يواصل طلاب جامعات الجزائر الإضراب المفتوح في سياق الحراك الشعبي المتواصل في البلاد منذ 22 فبراير/شباط الماضي، متمسكين بمطلب رحيل رموز النظام السابق، واستقالة الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، وحل حكومة نور الدين بدوي.
وتجمع طلاب عدد من الجامعات الجزائرية لليوم الثاني على التوالي، في بهو الجامعة المركزية، رافعين شعارات تطالب باستقالة بن صالح، في حين أغلقت الشرطة المنافذ المؤدية إلى شارع ديدوش مراد لمنعهم من الخروج في مسيرة، فهدد الطلبة بمقاطعة الدروس والامتحانات حتى ترضخ السلطة لمطالب الشعب.
وفي السياق، شهدت جامعة البليدة (50 كيلومترا جنوبي العاصمة)، احتجاجات للطلاب بعد العودة من عطلة الربيع، وقال الطالب نور الدين أقنيني، من جامعة العلوم والتكنولوجيا، لـ"العربي الجديد"، إنهم يساندون الحراك منذ البداية، مضيفا: "الجامعة الجزائرية ستظل المحرك الأساسي لأي تغيير، ومقاطعة الدروس من شأنها أن تعطل المسار الدراسي هذا العام، غير أن هذه التضحية ستحقق الأهداف المتمثلة في الضغط لتحقيق مطالب الشعب".
ونظم طلبة جامعات بجاية وتيزي وزو مسيرات داخل الحرم الجامعي، تمسكا بالموقف الشعبي الرافض لاستمرار رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة في الحكم، وخصوصا رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس البرلمان معاذ بوشارب، ورئيس الحكومة نور الدين بدوي، والرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح.
ورفع الطلبة المحتجون شعارات تطالب بتغيير النظام، وهتفوا "الشعب مصدر كل سلطة" و"النضال النضال حتى يتغير النظام"، بالتزامن مع تصاعد مطالب الحراك الشعبي الذي يدخل يومه الـ52.
وعقدت جمعيات عامة في الجامعات، شارك فيها أساتذة وطلبة لبحث خطوات التصعيد دعما للحراك الشعبي، وقال الطالب بكلية الطب عمار زايدي لـ"العربي الجديد": "نحن ملزمون بالتحصيل العلمي لبناء الأمة، ولكننا في الوقت نفسه ملزمون بالانضمام للحراك الشعبي والنقاش السياسي والاجتماعي حول الأوضاع في البلاد".
وقالت الأستاذة بجامعة عنابة، نورية سدراتي، لـ"العربي الجديد"، إن "الأخطر من الإضراب أن الطلبة يواجهون نقصا كبيرا في تحصيل الدروس بناء على رزنامة الجامعة للسنة الجامعية الحالية، وهو ما يضع الجامعة في مأزق السنة البيضاء، وهذا الأمر يؤثر على قطاع التربية، الذي يتأهب لامتحانات البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط وشهادة التعليم الابتدائي".
وأسف الطالب مراد عزوق، من كلية الحقوق بالعاصمة الجزائرية، على "تحويل الجامعة من التحصيل العلمي إلى التركيز السياسي"، لافتا إلى أن "الجامعة تسير وفق انفعالات لا نفع لها بالنسبة للحراك الشعبي، إذ يمكن الخروج بالمسيرات في أوقات لا تضر بالتحصيل الدراسي".