يروي طلال وهو من أهالي بلدة خان شيخون: "قامت فرق الدفاع المدني ومتطوعون بإسعاف سريع للمصابين من خلال نزع لباس المغمى عليهم ورشّهم بالمياه لإذابة أكبر قدر من الغازات المنحلة على أجسامهم، لم تكن هناك سيارات إسعاف كافية، تم إسعاف المصابين للنقاط الطبية في المناطق المحيطة بخان شيخون في إدلب ومعرّة مصرين والمعرة، وحملنا المصابين في السيارات المفتوحة"، موضحا: "لم نعرف الحي من الميت، البعض بدت عليهم تشنجات شديدة، وتم توزيع نحو 150 إصابة على النقاط الطبية في المناطق المحيطة، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني والإسعاف تعمل على انتشال وإسعاف الضحايا".
ويضيف: " قمت مع شاب آخر بإسعاف 3 مصابين إلى إحدى النقاط الطبية في المعرة، طلبوا منا التعرف على جثث ثلاثة أطفال مجهولي الهوية وصلوا للمستشفى دون ذويهم، أكبرهم لا يتجاوز عمره 6 سنوات، من المرجح أن يكون أهلهم من المصابين أو الضحايا الذين نقلوا إلى مكان آخر".
ويردف: "هناك حالة ذعر في ريف إدلب، نتوقع الأسوأ، ما حدث اليوم دليل على أن النظام بدأ بإبادة إدلب بعد أن هجّر معارضيه إليها، إن لم يتحرك أحد بعد ما حدث اليوم فهذا يعني أن النظام حصل على الضوء الأخضر ليستمر بمجازره ضدنا".
من جانبه، يوضح الطبيب فراس الجندي لـ "العربي الجديد": "كنت من الصباح أقوم بإسعاف المرضى والمصابين نتيجة القصف بالغازات السامة، وهي غالباً ليست الكلور، لأن الأعراض كانت شديدة، منها تضيّق الحدقة، حالات اختناق، وأزمة رئوية كيميائية المنشأ وخروج للزبد من الفم، وصدمة، هناك الكثير من الإصابات والشهداء، قمنا بإسعاف المصابين في ممرات المشفى وفي أراضي غرف العمليات والإسعاف من كثرة المرضى الذين لم يستطع المستشفى استيعابهم، لم يعد هناك مكان لنضع الأوكسجين والسيرومات للمصابين، وقد قمنا بتحويل الكثيرين إلى مستشفياف أخرى".
ويضيف: "نحتفظ بعينات من المرضى، تضيّق الحدقة لا يتناسب مع غاز الكلور، ربما السارين أو غازات أخرى، والعدد لا يزال مرشحاً للزيادة، يبدو أن العالم مستهتر بالدم السوري".
أما حسين وهو طبيب من داخل أحد المراكز الطبية التي استقبلت الجرحى في تسجيل مصور بثته مديرية صحة إدلب الحرة، فيقول: "هناك حالات غياب وعي واختلاجات وتقبض حلقات ومفرزات رغوية شديدة ونقص أوكسجين"، ويرجح أن يكون الغاز المستعمل هو الفوسفور مع الكلور المركز".
ويوضح الدفاع المدني السوري في ريف إدلب، أن أعداد الإصابات تجاوزت الـ 100 وشملت عناصر من الدفاع المدني.
وكانت هجمة الغازات السامة على خان شيخون أعقبت الغارات الجوية التي استهدف فيها النظام مستشفى معرة النعمان أكبر مستشفيات ريف إدلب وأخرجها عن العمل، وهو ما زاد الضغط على النقاط الطبية المتواجدة في المنطقة، يقول طلال: "إن معظم النقاط الطبية التي تم إسعاف المصابين بها ليست أكثر من مراكز إسعاف لا تتوافر فيها تجهيزات طبية كافية، تقوم الكوادر الطبية بإسعاف المريض بشكل مبدئي وتقييم الحالات وتحويل الخطيرة منها للمستشفيات الحدودية".