تتجدّد أماني وأحلام التونسيين، في استقبال العام الجديد، ويبقى الهاجس الأكبر لمعظمهم هو تحقيق الأمن واستقرار الأوضاع في البلاد، وعبّر تونسيون في رصد أجرته "العربي الجديد"، عن آمالهم بأن تكون 2019 سنة خير واستقرار وازدهار، فيما لم يخفِ آخرون مخاوفهم من تأزم الوضع الاقتصادي وتواصل غلاء المعيشة، وتأثير الانتخابات التشريعية والرئاسية المزمع إجراؤها خلال هذا العام.
وقال الستيني مختار بن سالم لـ"العربي الجديد"، إنّ "أهم أمنية لديه تتركز في تحقيق الأمن والاستقرار ومزيد من الخير لبلده وأبناء بلده"، مشيراً إلى أنّ سنة 2018 لم تكن جيدة فقد اعترضته فيها الكثير من الخيبات، لكنه يبقى متشبثاً بالأمل والتفاؤل.
ويأمل بن سالم أن يمر العام الجديد بسلام، رغم أن العديد من القضايا والملفات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية غير واضحة، وأغلب التونسيين لا يعرفون كيف سيكون هذا العام، لكن مع ذلك نتوقع خيراً.
بدورها، تمنّت التونسية منى أن يعمّ الأمن والسلام البلاد، وأن تزيد اللُحمة والرأفة في القلوب، ويسود التآزر بين كافة فئات الشعب ليكونوا يداً واحدة في الأزمات والشدائد، مشيرة إلى أنها تأمل أن يكون العام الجديد أفضل من العام السابق.
وتفاءلت خيراً بالعام الجديد، أمل أن تتحقق أمنيات أبنائها وأحلام كافة أبناء الشعب التونسي، مشيرة إلى أن سنة 2018 كانت صعبة، وإلى الآن لا تزال الأوضاع غير مستقرة لكن التفاؤل يبقى قائماً.
وترى طالبة الحقوق راقية، أنّ الوضع في 2019 سيكون أصعب باعتبار الانتخابات التشريعية والرئاسية وميزانية 2019، التي رفضتها العديد من الأوساط في تونس ومنها المحامون، إذ لم يتم التركيز على الأولويات وظلت المطالب الاجتماعية مؤجلة، مشيرة إلى أنها غير متفائلة كثيراً بالوضع بسبب التجاذبات السياسية التي بدأت تلقي بظلالها على المشهد.
وتوضح راقية أنها لا تريد أن تكون متشائمة، لكن الأوضاع التي تمر بها البلاد لا تبعث على التفاؤل، فالمؤشرات في تراجع مستمر ولا توجد أي بوادر للنهوض بالأوضاع.
وتبينّ أنّ البرامج شبه غائبة وخاصة المشاريع والأفكار، إلى جانب غياب الاستثمار، ومن ثم فإن الوضع سيكون أصعب في 2019 ولا يبشر بتحسن في المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية، فيما كانت السنوات السابقة أفضل بالنسبة للفئات الفقيرة والمتوسطة، التي أصبحت اليوم عاجزة عن توفير قوت يومها.
ويلفت محمد (عامل بناء)، أنه كلما مرّ عام كان أسوأ مما سبق، فالقادم دائماً أصعب بسبب الوضع الاقتصادي ونقص فرص الشغل، فالحياة ستكون صعبة على التونسي، وخاصة الفئات العاملة والباحثة عن شغل.
ويقول: "أخاف أن تتقلص فرص العمل في العام الجديد"، مبيناً أنه يشتغل في مجال البناء الذي يتراجع فيه الطلب على العمال أحياناً، فيقضي عدة أيام بحثاً عن عمل، وأحياناً يعمل أسبوعين ويقضي بقية الشهر عاطلاً من العمل، كما أن أسعار موادّ البناء في ارتفاع مستمر ما يجعل المواطن يعزف عن البناء.
ويبين أنّه ينحدر من محافظة سليانة في الشمال الغربي التونسي، لكنه لم يتمكن من زيارة أبنائه واضطر لقضاء رأس السنة وحيداً في العاصمة بسبب قلة الإمكانيات، ونظراً لبحثه المستمر عن عمل، مشيراً إلى أنه كان يتمنى لو قضى بداية العام الجديد في محافظته ومع أسرته، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الظروف المادّية ولأن عليه تأمين قوت أسرته.
وترى سوار (تلميذة)، أنّ أهم أمنية للعام الجديد هي الاستقرار والأمن، فبدونهما لا يمكن تحقيق التنمية ولا دفع عجلة الاستثمار، مضيفة أنها تأمل أن تمرّ السنة بسلام ودون خيبات، وأن تتحقق أمنيتها في النجاح الدراسي، فهي تستعد لاجتياز امتحان البكالوريا، فالعام الجديد سيكون مهماً جداً بالنسبة إليها ومليئاً بالعديد من التحضيرات والاستعدادات.
وتتابع سوار: "سنة مرت بكل خيباتها وتجاذباتها السياسية والاحتجاجات والمطالب التي ما فتئت تنادي بها الطبقات الاجتماعية، وها سنة أخرى تحلّ ولا نعرف بعد ما ستحمله، لكن تبقى هناك دائما مساحة للأمل".