وتمكن الشملة من ابتكار الجهاز بشكله البدائي، من خلال الاعتماد على بعض مخلفات الأجهزة الكهربائية، واستخدام التيار الكهربائي وشدته في عملية صهر ودمج الحديد ببعضه البعض، من دون الحاجة للجوء إلى استخدام الأسياخ.
ولجأ الطفل الغزّي إلى استخدام مكثفات صغيرة الحجم، بالإضافة إلى أسلاك كهربائية كبيرة الحجم، في عملية التصنيع الأولية للجهاز، من أجل تجربته والعمل على تطويره بشكل أفضل مما هو عليه، وإنتاج العديد من النسخ الخاصة بالعاملين في مهنة "الحدادة" بغزة.
ويقول الشملة لـ"العربي الجديد"، إنّ فكرة ابتكار جهاز خاص يغني الغزيين عن استخدام "أسياخ اللحام" الممنوعة بفعل الحصار الإسرائيلي على غزة، جاءت بعد سلسلة من التجارب والبحث من خلال الكتب العلمية، المدرسية وغير المدرسية.
ويشير إلى أن مدة التنفيذ الفعلية للجهاز استغرقت شهراً كاملاً، بسبب غياب المعدات وعدم توفرها، ورحلة البحث عن مصادر علمية للتأكد من سلامة النتيجة التي سيمنحها الابتكار بعد انتهاء عملية التصنيع والتجميع الخاص به.
ويطمح الشملة، الطالب في المرحلة الإعدادية، إلى إتمام دراسته الجامعية في إحدى الدول الصناعية خارج فلسطين، للتمكن من الاستمرار في رحلة ابتكار الأجهزة التقنية والصناعية والعمل على تطويرها، في ظل عدم امتلاك القطاع تلك المقومات.
ويوضح أنه سيقوم بالعمل على تطوير الجهاز بشكل أكبر مما هو عليه ليتناسب مع عمل "الحدادين" في القطاع، والورش الفنية العاملة، في ظل نقص أسياخ اللحام، وعدم سماح الاحتلال بإدخالها تحت ذرائع أمنية.
ويلفت الشملة إلى أنه بدأ في عملية تنفيذ الجهاز بشكل أكبر مما هو عليه وتطويره للعديد من الجهات والعاملين في مجال "الحدادة"، بعد أن تأكدوا من جودة استخدامه وصلاحيته لمهنتهم، من خلال صهر ودمج القطع الحديدية في بعضها البعض.
ويقف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات، عائقاً أمام عشرات المبتكرين، بفعل منع وصول المعدات والقطع الإلكترونية اللازمة لإتمام مشروعاتهم، بذريعة استغلالها من قبل المقاومة الفلسطينية في التطوير العسكري.
وتمكن الطالب الشملة من ابتكار عدد من الأجهزة، مستغلاً مخلفات الأجهزة الكهربائية، ومستعيناً بالتجارب العلمية التي يتضمنها الكتاب المدرسي في مادة العلوم الحياتية والتكنولوجيا، بالإضافة إلى دعم والديه وتوفير المستلزمات لإنجاح هذه الابتكارات.
اقرأ أيضا:طلاب بريطانيون يصممون سترة نجاة مبتكرة للاجئين