مستنقعات المياه الراكدة حولت منطقة "سوكوجيم بي أس" إلى مدينة أشباح بعد أن كانت قلب العاصمة النابض وأحد أهم أحيائها.
نكبة الحي جاءت بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر المالحة، والتي هدمت بنايات المنازل وخلفت مستنقعات وبحيرات صغيرة جعلت العيش في الحي شبه مستحيل، ليشهد هجرة كثيفة إلى أحياء العاصمة هرباً من المستنقعات والبعوض المنتشر خاصة في موسم الخريف والأمطار، حيث تختلط مياه البحر بالأمطار ما يحول المنطقة إلى بحيرة عائمة.
بعض سكان الحي ما زالوا مصرّين على البقاء فيه، ويناشدون السلطات الموريتانية إنقاذهم قبل حلول موسم الأمطار في شهر أغسطس/ آب القادم.
"حي سوكوجيم" ليس الوحيد الذي يعاني بسبب عدم توفر العاصمة الموريتانية على نظام صرف صحي، ولكنه الأكثر تضرراً، فيما تشهد أحياء أخرى في مقاطعتي الميناء والسبخة أوضاعاً مشابهة تتفاقم خلال موسم الأمطار.
السلطات الموريتانية نفذت خلال العامين الماضيين مشروعاً لشفط المياه عن الحي وإقامة نظام صرف المياه، غير أن السكان يقولون، إن المشروع تعثر ولم ينقذهم، بل فاقم الوضع بسبب الخدود والسدود التي خلفها المشروع واحتلتها المستنقعات وأسراب البعوض.
محمد سيد عمر، أحد سكان الحي القدماء، يقول لـ "العربي الجديد" إنه رفض مغادرة الحي على الرغم من عرض قدمه له أحد أقاربه. ويؤكد أن سبب هذا الوضع هو قنوات مشروع آفطوط الساحلي التي تم حفرها بدون دراسة كافية لخطرها على بعض أحياء العاصمة".
ويضيف "المياه تحيط بمنازلنا والخدود التي حفرتها شركة المياه أصبحت أكثر خطراً علينا، كما أن البعوض يجعل الحياة هنا مستحيلة"، ويطالب المتحدث الحكومة بفتح الطرق والشوارع المحيطة بالمنازل، وإغلاق مشروع شركة المياه غير المفيد، وشفط المياه وردمها ووضع أرضية مدعمة.
ويؤكد سيد عمر، أنهم اشتكوا إلى السلطات الموريتانية التي وعدتهم بنقل مهمة شفط المستنقعات إلى إدارة الصرف الصحي بدل شركة المياه".
من جانبها، تقول أمانة بنت يعقوب لـ "العربي الجديد"، وهي من سكان حي سوكوجيم بي أس، "منذ أربع سنوات ونحن نعاني من هذه المياه الراكدة، ونريد من الحكومة إنقاذنا منها ومساعدتنا، خاصة أننا قريبون من وسط العاصمة، كما نطالب بتوفير طاقة للإضاءة، حيث يكثر اللصوص في الليل بسبب ضعف الكهرباء هنا".
أما جارية صو، من سكان الحي، فتوضح أن منزلها محاصر بالمياه وأنها تتنقل مع أطفالها بوضع أكياس من التراب حتى تخرج، لتصطدم بانتشار البعوض، مشيرة إلى أن "كل ما نريده هو إنقاذ منازلنا، نحن لن نرحل عنها، فقد بذلنا في بنائها أموالاً كثيرة".
وكانت وزارة البيئة والتنمية المستدامة، قد دأبت، خلال السنوات الماضية، على تنفيذ مشاريع لشفط المياه والمستنقعات عن بعض أحياء العاصمة، التي تتضرر خلال موسم الخريف بسبب عدم وجود صرف صحي في العاصمة، ومنها منطقة سوكوجيم التي تعتبر الأكثر تضرراً مثل بقية مقاطعات العاصمة القريبة من المحيط الأطلسي.
كما أطلقت الحكومة، في شهر سبتمبر/ أيلول 2015، مشروعاً لتوفير الصرف الصحي للعاصمة نواكشوط بتمويل بلغ 10 مليارات أوقية تنفذه شركة صينية.