وأوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن " هذه المساعدات جاءت في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعاً إنسانية قاسية للغاية بلا غذاء أو حتى مياه صالحة للشرب، فضلاً عن شحّ كبير في الدواء وقلة المخيمات اللازمة لإيوائهم."
ونقلت تقارير عن منظمات عراقية محلية إغاثية في أربيل، في إقليم كردستان العراق، أن مؤسسة الشيخ ثاني عبد الله للخدمات الإنسانية (راف) عزمت على تنفيذ العديد من مشاريع إغاثة النازحين العراقيين خلال الأيام المقبلة بكلفة 3.6 ملايين ريال.
وذكرت المؤسسة أن" هذه المشاريع، التي من المنتظر تقديمها للنازحين العراقيين، تهدف إلى توفير الاحتياجات الإنسانية الضرورية لهم، من غذاء ومستلزمات إغاثة أخرى ".
وأوضحت المؤسسة أن "وفداً قطرياً خاصاً تفقد أمس عدداً من مخيمات النازحين في محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان شمال العراق، وقدّم المساعدة لعشرات الآلاف من النازحين من مدن الرمادي والفلوجة والموصل".
كما تفقد الوفد أحوال نحو 300 يتيم ضمن الجولة، التي استهدفت الكشف عن أحوال النازحين في إقليم كردستان، الذي توجه إليه معظم النازحين العراقيين لاستقراره الأمني مقارنة بباقي المدن العراقية.
وذكرت وسائل إعلام عراقية أن هذه المؤسسة القطرية تقوم بتقديم خدماتها للنازحين العراقيين المتواجدين في إقليم كردستان، عبر التعاون مع عدد من الشركاء مثل منظمة "مبادرون" ومنظمة " أعن المحتاج" ومنظمة "بارزان" الخيرية مع منظمات إغاثة إسلامية أخرى.
وبحسب مواقع محلية عراقية، نقلت عن المدير العام للمؤسسة ورئيس مجلس الأمناء، عايض القحطاني، في تصريح صحافي أن" مؤسسة (راف) حريصة على الوقوف إلى جانب الشعب العراقي الذي يمر بمرحلة مفصلية صعبة عانى فيها الأمرين "، مبيناً أن" المؤسسة بصدد عمليات تقييم للأوضاع الإنسانية في مخيمات النزوح، وسنشرع في تنفيذ وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية للنازحين، ونحن مستعدون للتعاون مع كل الجهات المحلية والدولية والإقليمية بهدف تقديم المأوى والغذاء للنازحين العراقيين".
يأتي ذلك في وقت يحتاج فيه النازحون في العراق إلى المساعدات الإنسانية من غذاء ومياه شرب ودواء ومخيمات لإيوائهم، في وقت يتهم فيه ناشطون الحكومة العراقية بإهمالهم، فيما تتذرع الحكومة بعدم قدرتها على توفير ما يحتاجونه بسبب الأزمة الاقتصادية.
وكشف القحطاني، في تصريح صحافي، عن أن" المؤسسة أنشأت عيادات طبية متنقلة لأكثر من 10 آلاف عراقي نزحوا إلى إقليم كردستان.
وتبرز احتياجات النازحين من مدن وبلدات الأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين وغيرها إلى الغذاء ومياه الشرب وحليب الأطفال ومخيمات الإيواء والأدوية، وخاصة للمصابين بالأمراض المزمنة والذين توفي العشرات منهم بسبب شح الدواء.
وتتصاعد المطالبات الشعبية في العراق من قبل ناشطين وحقوقيين للأم المتحدة والمنظمات العربية والدولية بالإسراع بإغاثة النازحين العراقيين، قبل وقوع ما وصفوها "بالكارثة " الإنسانية بعد وفاة العشرات منهم بسبب الجوع والعطش في عدد من المناطق.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت نهاية عام 2015، عدم قدرتها على الاستمرار في برامج الإغاثة الإنسانية، لعدم توفر الأموال اللازمة لذلك، في وقت ينتظر فيه العراق موقف الدول المانحة التي تستعد الكويت لاستضافة مؤتمر خاص بها في الفترة المقبلة لبحث دعم العراق بهذا الخصوص.
وتأتي المساعدات القطرية في وقت حرج للغاية بالنسبة إلى النازحين، وهم يفترشون المناطق الصحراوية فضلاً عن موجات النزوح الكبيرة المتوقع أن تحدث خلال معركة الموصل المرتقبة التي تجري لها الاستعدادات الحكومية المشتركة مع قيادة التحالف الدولي.
ويعتمد النازحون بشكل رئيسي على الناشطين والمنظمات الإنسانية المدنية، غير المدعومة حكومياً، في تلقي المساعدات الإنسانية والأغذية ومياه الشرب وسط اتهامات لاذعة للحكومة العراقية بالتقصير في هذا الجانب.
وقدمت قطر مساعدات إنسانية للنازحين العراقيين منتصف 2015 في إقليم كردستان، شمال البلاد، والذي توجه إليه أغلب النازحين من المناطق الساخنة، تبعتها مساعدات أخرى بقيمة 10 ملايين دولار لإغاثة النازحين العراقيين، قدمتها قطر للعراق في أبريل/نيسان 2016.