وقالت البنا في حوار مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، اليوم الأحد، إن ابنتها الشيخة منال "أصبحت الآن في الأربعينيات، والأمير ما زال يمنعني من الاقتراب منها"، مضيفة أنها "طردت من الإمارات حين انتهى زواجها بحاكم دبي في سبعينيات القرن الماضي، ولم أقابل ابنتي منذ ذلك الحين".
وأكدت البنا (64 سنة) أنها أمضت عدة عقود في محاولات التواصل مع ابنتها التي تزوجت نائب رئيس وزراء الإمارات، الشيخ منصور آل نهيان. "لا أعرف شكلها، وغير مسموح لي أن أراها لأنني اخترت أن أنهي الزواج، فكان هذا عقابي. هذا ليس عدلاً. كل هذا حدث لأنني قررت الرحيل. تسألون لماذا أردت حريتي؟ انظروا ماذا كلفتني".
وأوضحت رندا البنا أنها التقت الشيخ محمد بن راشد عام 1972، وأنه لم يكن لديها فكرة عمن يكون. "كنت في السادسة عشرة من عمري، ومنسجمة بالرقص في حفل خطوبة إحدى صديقاتي، حينها تقدم مني رجل ليخبرني أن ابن حاكم دبي يرغب بالتحدث إلي. لم أكن قد سمعت باسم دبي، وشعرت أن اسم الأمير طويل بحيث يصعب تذكره، فكان جوابي: إذا كان يريد التحدث معي، يمكنه أن يأتي إلي".
وواصلت: "جاء الأمير فعلاً إلي، وجرى بيننا حديث مختصر، وبعد يومين كان في بيت والدي بصحبة حاشية كبيرة، وطلب يدي للزواج. وقتها كان عمري 17 سنة تقريباً".
قضى العروسان فترة من الزمن في لندن، قبل العودة إلى دبي، وروت البنا أنها كانت منزعجة من نقص وسائل الراحة، وغير منسجمة مع الثقافة البدوية: "أصرت العائلة على أن أقوم بتغيير اسمي الذي اعتبروه أوروبيا من رندا إلى هيفاء، كما أزعجتهم جرأتي في الحديث، إذ إنني تعودت على عدم كتم ما أشعر به، ولم يكن هذا مقبولا في العائلة".
وكانت الزوجة الشابة قد تجاوزت الثامنة عشرة من عمرها بالكاد حين وضعت ابنتها منال، لكن سرعان ما انهار الزواج خلال زيارة إلى بيروت عقب ولادة منال بفترة قصيرة، وهناك طلبت الطلاق.
وانتهى الزواج فعليا بقرار من الأمير بعودتها إلى بيروت من دون ابنتها البالغة خمسة أشهر فقط. "خسرت بسبب الطلاق عائلتي، وبيتي، وخسرت ابنتي. خسرت كل شيء".
وتورد الصحيفة أن رندا البنا تحولت من زوجة لأمير نافذ في أحد أكثر العائلات الحاكمة ثراء في الشرق الأوسط، تتمتع برغد العيش، والسفر بالطائرات الخاصة، والحفلات الصاخبة، إلى مطلقة مفلسة في بيروت، حتى أنها لا تستطيع رؤية رضيعتها.
في المرحلة اللاحقة من حياتها، تم اختطافها من نقطة تفتيش في بيروت، خلال فترة الحرب الأهلية، وأجبرت على الزواج من أحد قادة المليشيات، والذي أنجبت له طفلين، وكانت حياتها معه غاية في الخطورة، حتى أنه أطلق النار على ساقها لأنها "وضعت قدميها على طاولة، وروت أنه قام بقص شعرها عقابا لها على إبداء أحد الرجال إعجابه بشعرها.
بعد الحرب الأهلية اللبنانية، قامت رندا بالإبلاغ عن زوجها، فتم القبض عليه، وفي المقابل سمح لها ولطفليها منه بالسفر إلى إيطاليا، التي تعيش فيها حتى اليوم. ولا تنكر أن الشيخ محمد بن راشد ساعدها على دفع أتعاب محامي طلاقها من زوجها اللبناني، وأنها طالبته حينها بمقابلة ابنتها منال، لكنه كان يماطل دائماً.
وقالت البنا في الحوار إنها سافرت إلى دبي في عام 2000، واتصلت بالشيخ، وطلبت منه رؤية ابنتها، فأعطاها موعداً في مكان عرض جوي إماراتي يحضره آلاف من الناس، ولم تكن ابنتها بينهم، وبعدها منعت من دخول الإمارات.
في 2005، حاولت الدخول بشكل سري إلى دبي، ضمن حاشية أميرة سعودية لحضور زفاف منال، وقبل أيام من السفر، تم الاعتداء عليها من رجل مجهول باستخدام مضرب بيسبول، وأسفر الهجوم عن جرح احتاج إلى 27 قطبة، وكسر أربع من أضلاعها، وحين استيقظت كان الشيخ محمد إلى جانبها معبراً عن تعاطفه، ونافياً تورطه في الهجوم عليها، وقد اضطرت إلى استعمال الكرسي المتحرك لمدة أربع سنوات لاحقة.
وتفجرت خلال العام الحالي أزمة مماثلة طرفاها حاكم دبي وزوجته الأميرة الأردنية الأميرة هيا بنت الحسين، والتي تنظر المحكمة العليا في لندن، معركة قانونية بينهما بشأن رعاية ولديهما، بعد أن فرت الأميرة من دبي واستقرت في المملكة المتحدة.