وذكرت المنظمة في بيان لها قبل يومين أن "أسبوعا حزينا آخر يمر على الأطفال والعائلات في الركبان، حيث توفي طفلان دون سن الستة أشهر بسبب المرض في منطقة الركبان الواقعة بالقرب من الحدود الشمالية الشرقية للأردن مع سورية".
برد وجوع ومرض
"برد وجوع ومرض وصحراء تحيط بنا من كل مكان، وشريط حدودي مغلق" هكذا لخصت النازحة السورية خديجة، أم ياسر، أوضاع النازحين في المخيم الذي يضم نحو 55 ألف شخص.
وقالت أم ياسر لـ"العربي الجديد": "ليس لدينا ما يقينا برد الشتاء والأمطار، ومن النادر رؤية طفل في المخيم لديه حذاء يجنبه البرد، نلبس نحن وأطفالنا الأحذية البلاستيكية فقط، وليس لنا قدرة على شراء غيرها، والملابس قديمة كلها ونبادلها بين طفل وآخر". وأضافت "نحن بحاجة لأغطية وألبسة وأغذية، كما نريد مصدراً دائماً للتدفئة طوال الشتاء".
وتابعت خديجة: "منذ أربعة أعوام نحن هنا في المخيم، والخيمة التي نقيم فيها لا تحمينا لا من برد الشتاء ولا من حر الصيف، الوضع مأساوي بكل المقاييس".
وتقيم كثير من العوائل النازحة في بيوت طينية، تكلفتها عالية نسبيا، ويبنيها متخصصون من النازحين المقيمين في المخيم، ولكن عيوب هذه البيوت كثيرة.
وعن تلك العيوب والمساوئ قال أحمد محيسن لـ "العربي الجديد"، "في حالة الأمطار تتسرب المياه لهذه البيوت وبعضها ينهار، لأن التربة التي بنيت منها رملية لا تقاوم الماء ولا تصمد عند غزارتها، وبالتالي تتسبب ببلل كل ما لدى النازحين في المخيم من أغطية وملابس وممتلكات، ولا يوجد أماكن لنقل هذه الممتلكات إليها، وفي حال احتجاب الشمس وعدم سطوعها بقوة، تحتفظ هذه المنازل بالرطوبة لوقت طويل، ويؤثر ذلك على صحة الأهالي وأطفالهم".
وتابع محيسن "المنازل المنخفضة أكثر تضررا لأنها تقع في أماكن جريان المياه وأماكن تجمعها. وحتى حفر المجاري للمياه بقربها لا ينفع مطلقا، ولا يوجد جرافات في المخيم لإنشاء سواتر عالية أو سواقٍ لإبعاد المياه عن المخيم".
أما سليم العمر، فناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإيجاد حل للنازحين في المخيم، لأن مشاكلهم كثيرة وتفوق قدرتهم على احتمالها. وقال: "لا خدمات ولا بنى تحتية موجودة، و برد الصحراء لا يحتمل، والنازحون في المخيم يعيشون قلقاً دائماً على الأطفال".
وأوضح العمر لـ"العربي الجديد": "منذ سنوات ونحن نعاني هنا والمخيم أصبح سجناً كبيراً يطوقه النظام السوري، والأردن بحدوده المغلقة، يمكن لهم بسهولة أن يسمحوا للمنظمات بالدخول عبر الحدود برفقة الجيش الحر، فلا يوجد هنا جماعات تابعة لتنظيم داعش أو شيء من هذا القبيل، وكل الكلام عن وجودها عار عن الصحة وتبرير للحصار لا أكثر".