لقي 73 شخصا على الأقل مصرعهم، بينهم العديد من الحجاج، في حريق اندلع صباح الخميس، في قطار ركاب في باكستان، بعد انفجار عرضي لقارورة غاز، والقطار المحترق متوقف حاليا في منطقة رحيم يار خان الريفية في إقليم البنجاب بوسط باكستان.
واندلعت النيران مجددا ظهرا، فيما كان رجال الإنقاذ والإسعاف يعملون في العربات المتفحمة بحثا عن ضحايا، وقتل عدد من الضحايا أو أصيبوا عند قفزهم من القطار المشتعل فيما كان لا يزال يسير كما أعلن محمد نديم ضياء مدير مستشفى لياقة بور، أقرب مدينة لمكان وقوع الحادث.
وكان القطار يشق طريقه في إقليم البنجاب شرقي البلاد، وعمد بعض ركاب القطار السريع إلى الموقد لإعداد وجبة الإفطار، ما أدى لاندلاع حريق ضخم التهم ثلاث عربات بأكملها اثنتان من الدرجة الاقتصادية وأخرى من درجة الأعمال، كما قال علي نواز المسؤول الكبير في شبكة السكك الحديد الباكستانية لوكالة فرانس برس.
وأوضح أن نقل مواد قابلة للاشتعال محظور على متن القطارات.وغالبية الضحايا من الحجاج من جنوب البلاد كانوا متوجهين إلى تجمع ديني سنوي كبير في رايويند قرب لاهور (شرق) بحسب قوله. وكل عربة يمكنها نقل حوالي 88 شخصا كما أوضح.
Twitter Post
|
والاحتفال الديني الذي كانوا متوجهين إليه يعتبر بين أهم المناسبات في باكستان ويبدأ الخميس. وينتظر هذه السنة مشاركة حوالي 500 ألف شخص في هذه المناسبة التي تستمر لثلاثة أيام من الصلوات والمؤتمرات كما قال أحد المنظمين لوكالة فرانس برس.
وروى ناجون لحظات الرعب التي عاشوها بينما كانوا يقفزون من نوافذ القطار، حيث تصاعدت ألسنة اللهب من العربات: "سمعنا صراخا وبكاء وعويلا من أشخاص يطلبون المساعدة"، وفقا لما قاله تشودري شوجات، الذي كان على متن القطار برفقة زوجته وطفليه. وأضاف "ظننت أننا سنموت. شب حريق في العربة التي بجوارنا. لذا شعرنا باليأس والعجز".
وذكر نائب مفوض بلدة رحيم يار خان، جميل أحمد، أن الحريق اندلع نتيجة لانفجار موقد غاز أثناء قيام ركاب بإعداد الإفطار على متن القطار. وأضاف أن حصيلة القتلى ارتفعت بشكل مطرد منذ الصباح الباكر."كثير من الركاب المصابين قفزوا من القطار - معظمهم ماتوا - بعد نشوب الحريق"، وفقا لأحمد. وقال إن القطار أبطأ سرعته رويدا رويدا إلى أن توقف.
من جانبه، ذكر وزير السكك الحديد الباكستاني، شيخ راشد أحمد، أن ركابا فقراء غالبا ما يجلبون معهم مواقد غاز صغيرة على متن القطار من أجل الطهي، رغم مخالفة ذلك للقواعد. وأضاف أن أفراد جماعة وعظ الإسلامية، تعرف باسم "تبليغي"، كانوا يعدون وجبة الإفطار، ما شكل انتهاكا لقواعد السكك الحديد التي تمنع الركاب من استخدام مواقد الغاز في القطارات.
Twitter Post
|
وقال المسؤول في السكك الحديد، شبير أحمد، إن جثث الركاب كانت منتشرة بمنطقة يبلغ طولها كيلومترين. وقد "هرع سكان القرى المجاورة إلى القطار حاملين دلاء من الماء، ومعاول للمساعدة في إطفاء الحريق. لكن كان الأمر مستحيلا"، وفقا لأحمد.
وخلال ساعات الصباح، تفحص رجال إنقاذ الأنقاض المتفحمة بحثا عن ناجين ومساعدة الجرحى. وأظهرت لقطات تلفزيونية، بثتها وسائل إعلام باكستانية محلية من مكان الحادث، حريقا هائلا بينما يعمل رجال الإطفاء جاهدين للسيطرة عليه. وقالت السلطات إنها لا تزال تحاول التعرف على الضحايا، وليس لديها قوائم للقتلى والمصابين حتى الآن. وأضافت أن قطارا آخر سينقل الناجين إلى مدينة روالبندي.
Twitter Post
|
وقالت وزيرة الصحة المحلية ياسمين رشيد، للصحافيين إن الطاقم الطبي يقدم أفضل علاج ممكن للجرحى في مستشفى في لياقب بور. وأشارت إلى أن المصابين بجروح خطيرة سينقلون إلى مدينة مولتان، أكبر مدينة قريبة من موقع الحادث.
Twitter Post
|
وقال نائب وزير المقاطعات، جميل أحمد، إن القطار كان في طريقه من مدينة كراتشي، عاصمة إقليم السند الجنوبي، إلى روالبندي عندما اندلع الحريق. وأوضح الجيش الباكستاني إن قوات الجيش ستشارك أيضا في عملية الإنقاذ.
Twitter Post
|
وأصدر الرئيس عارف علوي ورئيس الوزراء عمران خان بيانين أعربا فيهما عن حزنهما من المأساة. غالباً ما تكون حوادث القطارات في باكستان نتيجة لضعف البنية التحتية للسكك الحديد والإهمال الرسمي. وأشارت تقارير وسائل الإعلام اليوم الخميس إلى أن مسؤولي السكك الحديد لم ينتبهوا عندما استقل الركاب القطار وهم يحملون مواقد غاز فردية.
ونقل خان عبر (تويتر) تعازيه لأسر الضحايا، وقال إنه يدعو من أجل الشفاء العاجل للمصابين. كما أمر رئيس الوزراء بإجراء تحقيق عاجل في الحادث.
وكتبت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية شيرين مزاري على تويتر، أن هذه الكارثة "كان يمكن تجنبها" معربة عن أسفها لأنه لا يجري تفتيش أمتعة الركاب إلا بشكل نادر. وقالت "صلواتنا وتعازينا لعائلات الضحايا.
وغالباً ما تقع حوادث القطارات في باكستان نتيجة لضعف البنية التحتية للسكك الحديدية والإهمال الرسمي، وأشارت تقارير وسائل الإعلام اليوم الخميس إلى أن مسؤولي السكك الحديد لم ينتبهوا عندما استقل الركاب القطار وهم يحملون مواقد غاز خاصة بهم.
في يوليو/ تموز، من هذا العام اصطدم قطار ركاب بقطار شحن في محطة سكة حديد والار في منطقة رحيم يار خان، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل وإصابة 74 آخرين. وقبل ذلك بشهر، اصطدم قطار ركاب كان في طريقه إلى مدينة لاهور من مدينة كراتشي الساحلية بقطار شحن في مدينة حيدر أباد الجنوبية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.