وقّع ممثلو 25 دولة من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والأميركتين معاهدة تأسيسية لمنظمة التحالف العالمي للأراضي الجافة، في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأحد، تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي على المستوى العالمي، خصوصاً في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في كلمة مسجلة ألقيت في المؤتمر دعمه لتأسيس هذا التحالف العالمي الذي يتخذ من الدوحة مقراً له.
وسبق لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن أطلق مبادرة خلال كلمة ألقاها في الدورة الـ 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 24 سبتمبر/أيلول 2013، لتأسيس منظمة دولية لمواجهة النتائج المترتبة على انعدام الأمن الغذائي، والآثار البيئية والاقتصادية السلبية على التغير المناخي.
وقال رئيس الوزراء القطري، الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني: "إن قطر تكفلت بالأعمال التشغيلية للمنظمة مدة عامين، وأنها رحبت بهذه المنظمة التي سيكون مقرها في الدوحة".
ولفت في كلمة له في افتتاح المؤتمر، إلى أن "من أصل سبعة عشر هدفاً للتنمية المستدامة تبنتها الأمم المتحدة عام 2015، هناك عشرة أهداف على الأقل ذات صلة بالأمن الغذائي، يتطلع العالم إلى تحقيقها بحلول العام 2030"، وأشار إلى أنه "بالرغم من الوعي الدولي المتزايد والذي تجسد بأمور أخرى تتعلق بأهداف الألفية للتنمية المستدامة، لا يزال هناك مئات الملايين من الناس يعانون ويعيشون أوضاعاً مأساوية بسبب انعدام الأمن الغذائي والعجز في مواجهة الكوارث الطبيعية".
— البلدية والبيئة (@albaladiya) ١٥ أكتوبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتهدف المنظمة الجديدة، التي تكمّل ببرنامجها وأهدافها ما تقوم به المنظمات المعنية بتحقيق التنمية والأمن الغذائي، إلى معالجة جذور أزمة الأمن الغذائي العالمي، واستحداث آليات مبتكرة لتحقيق الأمن الغذائي، بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم العالميين، خصوصاً في الدول التي تعاني شحاً في الموارد المائية وتداعيات الجفاف والتصحر.
وبحلول عام 2030 تشهد 50 في المائة من مناطق العيش على الكرة الأرضية ندرة كبيرة في المياه، ويتراجع إنتاج المواد الغذائية في العالم بنسبة 12في المائة، كما تشهد أسعار الغذاء ارتفاعا بنحو 30 في المائة.
وتمثل الأراضي الجافة قضية ملحة ليس فقط بسبب اتساع رقعتها وعدد سكانها، إنما بسبب تفاعلها مع الأنظمة المناخية والجيوسياسية العالمية. وأعربت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2010، في قمة مراجعة أهداف الألفية الإنمائية، عن قلقها من عدم إحراز أي تقدم في تقليص رقعة الجوع والفقر في المناطق ذات الأراضي الجافة، والتي يعيش فيها نصف الجياع والفقراء في العالم.
وأشارت تقارير الأمم المتحدة بشأن تقييم النظام البيئي إلى أن 51 دولة حول العالم تعتبر دولاً ذات أراضٍ جافة، كما أن أكثر من 100 دولة هي إما ذات أراضٍ شبه جافة، أو أراضٍ قاحلة. ويسكن الأراضي الجافة 3 مليارات نسمة، يعيش 90 بالمائة منهم في الدول النامية. وتعاني هذه الأراضي من ضغوط هائلة في ما يتعلق بمواردها الطبيعية مثل المياه والتربة والتنوع الحيوي، كما يعاني سكانها من عواقب بيئية وخيمة نتيجة التغير المناخي.
ويسعى التحالف وفق الإعلان، إلى لعب دور بارز في تحسين الأمن الغذائي للدول ذات الأراضي الجافة، ما يساهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين. كما يهدف إلى المساهمة في جعل بلدان الأراضي الجافة آمنة غذائياً، وإلى خلق الأرضية المواتية لتعاون دولي واسع مع الشركاء محلياً وإقليمياً ودولياً من أجل إيجاد الحلول، ونشرها وتنفيذها لمواجهة التحديات الخاصة بالزراعة والمياه والطاقة في بلدان الأراضي الجافة.
ويعمل التحالف العالمي للأراضي الجافة على سد الفجوة بين المجالات البحثية والاستراتيجية والسياسية، لمساندة الدول ذات الأراضي الجافة في تعزيز أمنها الغذائي، حرصاً على رفاه سكانها. كما يلتزم بتعزيز القدرات الزراعية بحثاً عن موارد موثوقة للغذاء والمياه والطاقة، وبالتالي وضع حلول للدول ذات الأراضي الجافة التي يفتقر الملايين من سكانها للأمن الغذائي.