أطلقت مؤسسة "أبعاد" (غير حكومية) دليل السياسات والمبادئ التوجيهية لتأسيس وإدارة دور الحماية الآمنة للنساء والفتيات الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، في احتفال أقامته في فندق الريفييرا بيروت.
وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت مديرة منظمة أبعاد، غيدا عناني، أنّ الدليل "هو محاولة باتجاه تعزيز العمل لحماية النساء وتوفير الدعم الكافي لهن". وروت عناني أن "الفكرة بدأت بصدمة في عام 2012 عندما طلب من المنظمة تأسيس مراكز إيواء للاستجابة للحاجات الإنسانية، لكننا لم نجد أي دليل أو مستندات مرجعية في العالم العربي يمكن الاعتماد عليها لنبدأ عملنا، سألنا من سبقونا في العمل على إنشاء دور حماية في العالم العربي، فوجدنا أن الجهود مبعثرة".
وتابعت "نظمنا في عام 2017 لقاءً إقليمياً جمع خبراء من مراكز إيواء من بلدان مختلفة دام أربعة أيام، تم خلالها تبادل التجارب وصياغة مسودة هيكلية للدليل، ثم قام خبراء بمراجعته".
وأوضحت: "الدليل هو إطار عام وخارطة طريق مبسطة تسمح لنا بالعمل في إطار الحماية، مع مراعاة الإمكانات المتوفرة، وستليه ورش عمل تبدأ في نوفمبر/ كانون الثاني من العام المقبل".
من جهته اعتبر وزير الدولة لشؤون المرأة، جان أوغاسابيان، موضوع إيواء النساء المعنفات أساسياً ومهماً للبعد الإنساني الذي يكتسيه. وقال أوغاسبيان إن "البرنامج ضروري وهو حاجة ملحة في ظل غياب المؤسسات الرسمية والدستورية عن أداء مهامها في هذا المجال".
من جهتها، عرضت مديرة الدار في "أبعاد"، جيهان إسعيد، ملخص ما يحتويه الدليل. وقالت إنهم اعتمدوا مقاربة حقوقية ترتكز على مركزية الإنسان وكرامته، وعلى مبدأ التمكين لا الحاجة، أي بناء قدرات الفتيات والنساء، واعتبارهن عنصرا فعالا ومشاركا في الدار وفي اقتراح خطة العمل ومساءلة الدار.
كما تحدثت عن المعايير الهندسية للدور الآمنة وموقعها ومعايير الأمن والسلامة. ولفتت إلى مسؤولية الدور في لبنان في التفكير بمعايير الحماية، لأن الواقع فيه مختلف عن بعض الدول العربية.
وقالت إسعيد لـ "العربي الجديد" إنهم كمؤسسة لديهم ثلاث دور حماية للنساء والفتيات، ويمكن لكل دار استقبال حوالي 20 سيدة وفتاة وطفل. وأضافت: "نستقبل الحالات الطارئة والسيدات اللواتي يتعرضن للعنف وحياتهن مهددة، واللواتي لا يملكن حلولا أخرى أو دعما من عائلاتهن. الإقامة في الدار مؤقتة، وتختلف فترة الإقامة بحسب كل حالة".
وتابعت في "أبعاد" نستقبل سنوياً حوالي 400 امرأة وطفل". وعن الفئات التي يتوجه إليها الدليل، بينت أنه موجه للجمعيات التي تملك دور حماية وكذلك تلك التي تريد إنشاء دور جديدة".
وأوضحت "حالياً نعمل على إنشاء دار جديد بشراكة فعلية مع مختلف الوزارات المعنية (شؤون اجتماعية، داخلية، عدل، صحة)، على أمل أن يتوسع هذا المشروع. أما الخطوة المقبلة في هذا الإطار فستكون في العام المقبل، عبر إنشاء شبكة تجمع الدول والمؤسسات والجمعيات التي تعمل في مجال دور الحماية في غرب آسيا وشمال أفريقيا، لتجتمع على خطوط عريضة".
وفي سياق متصل، روت إحدى الناجيات من العنف الأسري المقيمات في الدار تجربتها، لـ "العربي الجديد"، وقالت إنها تعرضت على مدى ست سنوات للضرب والتعنيف من قبل زوجها.
وأضافت: "وصلت لمرحلة الانهيار فقررت الهرب مع طفليّ من المنزل. دلني أحد المعارف على المؤسسة، وأخبرني أنهم سيوفرون لي الأمان ولطفليّ، لدى وصولي لم يسألني أحد من الدار عن أي شيء، وتركت يومين لكي أرتاح، قدمت لي الدار مختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي، كما تمكن القيمون عليها من مساعدتي في الحصول على أوراقي الثبوتية التي كان زوجي قد احتجزها. وأنا الآن أتعلم مهنة التطريز وأسير بحياتي الخاصة باتجاه تحقيق الاستقلال المادي".
يذكر أن أبعاد هي مؤسسة مدنية، غير طائفية وغير ربحية، تهدف إلى إحقاق مساواة النوع الاجتماعي لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تسعى إلى التعاون ودعم منظمات المجتمع المدني المعنية ببرامج المساواة بين الجنسين.