ولاقى عبد الرحمن ترحيباً كبيراً من أميركيين متضامنين مع القضية الفلسطينية خلال جولته في بعض الولايات الأميركية، كما استقبلته بعض الجاليات العربية كونه كان شاهداً على جريمة جنود الاحتلال في حقه وهو يمارس رياضته المفضلة كرة القدم، ولاقت قصته ضجة في الإعلام الأميركي.
وكان عبد الرحمن يخشى من عدم تمكنه من لعب كرة القدم تلك الرياضة التي يحبها كثيراً. وزادت معاناته هو وأسرته حين رفض الاحتلال الإسرائيلي منحه تصريحاً لإكمال علاجه في مدينة رام الله لخمس مرات، لكنه استعاد الأمل مع وصول شكواه واعتراضه إلى الطبيب الأميركي ستيف سوسبي، مدير جمعية إغاثة أطفال فلسطين، الذي استطاع تنسيق سفره لإكمال رحلة علاجه في الولايات المتحدة.
كان عبد الرحمن يظن أن أطفال العالم يتعرضون لذات المخاطر التي تحيط بأطفال غزة، وعن هذا الأمر كان يسأل الأطفال الذين التقاهم في محل إقامته في أميركا. كما سألهم عن الحدود الأميركية وعمّا إذا كانوا يسمعون أصوات طائرات تحلق في السماء ليلاً. وتحدث عبد الرحمن إلى وفود المتضامنين معه عن معاناته هو وأطفال غزة في ظل الاحتلال والحصار الإسرائيلي.
وقال عبد الرحمن لـ"العربي الجديد": "رحلتي إلى الولايات المتحدة أعادت لي الحيوية، وعدت لنشاطي كما أن طموحي تجدد، أنا اليوم سعيد لأنني سأعود لأصدقائي للعب الكرة والخروج معهم للتنزه، لم أكن أتوقع انني سأعود للمشي دون الارتكاز على العكازات، لكني اليوم أستطيع الجري والانتقال دون مساعدة، وأريد إكمال حلمي في لعب الكرة والعودة لمدرستي وبين زملائي".
واستقبل سكان الحيّ والأقارب الفتى عبد الرحمن على معبر إيريز وفي الحي، وعبر أطفال الحي عن بهجتهم بعودة صديقهم عبد الرحمن، وكانوا سعداء بعد أن شاهدوه يمشي على قدمه دون العكازين.
وأشار يامن نوفل، والد عبد الرحمن، إلى أن جمعية إغاثة أطفال فلسطين ستتابع حالة عبد الرحمن الصحية، وعندما يكبر ستتكفل بتركيز طرف صناعي يناسب حجمه ونمو جسمه.
وقال يامن نوفل لـ"العربي الجديد": "كنا نعيش كابوساً صعباً عندما كان عبد الرحمن يكافح على أمل تركيب طرف صناعي، وقتها شعرت بالقهر الكبير من الاحتلال الإسرائيلي وكيف حرمه من طرف صناعي، لكن صمودنا كان له ثمار، واليوم عبد الرحمن يمكنه أن يكمل أحلامه بلعب الكرة والعودة لمدرسته، وأتمنى ألا تذوق أي أسرة فلسطينية معاناتنا".