تعارض مجموعات من الأشخاص الإنجاب وتركز في المقام الأول على حقوق الحيوان وحماية البيئة. هذه المجموعة التي تجد ميداناً كبيراً لنشاطها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من المواقع الإلكترونية، ترى أنّ في العالم أطفالاً كثيرين يحتاجون إلى أهل، بدلاً من إنجاب المزيد. فهي تشجع على التبني عوضاً عن الإنجاب.
تتواجد على موقعي "ريديت" و"فيسبوك" عشرات من المجموعات المناهضة للولادة، بعضها يضم الآلاف من الأعضاء. هذه المجموعات تنتشر في جميع أنحاء العالم، ولديها جملة متنوعة من الأسباب لتبرير معتقداتها وشعاراتها المتوحدة خلف ضرورة تصغير حجم الأسر. من بين تلك الأسباب المخاوف المتعلقة بالوراثة الجينية وعدم الرغبة في معاناة الأطفال من حالات طبية وأمراض مختلفة تنتقل عن طريق الوراثة وتكثر في عصرنا الحالي، وهناك مفهوم الرضا عن الذات والعيش في راحة بال بعيداً عن هموم الحياة المتزايدة، وهناك القلق بشأن الاكتظاظ السكاني وما يرتبه ذلك من مخاطر على البيئة. وتعبّر المجموعات هذه بصراحة عن ضرورة وقف الإنجاب لدى البشر.
اقــرأ أيضاً
وعلى الرغم من أنّها حركة هامشية، مقارنة بصانعي القرار في العالم، والمنظمات الحقوقية المختلفة التي تحشد لقضاياها، وترفض مثل هذه الشعارات التي ترفعها المجموعات، فإنّ بعض وجهات النظر، التي تعرضها، خصوصاً ما يرتبط بوضع الكوكب تتحول بشكل متسارع إلى نقاش رئيسي عام، يتجاوز حدود تلك المجموعات. وعلى الرغم من أنّ الأمير هاري، دوق ساسكس، نجل ولي عهد بريطانيا، مثلاً، لا يعرف عنه ترويجه لهذه الفكرة، لكنّه قال مؤخراً إنّه وزوجته يخطّطان لإنجاب طفلين كحد أقصى، بسبب المخاوف البيئية، ربما بتأثير ما من خلال تلك المجموعات.
وتعمل هذه المجموعات على تأجيج الحجج المناهضة للولادة في السنوات الأخيرة والتركيز المتزايد على البيئة والآثار المدمرة المحتملة لتغير المناخ. وانطلاقاً من المشاركات التي ينشرها أعضاء هذه المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر بوضوح مناهضتهم للولادة، كما أنّ هناك تداخلاً كبيراً بين أفكارهم والنشاط البيئي. فإحدى المجموعات التي اتخذت لنفسها اسم "غاضبون جداً... مناهضون للولادة" تروج لعريضة بهدف توقيعها وإرسالها إلى الأمم المتحدة، بعنوان "الازدحام السكاني يشكّل جذور الكارثة المناخية. أوقفوا الولادة في جميع أنحاء العالم الآن". وقد حصدت هذه العريضة حتى اليوم، عشرات آلاف التواقيع.
في سياق متصل، تنشط في بريطانيا، جمعية معروفة باسم "المسائل السكانية" قد اقترحت طوال سنوات، الحدّ من إنجاب الأطفال، على الرغم من أنّها ليست مناهضة للولادة بالمطلق. وفي الواقع، يجادل أعضاؤها لصالح استدامة الجنس البشري بدلاً من انقراضه. تواصلت "العربي الجديد" مع إليستير كوري، رئيس الحملات والاتصالات لدى "المسائل السكانية" فقال إنّهم يتفهّمون تماماً مخاوف الحركة المناهضة للولادة، لكنّهم يعتقدون أنّ "من الممكن للبشر أن يعيشوا في وئام مع الطبيعة، والخيارات الإيجابية التي تقلّل من عدد الأشخاص الذين يولدون ستساعد في تحقيق ذلك". وأضاف أنّ "قلة من الناس تعني ضغطاً أقل على الموارد، وضغطاً أقل على البيئة والتنوع البيولوجي، وتخفيضاً لانبعاثات غازات الدفيئة. وهذا هو جدول الأعمال الذي يؤيد الإنسان".
تابع كوري أنّ اختيار عائلة أصغر هو خيار إيجابي يستفيد منه الأطفال، لأنّهم من سيواجهون الأزمة البيئية التي ستقع ما لم نتحرك. وأشار إلى أنّ ديفيد أتينبور، راعي الجمعية، قال في هذا الشأن: "يسهل حلّ جميع المشاكل البيئية مع عدد أقل من الناس، ويصعب حلّها مع عدد أكبر". تابع كوري: "خيار عدم إنجاب أطفال هو خيار إيجابي قد يناسب العديد من الأشخاص ولا يجب أن يوصم أحد أبدًا بأيّ وصمة لاتخاذه هذا القرار. مع ذلك، فإنّ إنجاب الأطفال ما زال هو ما يريده معظم الناس ولا يجب وصمهم كذلك أو انتقادهم على هذا الخيار. نحن نعتقد أنّه عندما يفهم الناس حقاً فوائد الأسر الأصغر حجماً، سيقدمون على هذا الخيار، ويمكننا عكس اتجاه النمو السكاني من خلال وسائل إيجابية مثل: القضاء على الفقر، وتمكين المرأة، وتوفير تعليم عالمي جيد، وضمان التعليم الحديث". ولفت إلى أنّ "تنظيم الأسرة متاح للجميع، والأسر الأصغر تفيد الناس بشكل مباشر، كما تفيد الكوكب".
وفي هذا السياق، قال روبن ماينارد، مدير "المسائل السكانية" إنّ هدفهم هو تحقيق الانسجام بين الجنس البشري والكوكب الذي حالفهم الحظ للعيش عليه. تابع أنّه إذا كان لدينا عدد أقل من الأطفال في جميع أنحاء العالم وأسر أصغر، فيمكننا تحقيق استدامة سكانية أكبر.
اقــرأ أيضاً
في المقابل، أشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أنّه من بين المناقشات الفلسفية والأخلاقية الشديدة التي تدور حول الجماعات المناهضة للولادة، هناك أمور أكثر قتامة، إذ يقوم بعض أعضاء هذه الجماعة، بتوجيه الإهانات للآباء بشكل روتيني، فضلاً عن توجيه إهانات إلى الأطفال. ومن بين التعليقات المهينة التي تعرضها الإذاعة: "عندما أرى امرأة حبلى، أشعر بالاشمئزاز". لكنّ هذا لا يعني أنّ جميع الاشخاص المعادين للإنجاب، يكرهون الأطفال، وفقًا لأولئك الذين تحدثوا إلى "بي بي سي".
تتواجد على موقعي "ريديت" و"فيسبوك" عشرات من المجموعات المناهضة للولادة، بعضها يضم الآلاف من الأعضاء. هذه المجموعات تنتشر في جميع أنحاء العالم، ولديها جملة متنوعة من الأسباب لتبرير معتقداتها وشعاراتها المتوحدة خلف ضرورة تصغير حجم الأسر. من بين تلك الأسباب المخاوف المتعلقة بالوراثة الجينية وعدم الرغبة في معاناة الأطفال من حالات طبية وأمراض مختلفة تنتقل عن طريق الوراثة وتكثر في عصرنا الحالي، وهناك مفهوم الرضا عن الذات والعيش في راحة بال بعيداً عن هموم الحياة المتزايدة، وهناك القلق بشأن الاكتظاظ السكاني وما يرتبه ذلك من مخاطر على البيئة. وتعبّر المجموعات هذه بصراحة عن ضرورة وقف الإنجاب لدى البشر.
وعلى الرغم من أنّها حركة هامشية، مقارنة بصانعي القرار في العالم، والمنظمات الحقوقية المختلفة التي تحشد لقضاياها، وترفض مثل هذه الشعارات التي ترفعها المجموعات، فإنّ بعض وجهات النظر، التي تعرضها، خصوصاً ما يرتبط بوضع الكوكب تتحول بشكل متسارع إلى نقاش رئيسي عام، يتجاوز حدود تلك المجموعات. وعلى الرغم من أنّ الأمير هاري، دوق ساسكس، نجل ولي عهد بريطانيا، مثلاً، لا يعرف عنه ترويجه لهذه الفكرة، لكنّه قال مؤخراً إنّه وزوجته يخطّطان لإنجاب طفلين كحد أقصى، بسبب المخاوف البيئية، ربما بتأثير ما من خلال تلك المجموعات.
وتعمل هذه المجموعات على تأجيج الحجج المناهضة للولادة في السنوات الأخيرة والتركيز المتزايد على البيئة والآثار المدمرة المحتملة لتغير المناخ. وانطلاقاً من المشاركات التي ينشرها أعضاء هذه المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر بوضوح مناهضتهم للولادة، كما أنّ هناك تداخلاً كبيراً بين أفكارهم والنشاط البيئي. فإحدى المجموعات التي اتخذت لنفسها اسم "غاضبون جداً... مناهضون للولادة" تروج لعريضة بهدف توقيعها وإرسالها إلى الأمم المتحدة، بعنوان "الازدحام السكاني يشكّل جذور الكارثة المناخية. أوقفوا الولادة في جميع أنحاء العالم الآن". وقد حصدت هذه العريضة حتى اليوم، عشرات آلاف التواقيع.
في سياق متصل، تنشط في بريطانيا، جمعية معروفة باسم "المسائل السكانية" قد اقترحت طوال سنوات، الحدّ من إنجاب الأطفال، على الرغم من أنّها ليست مناهضة للولادة بالمطلق. وفي الواقع، يجادل أعضاؤها لصالح استدامة الجنس البشري بدلاً من انقراضه. تواصلت "العربي الجديد" مع إليستير كوري، رئيس الحملات والاتصالات لدى "المسائل السكانية" فقال إنّهم يتفهّمون تماماً مخاوف الحركة المناهضة للولادة، لكنّهم يعتقدون أنّ "من الممكن للبشر أن يعيشوا في وئام مع الطبيعة، والخيارات الإيجابية التي تقلّل من عدد الأشخاص الذين يولدون ستساعد في تحقيق ذلك". وأضاف أنّ "قلة من الناس تعني ضغطاً أقل على الموارد، وضغطاً أقل على البيئة والتنوع البيولوجي، وتخفيضاً لانبعاثات غازات الدفيئة. وهذا هو جدول الأعمال الذي يؤيد الإنسان".
تابع كوري أنّ اختيار عائلة أصغر هو خيار إيجابي يستفيد منه الأطفال، لأنّهم من سيواجهون الأزمة البيئية التي ستقع ما لم نتحرك. وأشار إلى أنّ ديفيد أتينبور، راعي الجمعية، قال في هذا الشأن: "يسهل حلّ جميع المشاكل البيئية مع عدد أقل من الناس، ويصعب حلّها مع عدد أكبر". تابع كوري: "خيار عدم إنجاب أطفال هو خيار إيجابي قد يناسب العديد من الأشخاص ولا يجب أن يوصم أحد أبدًا بأيّ وصمة لاتخاذه هذا القرار. مع ذلك، فإنّ إنجاب الأطفال ما زال هو ما يريده معظم الناس ولا يجب وصمهم كذلك أو انتقادهم على هذا الخيار. نحن نعتقد أنّه عندما يفهم الناس حقاً فوائد الأسر الأصغر حجماً، سيقدمون على هذا الخيار، ويمكننا عكس اتجاه النمو السكاني من خلال وسائل إيجابية مثل: القضاء على الفقر، وتمكين المرأة، وتوفير تعليم عالمي جيد، وضمان التعليم الحديث". ولفت إلى أنّ "تنظيم الأسرة متاح للجميع، والأسر الأصغر تفيد الناس بشكل مباشر، كما تفيد الكوكب".
وفي هذا السياق، قال روبن ماينارد، مدير "المسائل السكانية" إنّ هدفهم هو تحقيق الانسجام بين الجنس البشري والكوكب الذي حالفهم الحظ للعيش عليه. تابع أنّه إذا كان لدينا عدد أقل من الأطفال في جميع أنحاء العالم وأسر أصغر، فيمكننا تحقيق استدامة سكانية أكبر.
في المقابل، أشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أنّه من بين المناقشات الفلسفية والأخلاقية الشديدة التي تدور حول الجماعات المناهضة للولادة، هناك أمور أكثر قتامة، إذ يقوم بعض أعضاء هذه الجماعة، بتوجيه الإهانات للآباء بشكل روتيني، فضلاً عن توجيه إهانات إلى الأطفال. ومن بين التعليقات المهينة التي تعرضها الإذاعة: "عندما أرى امرأة حبلى، أشعر بالاشمئزاز". لكنّ هذا لا يعني أنّ جميع الاشخاص المعادين للإنجاب، يكرهون الأطفال، وفقًا لأولئك الذين تحدثوا إلى "بي بي سي".