ أكثر من 31 عاما، عميد أسرى القدس وأقدمهم.
وفي ما يتعلق بمن أعيد اعتقالهم من محرري صفقة "وفاء الأحرار"، فهم سبعة أسرى من القدس يحملون الهوية الزرقاء، في حين استشهد 17 أسيرا من القدس في سجون الاحتلال جراء التعذيب والإهمال الطبي منذ عام 1967.