بمبادرة من تلاميذ مدارس ثانوية من عكا في الداخل الفلسطيني المحتل، أنشئت أول مكتبة عامة عربية مستقلة في مركز الثقافة العربي. وهي مبادرة نتجت عن مشروع "المدن المختلطة".
يشكل السكان العرب في مدينة عكا نسبة الثلث، أي أنّهم عشرون ألف نسمة. يعاني هؤلاء من سياسة تمييز عنصري تمارسها السلطات الإسرائيلية والبلدية عليهم، في سعي من أجل إفراغ المدينة من السكان الفلسطينيين.
في البلدية مكتبة عامة تحمل اسم "كندا" فيها زاوية هزيلة للكتب باللغة العربية. وهي مكتبة شبه مهجورة من قبل الجمهور العربي نظراً لمصادرها الشحيحة.
الوضع تغير اليوم مع مشروع "المدن المختلطة". وهو مشروع مشترك بين المؤسسة العربية لحقوق الإنسان وجمعية "بلدنا" يهدف إلى تمكين الجيل الشاب من قيادة زمام الأمور لتحسين وضعه في المدن المختلطة. ويحاول تنظيم الشباب في البلدان المختلطة منحه أدوات التغيير، وترسيخ الثقافة العربية التاريخية لهذه المدن، وإنشاء منصة للشباب لتبادل الخبرات فيها. ويجري تنفيذ المشروع في مدن عكا وحيفا واللد والرملة ويافا ونتسريت عليت.
في هذا الإطار، يقول الكاتب والناقد أنطوان شلحت من عكا لـ"العربي الجديد": "لا شك أنّها مبادرة ممتازة جاءت متأخرة، لكن أن تأتي متأخرة أفضل من لا تأتي. فيها أكثر من دلالة، فهي تعيد الاعتبار للقراءة. وهو أمر مهم في أوساط جيل الشباب، فمعظمه عازف عن القراءة. الدلالة الثانية أنّ المبادرة تضع مدماكاً أساسياً لإنشاء مكتبة عربية حرة، وهو ما سيسدّ فراغاً كبيراً حاصلاً تسببه حرب مستمرة على اللغة العربية والثقافة في إطار حرب أكبر تشنها الدولة (إسرائيل) على حقوق الفلسطينيين. وبالتالي، فإنّ المبادرة تخدم المعركة الأكبر التي يخوضها العرب في عكا. فالحقوق القومية هي حقوق ثقافية". يتابع: "الدلالة الثالثة النموذج الذي يقدمه هؤلاء الشباب وسط أقرانهم".
اقــرأ أيضاً
يشكل السكان العرب في مدينة عكا نسبة الثلث، أي أنّهم عشرون ألف نسمة. يعاني هؤلاء من سياسة تمييز عنصري تمارسها السلطات الإسرائيلية والبلدية عليهم، في سعي من أجل إفراغ المدينة من السكان الفلسطينيين.
في البلدية مكتبة عامة تحمل اسم "كندا" فيها زاوية هزيلة للكتب باللغة العربية. وهي مكتبة شبه مهجورة من قبل الجمهور العربي نظراً لمصادرها الشحيحة.
الوضع تغير اليوم مع مشروع "المدن المختلطة". وهو مشروع مشترك بين المؤسسة العربية لحقوق الإنسان وجمعية "بلدنا" يهدف إلى تمكين الجيل الشاب من قيادة زمام الأمور لتحسين وضعه في المدن المختلطة. ويحاول تنظيم الشباب في البلدان المختلطة منحه أدوات التغيير، وترسيخ الثقافة العربية التاريخية لهذه المدن، وإنشاء منصة للشباب لتبادل الخبرات فيها. ويجري تنفيذ المشروع في مدن عكا وحيفا واللد والرملة ويافا ونتسريت عليت.
في هذا الإطار، يقول الكاتب والناقد أنطوان شلحت من عكا لـ"العربي الجديد": "لا شك أنّها مبادرة ممتازة جاءت متأخرة، لكن أن تأتي متأخرة أفضل من لا تأتي. فيها أكثر من دلالة، فهي تعيد الاعتبار للقراءة. وهو أمر مهم في أوساط جيل الشباب، فمعظمه عازف عن القراءة. الدلالة الثانية أنّ المبادرة تضع مدماكاً أساسياً لإنشاء مكتبة عربية حرة، وهو ما سيسدّ فراغاً كبيراً حاصلاً تسببه حرب مستمرة على اللغة العربية والثقافة في إطار حرب أكبر تشنها الدولة (إسرائيل) على حقوق الفلسطينيين. وبالتالي، فإنّ المبادرة تخدم المعركة الأكبر التي يخوضها العرب في عكا. فالحقوق القومية هي حقوق ثقافية". يتابع: "الدلالة الثالثة النموذج الذي يقدمه هؤلاء الشباب وسط أقرانهم".
من جهته، يقول مرشد مجموعة الشباب، أصحاب المبادرة إسماعيل حلواني، وهو طالب جامعي من عكا: "خلال عملي مع المجموعة هذا العام كنت ألتقي أربع مرات شهرياً مع عشرة شبان وشابات، فكان هناك عدة اقتراحات لمشاريع أخرى يمكن أن يعملوا عليها في عكا".
يشير حلواني إلى أنّ مشروع المكتبة انطلق بعد جمع 500 كتاب باللغة العربية في أقل من شهر. ويؤكد أنّ المكتبة ستشكل جزءاً من مركز ثقافة عكا، وهو المكان الذي يتجمع فيه التلاميذ عادة من أجل تلقي الدورات التعليمية والمشاركة في الورش المختلفة. كما أنّ الشباب المتطوعين سيستمرون في العمل في المكتبة للتشجيع على القراءة.
بدورها، تقول المسؤولة عن المشروع في جمعية حقوق الإنسان في الناصرة سمر عزايز: "بدأنا العمل مع المجموعة منذ بداية العام بالتعاون مع مدرسة تيرسنطا بعك. أجرينا عشرين لقاء هدفها رفع الوعي تجاه الهوية الفلسطينية، بالإضافة إلى مسح لاحتياجات السكان العرب. من المعروف أنّ البلدية لا تقدم أيّ ميزانية لمشاريع عربية. وخلال اللقاءات نظمنا ورش عمل تناولت التدريب على إنشاء مشاريع ثقافية، وعلى قضايا الهوية وحقوق الإنسان، والبعد التاريخي للمدن".
أما الكاتب يعقوب حجازي من مؤسسة "الأسوار" في عكا فيقول: "عكا تحتاج إلى مكتبة عامة تتوفر فيها مصادر تفيد التلاميذ والطلاب. هذه خطوة مباركة وتحتاج إلى كلّ الدعم والإسناد، وسنمدهم بعشرات الكتب المهمة ذات الجودة".
يتابع: "هناك مكتبة عامة في مدينة عكا، لكنّ فيها زاوية حقيرة للكتب العربية. عكا مدينة مستهدفة تعاني بشكل مضاعف من الإجحاف والتمييز من الحكومة ومؤسساتها. من جهتنا، نحاول أن نعوض شعبنا وأهلنا ما أمكننا. نقدم احترامنا إلى كلّ وطني يضيء شمعة في الظلام بالرغم من الصعوبات".
زاوية لغسان كنفاني
يقول حجازي إنّ المكتبة العامة تحاول أن تعوض جزءاً من العناوين الغائبة عن أهالي المدينة وتلاميذها وطلابها. يشير إلى أنّ المكتبة ستضم قريباً زاوية خاصة بالكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، خصوصاً أنّه من مدينة عكا كحال أحمد الشقيري وسميرة عزام.
اقــرأ أيضاً
يشير حلواني إلى أنّ مشروع المكتبة انطلق بعد جمع 500 كتاب باللغة العربية في أقل من شهر. ويؤكد أنّ المكتبة ستشكل جزءاً من مركز ثقافة عكا، وهو المكان الذي يتجمع فيه التلاميذ عادة من أجل تلقي الدورات التعليمية والمشاركة في الورش المختلفة. كما أنّ الشباب المتطوعين سيستمرون في العمل في المكتبة للتشجيع على القراءة.
بدورها، تقول المسؤولة عن المشروع في جمعية حقوق الإنسان في الناصرة سمر عزايز: "بدأنا العمل مع المجموعة منذ بداية العام بالتعاون مع مدرسة تيرسنطا بعك. أجرينا عشرين لقاء هدفها رفع الوعي تجاه الهوية الفلسطينية، بالإضافة إلى مسح لاحتياجات السكان العرب. من المعروف أنّ البلدية لا تقدم أيّ ميزانية لمشاريع عربية. وخلال اللقاءات نظمنا ورش عمل تناولت التدريب على إنشاء مشاريع ثقافية، وعلى قضايا الهوية وحقوق الإنسان، والبعد التاريخي للمدن".
أما الكاتب يعقوب حجازي من مؤسسة "الأسوار" في عكا فيقول: "عكا تحتاج إلى مكتبة عامة تتوفر فيها مصادر تفيد التلاميذ والطلاب. هذه خطوة مباركة وتحتاج إلى كلّ الدعم والإسناد، وسنمدهم بعشرات الكتب المهمة ذات الجودة".
يتابع: "هناك مكتبة عامة في مدينة عكا، لكنّ فيها زاوية حقيرة للكتب العربية. عكا مدينة مستهدفة تعاني بشكل مضاعف من الإجحاف والتمييز من الحكومة ومؤسساتها. من جهتنا، نحاول أن نعوض شعبنا وأهلنا ما أمكننا. نقدم احترامنا إلى كلّ وطني يضيء شمعة في الظلام بالرغم من الصعوبات".
زاوية لغسان كنفاني
يقول حجازي إنّ المكتبة العامة تحاول أن تعوض جزءاً من العناوين الغائبة عن أهالي المدينة وتلاميذها وطلابها. يشير إلى أنّ المكتبة ستضم قريباً زاوية خاصة بالكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، خصوصاً أنّه من مدينة عكا كحال أحمد الشقيري وسميرة عزام.