وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ طفلاً قتل جراء إطلاق قوات النظام السوري النار عليه، الليلة الماضية، بالقرب من بلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي، مشيرة إلى أن إطلاق النار تم عبر قناصة من الفوج 46 الذي تتمركز فيه قوات النظام السوري.
وتلك المنطقة تقع ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين النظام والمعارضة والذي تم برعاية تركية روسية، وتشهد عودة للنازحين والمهجرين في ظل الهدوء النسبي.
ويسري وقف إطلاق النار في المنطقة، منذ السادس من مارس/ آذار الماضي، وذلك عقب التوصل إلى اتفاق تم في قمة روسية تركية عقدت في موسكو، وجاءت بعد ارتفاع التصعيد العسكري من النظام على شمال غرب البلاد، والذي أدى إلى مقتل وجرح وتشريد مئات الآلاف من المدنيين.
إلى ذلك، قال فريق "منسقو استجابة سورية" إنه أحصى عودة 271.356 نازحا ومهجرا في ريفي حلب وإدلب منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن العائدين يواجهون صعوبات جمة حيث معظم المنازل والبنى التحتية مدمرة.
وأوضح الفريق أن هناك عجزا في كافة القطاعات: "الغذائي، الصحي، التعليمي، البنى التحتية"، مشيراً إلى ضرورة تمديد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي قرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، محذراً من أن إيقافها سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
Facebook Post |
وعلى الرغم من الدمار الواسع خاصة في المدن الكبرى التي ما زالت خارج سيطرة النظام مثل أريحا في ريف إدلب، والأتارب في ريف حلب، إلا أن الكثير من المهجرين يفضلون العودة وإصلاح ما يمكن إصلاحه من المنزل المدمر على البقاء مشردين في خيام النزوح.
أبو وائل واحد منهم، يعيش في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي بمنزله الذي دمر جزء منه، أزال الأنقاض وينظر في إيجاد طريقة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، ويقول لـ"العربي الجديد": "غرفة في منزلي أفضل من الخيمة، أرتاح عندما أكون في بيتي ولو كان مدمراً، الحياة صعبة ولا يوجد شي، لا ماء ولا كهرباء".
وفي أريحا عادت نسبة مهمة من السكان والنازحين إليها، وتعد من أكثر المدن التي شهدت عودة في الأسابيع الأخيرة، كما عاد جزء من سوق المدينة للعمل، إلا أن الغلاء والفقر يترصد الناس أينما حلوا في المنطقة.
ويقول محمود، إنّ "الحياة عادت إلى المدينة بعض الشيء، هناك حركية في السوق وبعض من أجواء شهر رمضان، لكن حركة الشراء والبيع قليلة بسبب الواقع الاقتصادي المتردي، ومعظم الناس بلا عمل وتعتمد اليوم على مساعدات المنظمات أو على معيل لها يرسل المال من الخارج".
ودخلت، يوم أمس الإثنين، قافلة مساعدات إنسانية من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وتتألف من نحو 90 شاحنة مقدمة من الأمم المتحدة وسبع شاحنات أخرى مقدمة من جمعيات إغاثية تركية.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن تلك المساعدات احتوت على مادة الطحين ومياه الشرب وألبسة للأطفال، ومن المتوقع توزيعها اليوم في العديد من القرى بريف إدلب.
ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد الذين يعيشون اليوم في شمال غرب سورية، إلا أن تقارير تقدر عددهم بأكثر من 4 ملايين نسمة جلهم نازحون ومهجرون من مناطق أخرى، فروا هرباً من قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية.