ويأتي ذلك في وقت تستعدّ الحكومة البريطانية أيضاً لتطبيق حال الطوارئ في البلاد، بحيث تُمنح الشرطة سلطات واسعة، تسمح لها باحتجاز المشتبه بإصابتهم بالفيروس، وإجبارهم على الخضوع للفحوص الطبية. وأكد وزير الصحة مات هانكوك، أن القانون لن يُستخدم "إلا في الحالات الضرورية" للمساعدة في السيطرة على انتشار الفيروس.
وأشارت الحكومة البريطانية إلى أن معايير الطوارئ متوافق عليها بين الأحزاب البريطانية، وأن تمريرها في البرلمان، كما هو متوقع قبل توجهه لعطلة الربيع الأسبوع المقبل، سيكون من دون عراقيل. وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية "إن التعاون العام ودعم الجمهور ضروريان، ونحن شاكرون للمرونة التي يبديها الناس، لكننا نحتاج لضمان أن تمتلك الشرطة وسلطات الهجرة السلطات اللازمة لتطبيق هذه المعايير عند الحاجة".
Twitter Post
|
المستشفيات
بدورها، أعلنت الخدمات الصحية البريطانية أنها ستوقف جميع الإجراءات الطبية الروتينية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بهدف تخفيف الضغوط عليها، وتوفير الأسرّة الكافية في المشافي للتعامل مع مرضى كورونا. ويوجد في مستشفيات بريطانيا نحو 100 ألف سرير، ممتلئة بنسبة 90 في المائة.
وتنصّ الخطة على الحاجة لتخصيص 30 ألف سرير لمرضى كورونا.
وقال مدير الخدمات الصحية الوطنية في إنكلترا سيمون ستيفنز: "لا تستطيع أي خدمات صحية في العالم التأقلم إذا خرج الفيروس عن السيطرة".
وكانت السلطات الصحية البريطانية قد أعلنت وفاة 71 شخصاً بكورونا، إضافة إلى تأكيد إصابة نحو ألفي شخص.
وتتجه الخدمات الصحية أيضاً إلى حشد كلّ القدرات الطبية المتوفرة للتعامل مع الضغط المنتظر. ويشمل ذلك طلاب الطب والتمريض، إضافة إلى الأطباء والممرضين المتقاعدين. كما لن تحصل طواقم الخدمات الصحية الوطنية ممن يبدون علامات المرض على إجازات، بل سيتم توفير إقامة لهم بمعزل عن عائلاتهم، كي يتمكنوا من متابعة مهامهم.
السفر
إلى ذلك، تتجه حركة الطيران من بريطانيا وإليها للتوقف في الأيام المقبلة، بعد دعوة الحكومة إلى عدم السفر غير الضروري. ودعا وزير الخارجية دومينيك راب، المواطنين البريطانيين في جميع أنحاء العالم، إلى تجنب السفر لمدة 30 يوماً على الأقل. وتأتي هذه النصيحة الحكومية مع توجه العديد من الدول إلى إغلاق حدودها لوقف انتشار الفيروس.
وبدورها قالت "إيرلاينز يو كاي"، التي تمثل شركات الطيران البريطانية، أن حركة الطيران قد توقفت عملياً في بريطانيا "حتى إشعار آخر". ولا تزال بعض الرحلات مستمرة حتى الآن، بينما يُنتظر أن تتوقف كلياً في الأيام المقبلة. وكانت شركات مثل "الخطوط الجوية البريطانية" و"إيزي جت" وغيرهما، قد خفضت رحلاتها بنسبة 90 في المائة، وهو ما سيكون له تأثير كبير أيضاً على عوائد هذه الشركات المالية وقدرتها على تجاوز الأزمة من دون إشهار إفلاسها.
Twitter Post
|
المدارس
أمّا المدارس، فتجاهد بدورها لإبقاء أبوابها مفتوحة، التزاماً بالسياسة الحكومية الحالية. وعلى الرغم من الدعوات المتكررة لأن تلحق بريطانيا بركب الدول الأوروبية الأخرى، وتغلق مؤسساتها التعليمية، لا تزال الحكومة رافضة لهذه الخطوة، لكنّ عدة مدارس بريطانية قد أغلقت أبوابها بالفعل، نتيجة لنقص الطواقم التدريسية وغياب الطلاب.
وتنقل اتحادات المدرسين النقابية غياب 20 في المائة من المدرسين في بعض المناطق البريطانية، مما يجعل من إبقاء المدارس مفتوحة "أمراً غير قابل للتطبيق"، في وقت أشار عدد من المدارس إلى تراجع أعداد الحضور من طلابها إلى النصف. وعلى الرغم من ذلك، لا توجد خطط حكومية حالية لتأجيل امتحانات "آي ليفيل" أو "جي سي أس إي" الخاصة بالمرحلتين الاعدادية والثانوية، والتي تُقام سنوياً في شهر مايو/أيار.
التسوق
كما انعكست إجراءات العزل الاجتماعي على الأسواق البريطانية، وخصوصاً الرئيسة منها، مثل شارع أكسفورد في العاصمة لندن، إضافة إلى تراجع في عدد مرتادي المطاعم والحانات.
وأعلنت متاجر "Selfridges" الشهيرة إغلاق متاجرها في لندن وبرمنغهام ومانشستر اعتباراً من مساء اليوم الأربعاء، بينما ستبقي على خدمات التسوق الإلكتروني. أما سلسلة مقاهي "Pret A Manger"، والتي تمتلك أكثر من 500 فرع في بريطانيا، فأعلنت أنها ستوفر فقط خدمة "السفاري"، ولن توفر أماكن لجلوس الزبائن في مقاهيها للمساهمة في إجراءات العزل.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
كما يُنتظر أن يكون لتوقف حركة التسوق وارتياد المطاعم أثر سلبي جداً على هذه القطاعات التي قد لا ينجو العديد منها من آثار الأزمة الحالية، وذلك على الرغم من تخصيص الحكومة البريطانية مبلغ 330 مليار جنيه إسترليني إضافي في شكل خفض للضرائب وإعانات ومساعدات أخرى، للشركات التي تواجه خطر الانهيار بسبب انتشار فيروس كورونا.
Twitter Post
|