عاش عدد من الحجاج المغاربة أوضاعاً صعبة في الأيام القليلة الأخيرة، سواء قبل سفرهم إلى الديار المقدسة، أو بعد وصولهم إلى السعودية، وهو ما اعتبره بعضهم تكراراً لمشاكل الحجاج المغاربة خلال السنوات السابقة، على الرغم من تأكيد وزارة الأوقاف حسن تدبير ورعاية حجاج المملكة.
وخيمت مشاعر الغضب على زهاء 84 حاجاً مغربياً ظلوا عالقين في مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء زهاء يومين، بعد أن حدث "خطأ" في الحجوزات مصدره من النظام المعلوماتي بمدينة جدة السعودية، ما أفضى إلى مكوث الحجاج المتضررين في المطار في انتظار "الفرج".
ولم يسافر الحجاج الثمانون إلى الديار المقدسة إلا في ساعات متأخرة من يوم أمس الإثنين، بعد أن تم إصلاح الخطأ التقني الذي منعهم من امتطاء طائرة الخطوط الجوية السعودية في اتجاه مدينة جدة، لكن بعد أن قضوا ساعات عصيبة، تمثلت في حدوث حالات إعياء وتعب، ومعاناة الحجاج المرضى خاصة في صفوف النساء وكبار السن.
وعزا الحجاج المتضررون، من ضياع وقت غير يسير في انتظار سفرهم إلى السعودية لأداء مناسك الحج، ما حدث من أخطاء وُصفت بالتقنية تتعلق بالحجوزات، إلى ما سماه بعضهم "استهتار" مسؤولين براحة الحاج، وعدم إيلائه الاهتمام المطلوب، وتداخل العديد من الفاعلين في عملية الحج.
ومن المشاكل الأخرى التي اعترضت حجاجاً مغاربة، هذا العام، تذمر عدد من هؤلاء الحجاج حيال وضعية الإقامة في أحد فنادق مدينة مكة المكرمة.
ووفق حجاج مشتكين تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن أولى المشاكل التي أغضبت وفد الحجاج القادم من الدار البيضاء، كونهم مكثوا مدة زمنية طويلة في بهو أحد الفنادق بمدينة مكة، في انتظار أن يتم إفراغها وتهيئتها، حيث ظل الحجاج ساعات طويلة في حالة انتظار، دون أن يمدهم أحد بوسائل الرعاية والراحة المطلوبة في مثل هذه الحالات".
وامتدت مشاكل هؤلاء الحجاج، وفق المصدر ذاته، بعد طول انتظار لولوج غرفهم بالفندق المذكور، إلى أنهم فوجئوا بالحالة السيئة التي يوجد عليها النزل، من جدران متآكلة، ورطوبة متفشية، قبل أن تبلغ الشكوى ذروتها بعدم تجاوب المسؤولين عن الوفد المغربي بالحج مع شكاوى الحجاج".
ولم تقف شكاوى حجاج مغاربة عند هذا الحد، إذ وصل الأمر إلى تعرض بضع عشرات من الحجاج للنصب من طرف وكالات (شركات) أسفار بالبلاد، وهو ما أدركوه لما وصلوا إلى السعودية، إذ لم يجدوا أمامهم سوى المكوث في بهو الفنادق التي زعمت وكالات أسفار حجز غرف فيها.
وأوردت وسائل إعلام مغربية أن حجاجاً مغاربة قضوا ليلة بيضاء خارج الفندق، وهو ما دفع عدداً منهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية رفعت فيها الأعلام المغربية للتنديد بتعامل السلطات السعودية مع الحجاج المغاربة، فيما يعتزم حجاج آخرون رفع دعوى قضائية ضد وكالات أسفار يتهمونها بالنصب والاحتيال.