كان أوّل أيام شهر رمضان في قطاع غزة مليئاً بالرعب والحزن والدمار، نتيجة التصعيد الإسرائيلي الأخير على القطاع ما بين الرابع والسابع من مايو/ أيار الجاري. بدأ رمضان في بعض المناطق وسط الركام والأحزان، وقد سقط 31 شهيداً نتيجة التصعيد. على الرغم من ذلك، يصر الغزيون على الحياة والاستمتاع بطقوس الشهر الكريم.
في اليوم التالي، خرج الأطفال إلى أحيائهم وأشعلوا أسلاكاً تعرف باسم "سلك الجلي"، وبدأوا يحركونها بشكل دائري ليصنعوا مشهداً ملفتاً وجميلاً أسعد المارة والأطفال. وفي الليل، يقصد الناس الأسواق التي تفتح أبوابها ويشترون ما يحتاجون إليه.
ويجد الكثير من التجار رزقهم في شهر رمضان. ويضع البعض أراجيح لجذب الأطفال في مقابل مادي بسيط. كما يزداد عدد الباعة المتجولين الذين يبيعون المشروبات الباردة والذرة والمثلّجات. كل هذه التفاصيل تجعل ليل غزة جميلاً وتُنسي أهل القطاع همومهم في ظل الحصار الإسرائيلي والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية الصعبة.
وكما في كلّ عام، تتزين مساجد غزة بزينة تراثية فلسطينية قديمة، ويأتي الناس إلى المساجد ليلاً لأداء صلاة التراويح، ويزورون بعضهم بعضاً. كما يتوجه الكثير من الغزيين إلى الكورنيش البحري الذي يعد متنفسهم الوحيد في مدينة محاصرة، ويجلس الناس مع بعضهم بعضاً في الهواء الطلق.