ينهمك المربي الفلسطيني، عمر الآغا، في إعداد برقيات تهنئة يكتبها بخط يده للطلبة المتفوقين في المناطق الجنوبية من قطاع غزة في الثانوية العامة "التوجيهي"، فور إعلان وزارة التربية والتعليم النتائج، لتوزيعها عبر سلسلة من الجولات المكوكية التي تستمر أكثر من أسبوع، كل عام.
ويحاول الآغا من خلال مبادرته التطوعية، التي أطلقها عام 2004 تشجيع الطلبة المتفوقين للاستمرار في تفوقهم مستقبلاً، بالإضافة إلى تحفيز مدراء المدارس والمناطق التعليمية، وتكريمهم على دورهم عبر برقيات مشابهة لدفعهم إلى الاهتمام بالطلبة المتفوقين.
واعتاد كثير من الطلاب المتفوقين، في السنوات الدراسية التي تسبق مرحلة الثانوية العامة، على انتظار نتائجهم من أجل زيارة المربي الآغا لهم، حيث توقع للعديد من الطلاب التفوق والحصول على معدلات مرتفعة بناءً على اطلاعه على دراستهم.
ويقول الآغا لـ "العربي الجديد" إنّ الدافع الرئيسي وراء قيامه بالمبادرة بشكل ذاتي هو حبه للعملية التعليمية وانتمائه لها، بعد أن تقاعد عن العمل مطلع عام 2000 وقرر القيام بالتطوع بسلسلة من النشاطات الخاصة بالعملية التعليمية.
ويضيف السبعيني الفلسطيني، أنه وبعد تقاعده من وظيفته الحكومية كمدرس للغة العربية، وكمدير لإحدى المدارس، قرر الاستمرار في أداء رسالته، كنوع من رد الجميل لقطاع التعليم عبر القيام بحصص تقوية في مجال النحو في المدارس، والقيام بجولات على مختلف المدارس لتدعيم اللغة العربية.
ونال المربي الآغا لقب المدرس المثالي في المنطقة الجنوبية في العام 1970 فضلاً عن سمعته التي يشتهر بها بين نظرائه من المدرسين والمربين، وحرصه على التجوال على 4 مدريات تعليمية بدءاً من المنطقة الوسطى انتهاءً برفح.
ويوضح أنه على مدار 12 عاماً من مبادرته الذاتية تمكن من زيارة نحو 130 طالبة متفوقة بالإضافة إلى 20 طالب متفوق، كانوا ينالون برقية تهنئة خاصة تتناسب مع حجم التفوق، وتختلف كل برقية عن برقية الطالب الآخر.
ويلفت المربي الغزي، إلى أنه وبعد إعلان نتائج الثانوية العامة ينشغل لمدة يومين في إعداد كتاب برقيات وكتب التهنئة للطلاب على شكل مسودات وتصويرها وتحضير النسخة المكتوبة بخط اليد ثم يبدأ بتجميع العناوين الخاصة بمناطق سكن المتفوقين للانطلاق نحوها بجولة فردية.
ويشير الآغا إلى أنّ جميع البرقيات والكتب التي كتبها للطلاب المتفوقين لا تتشابه مع أي منها على مدار السنوات الماضية، ويقوم بعمل 4 نسخ منها بحيث يحصل المتفوق على نسخة خاصة، ومدير المدرسة ومدير المنطقة التعليمية ويُبقي على نسخة خاصة به.
ويمتلك المربي الآغا أرشيفاً خاصاً بالطلاب الذين تمكن من تكريمهم، يحرص في كل عام على تحديثه بالبرقيات التي يقوم بكتابتها، بالإضافة إلى تزويده بالصور في الأعوام الأخيرة مع انتشار الهواتف الذكية المحمولة بشكل كبير في القطاع.
وتعتبر شهادة الثانوية العامة في فلسطين مرحلة مفصلية لآلاف الطلاب الذين يتقدمون سنوياً لاجتياز امتحانها، في تحديد مصيرهم من حيث التخصصات التي سيدرسونها في المرحلة الجامعية والتي تتحكم بها معدلاتهم خلال هذه السنة الدراسية.