المهرجان الذي تعددت زواياه، وهدفت جميعها إلى كسر الجمود بين الأطفال والمواد العلمية نظمه مركز القطان للطفل في مدينة غزة للعام السابع على التوالي، بالتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية والتعليمية، وبمشاركة مدارس ورياض أطفال محلية.
جميع الزوايا التي تم عرضها ضمن أنشطة المهرجان تحدثت عن موضوع العلوم، وبدأت بعرض الإلكترونيات الحرة داخل مختبر العلوم، بهدف تعريف الأطفال على الخصائص الكهرومغناطيسية للمادة، وتأثيرها على تطور التكنولوجيا، بطرق بسيطة، متناسبة مع الأطفال.
في القاعة متعددة الأغراض تم عرض "الضوء المدهش" عبر خاصية الإسقاط الضوئي Light projection Mapping، ويقول القائم على العرض أحمد الغُف لـ"العربي الجديد"، إنّ هذه التقنية تحاول تعريف الأطفال بطرق تجانس المواد المتعددة مع الضوء، وكيفية تفاعل الضوء مع المادة لإعطائها ظواهر جمالية.
وتمَّ عرض مجموعة صور ضمن زاوية "معرض وتجارب" تهدف إلى تعريف الأطفال على رحلة تطور علم المواد بدءاً من الذرة، وصولاً إلى المادة. وعن ذلك تقول الخريجة روان عنبر، إنّ المعرض يهدف إلى تعريف الأطفال على التركيبات الأساسية للمواد التي يرونها على أرض الواقع، مثل الزجاج، البلاستيك، الورق، الرمل، الصخور، وغيرها، من لحظة تكون الذرة، حتى الوصول إلى مجسّم.
وتم ضمن أنشطة المهرجان عرض "ستارت أب" لعروض تكنولوجية، وعرض آخر لتكنولوجيا المواد بهدف تعريف الأطفال إلى أثر استخدام علم المواد على تطور التطبيقات التكنولوجية، إلى جانب عرض مجموعة أفلام، تتحدث عن علم المواد بطرق ممتعة، وشيقة، تحفّز التساؤل المعرفي.
وعن الأفلام التي تم عرضها، تقول الخريجة شذا عرفات لـ"العربي الجديد"، إنّ هدف الزاوية هو تقريب موضوعات الفيزياء للأطفال، وقد انقسمت إلى قسمين، الأول علم المواد، والتركيز على ثلاث مواد أساسية وهي "الرمل، المطاط، الماء"، والثاني علم فيزياء النانو، والحديث عن تطبيقات علمية، موضحة أن تقديم العلوم بهذه الأساليب يسهل من وصول المعلومة.
المرسم العلوي لمركز القطان تم تقسيمه لثلاث زوايا عملية للعلوم، تحدثت الأولى عن "سحر العلوم" استمتع الأطفال فيها باختبار تغيرات الصوت عبر المواد المختلفة وحالات المواد وأشكالها، أما الثانية، فاستهدفت "ميكانيكا المواد" عبر ورشات عمل تفاعلية يستكشف من خلالها الأطفال بعض الخصائص الميكانيكية والكيميائية وسلوكها التفاعلي مع المواد المختلفة، بينما حاولت الزاوية الثالثة "النانو" تعريف الأطفال إلى العديد من التجارب العلمية الشيقة حول تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في الحياة العملية.
وتقول مديرة البرامج الثقافية والأنشطة في مركز القطان للطفل هيام الحايك لـ"العربي الجديد"، إنّ المهرجان يتم تنظيمه للعام السابع على التوالي بالشراكة مع مدارس وجامعات ومؤسسات، موضحة أن المهرجان يتميز كل عام بموضوع معين، إذ أن الأعوام السابقة تحدثت عن "الفلك"، "السنة الضوئية"، بينما تم التركيز في العام الحالي على العلوم.
وتوضح أن الفكرة جاءت من أجل رؤية العلوم من زاوية مختلفة وممتعة، من خلال الأنشطة المعرفية، عبر استهداف طلاب الجامعات والمنشطين من أجل الخروج بأنشطة غير تقليدية، مضيفة "العلوم مادة صعبة لكثير من الأطفال، لكنها مهمة في حياتنا، لذلك نحاول إيصالها بطرق سهلة وتفاعلية".
بدورها؛ عبرت مديرة روضة ميرا للأطفال وجدان دياب، والتي شاركت برفقة عدد من أطفال الروضة عن إعجابها بالأنشطة التي تم تقديمها، لافتة إلى أهميتها في تفتيح مدارك الطفل، عبر التعرف إلى التجارب العلمية بطرق جميلة، موضحة كذلك أنها تصقل شخصية الأطفال، وتدخلهم مرحلة الفضول، وحب الاستكشاف.