تأخّر علي عامين في الدراسة عن أقرانه إذ رسب فيهما لعدم تمكنه من إتمام واجباته المدرسية بسبب العمل
لم يختر علي مصطفى الطفل البالغ من العمر أربعة عشر عاماً حياته، ولم يرسمها مثلما يحب. اختارت له الحياة أن لا يكون كبقية الأطفال، تقتصر حياته على الذهاب إلى المدرسة والعودة منها، ليجلس بين أفراد أسرته، ويتناول طعامه الساخن، ويدرس دروسه، ويلعب من بعدها. علي لا يركب دراجته الهوائية في الزقاق، لأنه لا يمتلكها بالأساس، وإن حصل على دراجة لوهلة فبسبب أحد الفتية الذي تخلّى عنها لأن أباه اشترى له واحدة جديدة. غير أن ذلك غير مجدٍ بالنسبة لعلي، لأنه لا يمتلك حتى الوقت الذي يسمح له بركوبها.
علي في الصف السادس الأساسي، ويتعلم في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان). تأخّر عامين في الدراسة عن أقرانه، إذ رسب فيهما بسبب عدم تمكنه من إتمام واجباته المدرسية، لأنه مضطر بعد العودة من المدرسة كل يوم أن يذهب إلى العمل. فهو يعمل في مغسل للسيارات، وفي تغيير زيت السيارات، ويتقاضى لقاء عمله خمسة آلاف ليرة لبنانية (أقل من أربعة دولارات) يومياً فقط، ليعيل عائلته التي لا معيل لها سواه، وذلك لأن والده لا يقوى على العمل.
يعيش علي الذي يتحدّر من بلدة شعب في فلسطين، والمقيم في منطقة البركسات المحاذية لمخيم عين الحلوة، مع والده ووالدته وأخويه الصغيرين. يقول: "لدي أخٌ صغير يبلغ من العمر عامين، وأخت تبلغ ثمانية أعوام. أمي لا تعمل، ووالدي لا يستطيع العمل، لذلك أعمل لأساعد عائلتي. لم أترك المدرسة لأنني أريد متابعة تعليمي، لكن عندما سأنهي الصف الثامن الأساسي سأترك المدرسة، وأحاول أن أتعلم مهنة النجارة، ويكون لي عملي الخاص. التعليم سيؤخرني عن تأمين مستقبلي، فأنا بحاجة للعمل من أجل تأمين المال، وكذلك من أجل تعليم أخوتي الصغار".
يتابع: "لم أرسب لأنني كنت كسولًا، لكن الظروف هي التي أرغمتني على ذلك. فقد كنت أنهي الصفوف وأتوجه بعدها إلى العمل، لأن عائلتي تحتاج للمبلغ الذي أتقاضاه من عملي. نحن لا ندفع إيجاراً لبيتنا، لأنه ملكنا، وكذلك لا أدفع مواصلات، فبيتي قريب من مكان عملي الموجود في الشارع الفوقاني في مخيم عين الحلوة. بعد انتهاء دوام المدرسة يومياً أتوجه إلى العمل وكذلك في أيام العطلة".
اقــرأ أيضاً
يضيف: "ظروفنا المادية صعبة جداً، وأنا أشبه في حالتي عدداً كبيراً من الأولاد. كما أن هناك أولاداً يعيشون بحالة أفضل من حالتنا نحن الذين ليس لدينا من يقوم بمساعدتنا، علماً أن الأولاد في المخيم حياتهم ليست ميسورة بالقدر المطلوب، لكن بالحد الأدنى يستطيعون العيش بشكل أفضل مني، لأن أهلهم هم من ينفقون عليهم، فيتلقون تعليمهم بشكل طبيعي".
لم يختر علي مصطفى الطفل البالغ من العمر أربعة عشر عاماً حياته، ولم يرسمها مثلما يحب. اختارت له الحياة أن لا يكون كبقية الأطفال، تقتصر حياته على الذهاب إلى المدرسة والعودة منها، ليجلس بين أفراد أسرته، ويتناول طعامه الساخن، ويدرس دروسه، ويلعب من بعدها. علي لا يركب دراجته الهوائية في الزقاق، لأنه لا يمتلكها بالأساس، وإن حصل على دراجة لوهلة فبسبب أحد الفتية الذي تخلّى عنها لأن أباه اشترى له واحدة جديدة. غير أن ذلك غير مجدٍ بالنسبة لعلي، لأنه لا يمتلك حتى الوقت الذي يسمح له بركوبها.
علي في الصف السادس الأساسي، ويتعلم في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان). تأخّر عامين في الدراسة عن أقرانه، إذ رسب فيهما بسبب عدم تمكنه من إتمام واجباته المدرسية، لأنه مضطر بعد العودة من المدرسة كل يوم أن يذهب إلى العمل. فهو يعمل في مغسل للسيارات، وفي تغيير زيت السيارات، ويتقاضى لقاء عمله خمسة آلاف ليرة لبنانية (أقل من أربعة دولارات) يومياً فقط، ليعيل عائلته التي لا معيل لها سواه، وذلك لأن والده لا يقوى على العمل.
يعيش علي الذي يتحدّر من بلدة شعب في فلسطين، والمقيم في منطقة البركسات المحاذية لمخيم عين الحلوة، مع والده ووالدته وأخويه الصغيرين. يقول: "لدي أخٌ صغير يبلغ من العمر عامين، وأخت تبلغ ثمانية أعوام. أمي لا تعمل، ووالدي لا يستطيع العمل، لذلك أعمل لأساعد عائلتي. لم أترك المدرسة لأنني أريد متابعة تعليمي، لكن عندما سأنهي الصف الثامن الأساسي سأترك المدرسة، وأحاول أن أتعلم مهنة النجارة، ويكون لي عملي الخاص. التعليم سيؤخرني عن تأمين مستقبلي، فأنا بحاجة للعمل من أجل تأمين المال، وكذلك من أجل تعليم أخوتي الصغار".
يتابع: "لم أرسب لأنني كنت كسولًا، لكن الظروف هي التي أرغمتني على ذلك. فقد كنت أنهي الصفوف وأتوجه بعدها إلى العمل، لأن عائلتي تحتاج للمبلغ الذي أتقاضاه من عملي. نحن لا ندفع إيجاراً لبيتنا، لأنه ملكنا، وكذلك لا أدفع مواصلات، فبيتي قريب من مكان عملي الموجود في الشارع الفوقاني في مخيم عين الحلوة. بعد انتهاء دوام المدرسة يومياً أتوجه إلى العمل وكذلك في أيام العطلة".
يضيف: "ظروفنا المادية صعبة جداً، وأنا أشبه في حالتي عدداً كبيراً من الأولاد. كما أن هناك أولاداً يعيشون بحالة أفضل من حالتنا نحن الذين ليس لدينا من يقوم بمساعدتنا، علماً أن الأولاد في المخيم حياتهم ليست ميسورة بالقدر المطلوب، لكن بالحد الأدنى يستطيعون العيش بشكل أفضل مني، لأن أهلهم هم من ينفقون عليهم، فيتلقون تعليمهم بشكل طبيعي".